حرائق الغابات حول البحر المتوسط تهدد حيوانات "لا حصر لها"

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 18.08.2021 15:01
من أعمال مكافحة النيران في المغرب الفرنسية من أعمال مكافحة النيران في المغرب (الفرنسية)

لا تزال حرائق الغابات الأخيرة المستعرة في جميع أنحاء البلدان الأوروبية مستمرة في التأثير على النظم البيئية الحيوية وعلى أعداد لا حصر لها من الحيوانات الأليفة، إضافةً إلى الحياة البرية المحلية المهددة بالانقراض.

وكانت موجات الحر التي حطمت الرقم القياسي هذا الصيف، تسببت في حرائق غابات مميتة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة مدمرةً كل شيء في طريقها ومعرّضةً الحياة البرية المحلية للخطر.

ومع اشتعال حرائق الغابات بسبب الجفاف الناجم عن تغير المناخ وموجات الحر التي تدمر جنوب أوروبا، يتزايد قلق دعاة الحفاظ على البيئة بشأن مصير الأنواع البرية في القارة التي تكافح من أجل البقاء في مواجهة الحرائق الهائلة.

مارغريت كينيرد رئيسة مؤسسة الحياة البرية العالمية، قالت لوكالة فرانس برس إن "الحرائق التي تخرج عن الأنماط الطبيعية تهدد بقاء الحياة البرية إثر موت أو أصابة الكائنات الحية وعلى وجه الخصوص الحيوانات من خلال تعرضها المباشر للدخان أو اللهب أو تدمير موائلها بشكل واسع النطاق".

وفي حين يصعب قياس تأثير الحرائق بشكل فردي على أنواع معينة، لكن ما من شك في أن الحرائق التي تدمر آلاف الهكتارات من البيئة الطبيعية تعطل حياة بعض الحيوانات وتؤثر عليها بشكل كبير.

وفي هذا السياق قال كريج هيلتون تيلور رئيس الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة: "هناك الكثير من الحرائق، ومن المستحيل معرفة أي منها خطير وله تأثير".

وأضاف: "في منطقة متأثرة بالنيران، تعتمد معرفة الأنواع المتضررة ومدى الضرر الذي لحق بها على نوعية الكائنات الموجودة في تلك المواقع، فبعض الأنواع تتسامح مع الحرائق وقد يزدهر البعض الآخر بعد الحريق".

في تركيا:

وفقاً للملاحظات الأولية للصندوق العالمي للطبيعة، تسببت الحرائق في غابات وجبال ولايتي موغلا وأنطاليا بجنوب تركيا في "أضرار جسيمة" لمواطن الوشق الصحراوي والماعز البري والبوم والنسور.

وفي المجموع، تضررت البيئة الطبيعية التابعة لغابات أنطاليا التي يسكنها 121 نوعاً، والتابعة لغابات موغلا التي يسكنها 87 نوعاً بما في ذلك نقار الخشب والزواحف.

في اليونان:

قال الصندوق العالمي للحياة البرية إنه سجل في اليونان "كوارث كبيرة في أجزاء كثيرة من البلاد، حيث أثرت حرائق الغابات الأخيرة على النظم البيئية الحيوية وعدد لا يحصى من الحيوانات البرية والداجنة".

وذكر أن المساحة التي تضررت بشدة من شمال منطقة أتيكا كانت موطناً للغزلان الحمراء المهددة بالانقراض، مضيفاً أن المنطقة كانت أيضاً موطناً لنوعين من الذئاب الرمادية معرضان للانقراض ومحميان.

في إيطاليا:

تعرضت حديقة أسبرومونتي الوطنية في إيطاليا، التي تضم جزءاً كبيراً من منطقة كانتابريا، لسلسلة من الحرائق في الأسابيع الأخيرة.

وقال الصندوق العالمي للطبيعة إن الحديقة هي موطن للسناجب الزغبية النادرة. وأضاف أن النيران تهدد أيضاً العديد من الأنواع المتوطنة في سردينيا وهي "واحدة من أكثر المناطق الغنية بالتنوع البيولوجي في البحر المتوسط". وأن من بين المعرضين للخطر غزال سردينيا الذي تم إنقاذه من الانقراض في الثمانينيات، وحجل سردينيا وأرنب سردينيا.

مؤكداً أن الحرائق في أبروز وسردينيا وبوغليا وصقلية كان لها "تأثير كبير على الحياة البرية والنظم البيئية المهددة بالفعل بالتفتت والتحول إلى أراضي قاحلة بسبب الصيد الجائر وقطع الأشجار غير القانوني".

في فرنسا:

تسبب حريق كبير في جنوب فرنسا بالقرب من نقطة جذب سياحية في سان تروبيه في حرق جزء من محمية بلين دي مورييه الطبيعية.

والمحمية واحدة من آخر المواقع التي لا تزال تعيش فيها سلاحف هيرمان، آخر السلاحف البرية في أوروبا، وتضم المحمية حوالي 10.000 سلحفاة وفقاً لكونشا أجيرو نائبة رئيس مكتب فرنسا للتنوع البيولوجي، التي قالت لفرانس برس: "نأمل أن تكون هذه السلاحف قد تمكنت من حفر جحور تحت الأرض أثناء الحريق أوأن تكون في حالة إصابتها قد تعرضت لحروق جزئية فقط".

في روسيا:

لا تزال النيران تشتعل في منطقة ياقوتيا في روسيا، حيث تهدد الحرائق "العديد من الحيوانات الكبيرة التي تعيش في المناطق المحمية بالمنطقة"، وفقاً للصندوق العالمي للطبيعة.

وتشمل هذه المجموعات الأيائل والرنة البرية والغزلان والدببة البنية والذئاب والوشق والسنجاب الطائر، وكذلك الأنواع النادرة مثل غزال المسك والأغنام الثلجية والغرير الأسود والصقور والنسور بيضاء الذيل والنسور الذهبية.