أزياء ما بعد الوباء.. المزيد من ملابس العمل المريحة

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 08.10.2021 10:57
الفرنسية (الفرنسية)

غيرت إغلاقات الوباء والعمل من المنزل اتجاهات الموضة للأفضل بنظر الكثيرين، ولم يعد العاملون يترددون في الترحيب بمزيد من الملابس المريحة في خزانات ملابسهم مع الحفاظ على شرط الأناقة الكاملة بالرغم من تعلقهم السابق بالكعوب العالية وربطات العنق المميزة.

ومع أن مصممة الأزياء الإسبانية "بلانكا لوركا" اعتادت الظهور بكعب عالي وملابس أنيقة مناسبة للمكتب، لكن إغلاق كوفيد-19 غيّر من إحساسها بالأناقة وعادات التسوق.

وبعد شهور من العمل من شقتها الأنيقة في مدريد، أصبحت الموظفة في شركة الأدوية البالغة من العمر 31 عاماً، ترتدي ألواناً محايدة وملابس مريحة لثلاثة أيام في الأسبوع في المكتب، مع عودة العمل جزئياً في جميع أنحاء العالم.

ولعل شهور الوباء الثمانية عشر التي أمضاها المهنيون بملابس النوم أثناء العمل عن بُعد، جعلت العاملين في جميع أنحاء أوروبا يتوقون لملابس جديدة بعد أن تحول نظام العمل إلى هجين، الأمر الذي يعتبر بالفعل نعمة لتجار التجزئة المتضررين بشدة.

وأدى التركيز على الراحة إلى إبعاد ربطات العنق وأحذية الكعب العالي، وحفز رغبة جديدة في الملابس متعددة الاستخدامات: ذكية بما يكفي للمكتب ولكنها مريحة بدرجة كافية لعقد اجتماعات عبر الهاتف على طاولة المطبخ.

ونمت مؤخراً مبيعات الملابس الشخصية بما في ذلك الملابس والأحذية ومستحضرات التجميل بنسبة 8.5% خلال الـ 12 شهراً التي سبقت أغسطس/آب، حيث عززت زيادة التنقل والعودة إلى المكتب عمليات التسوق، وفقاً للبيانات الرسمية.

ففي بريطانيا، قال أكثر من ربع الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع من قبل مجموعة مكاتب الاستشارات في مكان العمل، إنهم ينوون الاستمرار في ارتداء ملابس أقل رسمية حتى عند العودة إلى المكتب، بينما يخطط ثلثهم تقريباً لتجربة أنماط مختلفة، وفقاً لمذكرة "بنك أوف أمريكا".

وقالت "لوركا" وهي ترتدي قميصاً خفيفاً وبنطالاً فضفاضاً وهي تنظر إلى ما يعتلي الرفوف في بوتيك صغير في مدريد: "أبحث عن الملابس التي تدوم مع مرور الوقت، وليست بعيدة عن نطاق الموضة والتي يمكنني استخدامها في كل مكان".

العلامات التجارية الكبرى تولي اهتماماً خاصاً للملابس المريحة والبيجامات

يقوم تجار التجزئة مثل شركات "زارا" و"مانغو" و"إتش أند إم" بتسليط الضوء على السراويل والقمصان والفساتين "غير الرسمية الأنيقة" في صالات البيع وعلى مواقعهم الإلكترونية، إلى جانب الملابس الرياضية التي سادت بشكل لا يوصف أثناء عمليات الإغلاق وصارت منتشرة في كل مكان.

وأطلقت العديد من العلامات التجارية الرائدة في مجال الأزياء مجموعات جديدة لموسم العودة إلى العمل، حيث يؤدي تخفيف القيود وحملات التطعيم إلى زيادة التنقل.

وقال El Corte Ingles أحد المتاجر المشهورة في إسبانيا، إن الطلب على الملابس المكتبية المريحة ارتفع خلال الصيف، وتسارع في سبتمبر/أيلول مع عودة العملاء إلى المكاتب واجتماعات العمل.

ووفقاً للمحللين ومصادر بيع الأزياء بالتجزئة في لندن ومدريد، فقد نجحت بعض المتاجر في تحقيق مستويات مبيعات ما قبل الجائحة الأسرع، وهي تلك التي تبيع ملابس العمل غير الرسمية أو الهجينة، حيث ساعدت معدلات التطعيم المرتفعة في أوروبا على تعافي الحياة.

