منح نوبل في الطب لعالمين أمريكيين أحدهما من أصل لبناني

وكالة الأنباء الفرنسية
ستوكهولم
نشر في 04.10.2021 18:08
رئيس لجنة نوبل للطب توماس بيرلمان يعلن منح الجائزة هذا العام للعالمين الأميركي ديفيد جوليوس ومواطنه المتحدر من أصل لبناني أرديم باتابوتيان وكالة الأنباء الفرنسية رئيس لجنة نوبل للطب توماس بيرلمان يعلن منح الجائزة هذا العام للعالمين الأميركي ديفيد جوليوس ومواطنه المتحدر من أصل لبناني أرديم باتابوتيان (وكالة الأنباء الفرنسية)

فاز العالم الأميركي ديفيد جوليوس ومواطنه المتحدر من أصل لبناني أرديم باتابوتيان الاثنين بجائزة نوبل للطب للعام 2021 تقديرا لاكتشافاتهما بشأن طريقة نقل الجهاز العصبي للإشارات المرتبطة بالحرارة واللمس.

وقالت لجنة نوبل في ستوكهولم إن "الاكتشافات الرائدة" للفائزَين بجائزة نوبل هذا العام "سمحت لنا بفهم كيف يمكن للحرارة والبرودة والقوة الميكانيكية أن تحفز النبضات العصبية التي تسمح لنا بإدراك العالم والتكيف معه".

وتُستخدم اكتشافاتهما في بحوث لتطوير علاجات كثيرة، خصوصا للآلام المزمنة.

وقد استخدم ديفيد جوليوس (65 عاما) وهو أستاذ في جامعة كاليفورنيا، مكوّن كابساييسين النشط في الفلفل الحار الذي يسبب إحساسا حرّاقا، لرصد وجود أحد المستقبلات في النهايات العصبية الجلدية يتفاعل مع الحرارة.

أما مواطنه أرديم باتابوتيان المولود في بيروت سنة 1967، وهو أستاذ في معهد "سكريبس ريسيرتش" في كاليفورنيا، فقد استخدم خلايا حساسة على الضغط لاكتشاف فئة جديدة من المستقبلات تتفاعل مع المحفزات الميكانيكية في الجلد والأعضاء الداخلية.

وقال رئيس لجنة نوبل للطب توماس بيرلمان أمام الصحافيين "كلاهما باحثان مذهلان فتحا أبواب الأحاسيس الحسية بطريقة فريدة تماما".

وأشارت لجنة نوبل في بيان إلى أن بحوث جوليوس وباتابوتيان سمحت بالرد على تساؤل كبير مفاده "كيف تتحول المحفزات الميكانيكية والحرارة إلى ومضات كهربائية في جهازنا العصبي؟"

وللمفارقة، كان العلماء يفهمون جيدا كيف تساهم الخلايا العصبية في حاستي النظر والشم، فيما بقي ذلك لغزا على صعيد حاسة اللمس.

- "مقلب" -

وأشار بيرلمان إلى أن لجنة نوبل تمكنت بصعوبة من التواصل مع العالمين الفائزين بسبب فارق التوقيت مع ساحل الولايات المتحدة الغربي.

وأوضح "نجحنا في الاتصال بهما في اللحظات الأخيرة" بعد محاولة الاستحصال على رقمي هاتفهما من أقارب لهما.

ونشرت مؤسسة نوبل صورة عائلية تظهر أرديم باتابوتيان في سريره يتلقى التهنئة بالجائزة من ابنه.

وخيّبت النتيجة تكهنات الخبراء، رغم أن اسم ديفيد جوليوس كان متداولا منذ 2014 ضمن قائمة منظمة "كلاريفايت" الطويلة للعلماء المرشحين المحتملين للفوز بجائزة نوبل. وهو نال أيضا سنة 2019 جائزة "بريكثرو برايز" التي أطلقها مؤسسو غوغل وفيسبوك وتصاحبها مكافأة مالية سخية قدرها ثلاثة ملايين دولار.

