فقد الباحث والكاتب يشار ألب أرسلان حياته في الزلزال الذي ضربت قهرمان مرعش يوم 6 فبراير/شباط، وإبقاء لذكراه، يعتزم أبناؤه استخدام ما يقرب من 25.000 كتاباً كان يملكها، في إنشاء مكتبة عامة جديدة.
تُعرف قهرمان مرعش بعشق أبنائها للأدب والكتب وقد نشأ العديد من الشعراء والكتاب فيها، من بينهم ألب أرسلان الذي توفي عن عمر يناهز الـ 75 عاماً، مع زوجته "أيصل" بعد انهيار منزلهما في زلزال السادس من فبراير/ شباط.
بعد تخرجه من كلية الإلهيات، جمع ألب أرسلان الذي عمل مدرساً لسنوات، آلاف الكتب بما فيها تلك التي كتبها بنفسه إضافةً إلى مخطوطات باللغة التركية العثمانية. واستطاع على مر السنين، تحويل منزله المكون من 3 طوابق في بلدة "دولكا دير أوغلو" التابعة للولاية، إلى مكتبة.
وأثارت وفاة ألب أرسلان، المعروف باسم "يشار" من الجميع في المدينة، حزنًا للكثير من المواطنين، لا سيما في الأوساط الأدبية.
وتضم مكتبته التي دمرت بالكامل كتباً حول حرب الاستقلال والتاريخ والمهن التقليدية والعادات والتقاليد. وقد حشد أبناؤه كل جهودهم بعد الكارثة، لإنقاذ الكنوز الأدبية التي ورثوها عن أبيهم، وتمكنوا من حفظ بعض الكتب في المكتبة بغربلة الحطام واستخدموا أيضاً معدات البناء بعناية لاستعادة ما يمكن إنقاذه.
وخلال حديثها إلى الإعلام المحلي قالت مورفيت ألب أرسلان نازلي، إن الكتب لها أهمية خاصة عند والدها. موضحةً أنه كان يقضي معظم وقته في مكتبته، وأضافت: "لا أبالغ إذا قلت إن كل كتاب من كتبه كان بمثابة واحداً من أولاده. ولطالما حدثنا عن كتب اشتراها بإنفاق كل راتبه. فسعادة والدي كانت كتبه. ومع مقتنياته الأخيرة، وصل عدد الكتب في مكتبته إلى 25.000 كتاب".
وأشارت نازلي إلى أنها كانت في حالة ذهول عندما وصلت إلى المبنى الذي دمر بعد الزلزال، ولم تستطع السيطرة على دموعها.
مؤكدةً أن أهم إرث تركه والدها هو كتبه، وأنها تمكنت وعائلتها من استعادة ما يقرب من 10.000 كتاب، وهم يخططون لعرضها من خلال إنشاء مكتبة جديدة، بهدف الحفاظ على الأعمال التي جمعها وإبقائها على قيد الحياة.
وأوضحت نازلي إن معظم كتب والدها تم مسحها ضوئياً وتحويلها إلى نسخ رقمية في وقت سابق، في نطاق المشروع الذي نفذه مع بلدية "دولكا دير أوغلو".
وذكرت أنها ووالدها قد نشرا مؤخراً كتاباً عن ثقافة الطعام في قهرمان مرعش، وقالت إنها تعتبر هذا العمل أفضل ذكرى لها.