منذ بدء سفينة "فاتح" التركية أعمال التنقيب عن الغاز في البحر الأسود ثم اكتشاف احتياطيات منه، إلى ضخه واستخدامه، والأمر محط اهتمام ومتابعة من المواطن الأردني صالح عبيدات (66 عاما)، فيما يعكس مدى حبه وتعلقه بتركيا.
وعبيدات، مخترع من سكان منقطة "حرثا" التابعة لمحافظ إربد شمالي الأردن، وقد مَثّل بلاده في الكثير من المحافل الدولية، وحاز أرفع الجوائز العالمية منها: جائزة الأمم المتحدة الكبرى (الوايبو الذهبية)، وجائزة أفضل مخترع، وجائزة معرض الجينياس الأوروبي، وجائزة عبد الحميد شومان، لأربع مرات، وجائزة معرض الشرق الأوسط للاختراعات لمرتين، وغيرها.
أراد المخترع الأردني أن يبرهن عظمة المنجز التركي وأهمية هذه الخطوة، فعمل على تصميم تذكارين تقنيين يُحاكيان سفينة "الفاتح" التي اكتشف بفضلها الغاز، وكذلك منصة استخراجه في البحر الأسود، ليثبت مدى حبه وفخره بما قامت به تركيا.
مراسل الأناضول، تواصل مع عبيدات وزاره في منزله للاطلاع على ما صممه والوقوف على تفاصيل وقصة التذكاريين التقنيين.
عبيدات "أنا مخترع، ولا أستطيع أن أناظر مثل هذه الإنجازات، ولا يخطر في بالي شيء أعبر من خلاله عن عظمة ذلك".
واستدرك: "فور مشاهدتي لسفينة الفاتح أثناء وداع الرئيس التركي لها في البحر الأسود، لمعت الفكرة بأن أقوم بتجسيد تعبيري عن هذه اللحظات بتصميم تذكاري مناسب أو مطابق تقريبا لسفينة الفاتح بما تحويه من عناصر".
وتابع: "فقمت بمحاكاتها ابتكاريا، من خلال عمل نموذج تقني يعبّر بعناصر مختلفة عن هذه السفينة، بشكل مطابق تقريبا، واستغرق ذلك العمل مني نحو ثلاثة أسابيع".
ومضى قائلا "مع إعلان بدء استكشاف وضخ الغاز من البحر الأسود قبالة ولاية صقاريا (غرب تركيا)، وبعد إقامة منصة استخراج الغاز، قمت بتصميم نموذج محاكٍ لها، واستغرق العمل فيه أسبوع واحد".
أما عن تفاصيل التصاميم وتشكيلها ومكوناتها، فبيّن عبيدات أن "السفينة تحتوي على برج الحفر الذي يعمل ميكانيكا، وكذلك رافعتي مناولة أنابيب، وطائرة مروحية ومهبطها، ومحطة إذاعية يصدر من خلالها عدد من خطابات الرئيس أردوغان، التي تتعلق بموضوع النهضة والإنجازات".
وزاد: "كذلك يوجد شاشة داخل التصميم تُبين أنها محطة تلفزيونية تعرض لحظة وداع الرئيس لسفينة الفاتح قبيل انطلاقها، وهنا أيضا خريطة لمناطق البحث عن الغاز شرق المتوسط، وصورة فضائية لتركيا والبحر الأسود وشرق المتوسط".
وأوضح المخترع الأردني أن "التصميم بامتداد 60 سم، وارتفاع برج 34 سم، والسفينة موشحة بالعلم التركي بصورة مطابقة للحقيقة، والعمل عليها من خلال لوحة تحكم في الأجزاء القابلة للحركة".
"المنصة بمقاس 32 في 32 سم، وارتفاعها 33 سم، وعليها برج ينفث غاز الميثان الحقيقي، إضافة إلى البنية التصميمة للمنشأة"، وفق المخترع عبيدات.
وأشار إلى أنه "متابع حثيث للنهضة والإنجازات التركية منذ 20 عاما، هذه الإنجازات أُكبِرها، وأعبر عنها بصيغة ابتكارية تقنية".
وأضاف: "كسائر المسلمين والشرفاء في العالم، أعتبر تركيا الحالية آخر قلعة من قلاع أمتنا الماجدة".
وفي 20 أبريل، أشرف الرئيس أردوغان على حفل نقل الغاز المستخرج من البحر الأسود إلى البر وبدء مرحلة استخدامه.
وقال الرئيس التركي حينها: "سنستخرج من حقل صقاريا 10 ملايين متر مكعب من الغاز يوميا في المرحلة الأولى، وسيبلغ الإجمالي 40 مليون متر مكعب يوميا بعد افتتاح الآبار الجديدة لاحقا".
وكشف أنه عند بلوغ الإنتاج الحد الأقصى فإن الغاز المستخرج من البحر الأسود سيغطي قرابة 30 بالمئة من حاجة تركيا السنوية.