شجرة تركية عمرها 1000 عام لا تزال مزدهرةً بالحياة

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 17.05.2023 15:35
شجرة الدلب المعمرة في إزميت. 15 مايو 2023 IHA شجرة الدلب المعمرة في إزميت. 15 مايو 2023 (IHA)

لا تزال شجرة الدلب العملاقة التي تقف شامخة منذ ما يقرب من ألف عام في بلدة تورغوت في منطقة إزميت التابعة لولاية قوجة إيلي، تدهش السكان المحليين والزوار على حد سواء. وهي الشجرة الأشهر في تركيا بارتفاعها الشاهق وقطرها المقدر بحوالي 10 أمتار، وتعد معلماً هاماً ومكاناً ذو منزلة خاصة للباحثين عن الظل والاسترخاء.

وبالرغم مما أصاب الشجرة منذ حوالي 1.5 عام، بعد أن وقعت ضحية لعملٍ تخريبي حين أحرقها مجهولون، تمكن رجال الإطفاء من إخماد النيران التي راحت تلتهمها مع تعرض جذع الشجرة للتعفن بسبب انكشاف جزء منه. لكن الشجرة العجوز لا تزال تزدهر بالحياة متحديةً الزمن.

كذلك أصبحت الشجرة رمزاً ملهماً لتصاميم السلع الجلدية وألجمة الحيوانات والصنادل على مر القرون، وبقيت الوجهة المفضلة لكل من يحاول الهروب من صخب الحياة وازدحام المدن.

وحول الشجرة الموغلة في القدم، قال علي بيدال البالغ 68 عاماً والذي قضى طفولته بالقرب منها: "هذه شجرة تاريخية وعمرها يمتد إلى ألف عام. لقد جاء مهندس زراعي إلى هنا وفحصها وتأكد من ذلك بالاعتماد على أن قطر الشجرة يزيد متراً واحداً كل 100 عام. وأنا شخصياً قمت بقياسها ووجدت أن قطرها يبلغ 10 أمتار، وهذا يتوافق تماماً مع عمرها".

وأوضح بيدال أن للشجرة تاريخ طويل، وقد ورد ذكرها في سياق الأحداث البغيضة للحرب العالمية الأولى بين العثمانيين واليونانيين بعد شنق الجنود العثمانيين عليها، وأشار أيضاً إلى أن الوصول إلى الشجرة كان ممنوعاً خلال وباء كورونا ما أتاح الفرصة لمجهولين أن يشعلوا النار فيها، تاركين فجوة في جذعها بحجم شخص.

وأضاف: "احترقت الشجرة حتى القمة. ثم جاء رجال الإطفاء وأخمدوا النيران. وبعد إطفاء الحريق، عانت الأماكن المحترقة من الفطريات والعفن". موضحاً أن بلدية قوجة إيلي ومكتب الوالي أرسلوا في وقت لاحق فرقهم وقاموا بتنظيف الأجزاء الموبوءة بالفطريات والعفن من الشجرة، وبقيت البقعة مهجورةً لسنوات، ولكن السكان المحليين أخذوا الآن دور "القائمين على هذا المكان".