وقال هذا العالم الأميركي المولود في نيويورك في اتصال مع الإذاعة السويدية العامة "لا نتوقع يوما حصول أمور كهذه (...) اعتقدت في بادئ الأمر أنني أتعرض لمقلب".

وكان جوليوس أوضح لمجلة "ساينتيفيك أميريكن" سنة 2019 إن فكرة إجراء دراسات بالاستناد إلى الفلفل الحار راودته بعد زيارته إلى محل بقالة.

وقال "كنت أنظر إلى الفلفل الحار ومنتجاته على الرفوف وقلت في نفسي +هذه مشكلة مهمة وممتعة. عليّ حقا التعامل مع الموضوع على محمل الجد".

وقد نجح أرديم بابوتيان مع فريقه سنة 2010 للمرة الأولى بعد جهد كبير في عزل جزيئين يؤديان دورا في تعامل الجهاز العصبي مع المحفزات الميكانيكية والتفاعل الحسي مع الحرارة.

وقد جرى التداول بأسماء علماء كثر لنيل هذه الجائزة التي تُمنح هذا العام في ذكراها السنوية العشرين بعد المئة، بينهم رواد في البحوث المتعلقة باللقاحات المضادة لكوفيد-19 بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال (إم آر إن إيه) والبحوث المرتبطة بعمل الجهاز المناعي وخبراء في التصاق الخلايا أو في علم التحلق، بحسب خبراء في الجوائز العلمية استطلعت آراءهم وكالة فرانس برس.

وتحرص الأكاديمية السويدية للعلوم على التكتم بشدة عن هويات الفائزين المرتقبين، من دون تأكيد أي من الترشيحات التي تُقدّم سنويا بالمئات.

ومُنحت جائزة نوبل للطب العام الماضي في أوج جائحة كوفيد-19، إلى ثلاثة علماء فيروسات تقديرا لبحث مرتبط بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي.

ويتواصل موسم نوبل مع جائزة الفيزياء الثلاثاء والكيمياء الأربعاء، تليهما الآداب الخميس والسلام الجمعة، على أن ينتهي بمنح جائزة الاقتصاد الاثنين 11 تشرين الأول/أكتوبر.

- 224 فائزا بينهم 12 امرأة -

ومع منح جائزة نوبل للطب الاثنين للمرة الثانية عشرة بعد المئة، بات عدد الفائزين بهذه المكافأة العريقة 224 شخصا منذ إطلاقها، بينهم 12 امرأة فقط.

ورغم الالتزام بموعد الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل لعام 2021 هذا الأسبوع، تسببت الأزمة الصحية العالمية للسنة الثانية على التوالي بإلغاء حضور الفائزين لحفلة توزيع الجوائز في العاشر من كانون الأول/ديسمبر في ستوكهولم، وهو أمر غير مسبوق في مراحل السلام منذ 1924.

وعلى غرار العام الماضي، ستُسلم جوائز هذا العام للفائزين في بلدان إقامتهم، رغم استمرار وجود أمل بسيط بتسلّم الفائز بجائزة نوبل للسلام مكافأته في أوسلو كما هي العادة سنويا.

من بين المرشحين الذين يتم تداول أسماؤهم للفوز بنوبل السلام خلفا لبرنامج الأغذية العالمي، منظمات مدافعة عن حق التعبير وقادة المعارضة البيلاروسية ونشطاء المناخ مثل السويدية غريتا تونبرغ البالغة 18 عاما.

أما على صعيد جائزة نوبل للآداب التي تُمنح الخميس، تتركز التكهنات على أسماء "اعتيادية" يُتداول بها سنويا، إضافة إلى أسماء جديدة.

هل ستختار الأكاديمية السويدية الساعية إلى التنويع في خلفيات الفائزين، اسم رجل أو امرأة من غير الغربيين؟ وكان الصيني مو يان سنة 2012 آخر شخص غير أميركي أو غير أوروبي يفوز بالجائزة.