وقالت مالكة أحد متاجر الأزياء لوكالة رويترز إن النساء اللائي فرض أرباب عملهن إرجاعاً جزئياً للدوام في المكاتب، احتفظن بالبلوزة التي كن يرتدينها أحياناً فوق بنطلونات البيجامة أثناء مكالمات الزووم، لكنهن الآن يقمن بإقرانها مع بنطلونات خفيفة وأحذية مسطحة من دون كعب.

فهل تغيرت الموضة حقاً؟

أظهر استطلاع أجرته شركة الأبحاث "دايناتا" في يونيو/حزيران أن أكثر من نصف الإسبان الذين اعتادوا ارتداء ملابس رسمية للعمل في فترة ما قبل الجائحة كانوا متحمسين لشراء ملابس جديدة للعودة إلى المكتب، وهي أعلى نسبة بين 11 دولة شملها الاستطلاع.

أما البريطانيون واليابانيون فكانوا الأقل حماساً بنسبة 19% و 21% لكل منهما.

وقال موقع إسباني متخصص بمقارنة الأسعار، إن عمليات البحث عبر الإنترنت عن الملابس الرياضية انخفضت بنسبة 96% من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب مع زيادة معدلات التطعيم.

وقالت أخصائية الاتصالات "فالم باردو" وهي تضع فساتين مطبوعة بجرأة وسراويل واسعة وسترات قابلة للتمدد، على سريرها في منزلها في مدريد: "لقد تغيرت الموضة بالفعل، وبعد ما يقرب من عامين بعيداً عن مكان العمل، يشعر المرء بالرغبة في الحصول على أشياء جديدة".

فهل يتوق الرجال أيضاً إلى الراحة؟

لاحظت "لوسيا دي نيرو" مستشارة التسوق في مخزن El Corte Ingles في مدريد، تدفق العملاء الذين يبحثون عن التجديد، لكن الرجال لم يطلبوا أبداً تجربة ربطات العنق بعد الآن.

وقالت وهي تتجول في الممرات مشيرة إلى رجال أعمال صاروا يبحثون عن الجينز الآن:"في السابق كان من غير المعقول أن يذهب رجل أعمال إلى المكتب ببلوزة من النوع الثقيل... والآن نراه يفعل".

فهل انتشر هذا الاتجاه وصار عالمياً؟

قالت وكالة تحري الاتجاهات "ستايلوس" في تقريرها الأحدث، أن العلامات التجارية العالمية بالإضافة إلى تجار التجزئة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تقوم حالياً بتخصيص مساحة في مواقع بيعها لملابس العمل الأساسية الحديثة، مع التركيز الشديد على القطع غير الموسمية لضمان التنوع والاستمرار.

وبالرغم من أن التنقل في مكان العمل لا يزال ينخفض بنسبة 30% عن معدلات ما قبل الوباء، فإن مبيعات الملابس في المتوسط أعلى بنسبة 5% في الأسواق الغربية الرئيسية، حسبما قال بنك "جيفريز" في مذكرة للعملاء في سبتمبر/أيلول.

ومع ذلك، يواجه تجار التجزئة اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية حتى مع تعافي الطلب، حيث نمت المبيعات في "إتش أند إم" أقل من المتوقع في الربع الثالث، قبل أن تتعثر في سبتمبر/أيلول بسبب قيود العرض.

وقالت "آن صوفي جوهانسون" المستشارة الإبداعية في "إتش أند إم": "هناك رغبة ملحة في ارتداء الملابس بعد قضاء الكثير من الوقت في المنزل ... لكننا اعتدنا على الشعور بالراحة ونريد ملابس خفيفة مثل السترات القطنية والسترات غير المبطنة والسراويل العريضة والملابس المحاكة بخياطة أقل"

أما المصممون خلف الكواليس في أسبوع الموضة في مدريد، فقد راهنوا على بدايات جديدة تتضمن فساتين مشرقة وغير مقيدة وسترات ملونة.

وقالت المصممة الإسبانية "مايتي كاساديمونت" التي سيطرت الفساتين على مجموعتها "Comfy Wild": "لقد تركت الأحذية ذات الكعب العالي للحظات محددة للغاية ... فهذا زمن ملابس النوم والأحذية الرياضية".