"الزجاجات الغارقة" في مضيق البوسفور تكشف جوانب من تاريخ إسطنبول

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 22.06.2021 13:55
بعض من الزجاجات المستخرجة من البحر في اسطنبول DHA بعض من الزجاجات المستخرجة من البحر في اسطنبول (DHA)

يتخذ "هاكان كباساكال" عالم الأحياء البحرية التركي والغواص المحترف الأبرز بين أقرانه، هواية فريدة في البحث عن الزجاجات التي يعود تاريخها إلى العصر العثماني والسنوات الأولى للجمهورية، وهو يلقي الضوء من خلال مجموعته من الزجاجات المستخرجة من عمق مياه البوسفور، على "تاريخ الاستهلاك" في المنطقة المحيطة بالمضيق المائي الشهير.

ويعمل "كباساكال" غواصاً محترفاً منذ أكثر من 30 عاماً ويزيل أثناء عمله بقايا الرصاص التي يخلفها الصيادون وغيرها من الحطام تحت سطح البوسفور بما فيها الزجاجات القديمة التي لا تزال تقف شاهدة على الزمن. وقد جمع حتى الآن حوالي 1000 زجاجة تحمل شعارات ما يقرب من 200 علامة تجارية.

وحول هوايته المسلية والمفيدة قال "كباساكال" إن أول زجاجة وجدها كانت زجاجة "غازوز" أنتجت بين أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وأوضح أن المزيد من الغوص قاده إلى ثروة من الزجاجات المتناثرة أسفل مضيق البوسفور كان من بينها زجاجات "غازوز" ينتجها ويستهلكها المجتمع اليوناني بالمدينة، وزجاجات الخردل المنتجة في باريس، وزجاجات مستخدمة في القصور العثمانية، وزجاجات المشروبات الكحولية المصنوعة من الراتنج وغيرها.

وأضاف: "الزجاجات ذات العلامات التجارية ليست شيئاً جديداً في المدينة. وتشير النتائج التي توصلت إليها إلى أن الإنتاج المحلي ازدهر كثيراً خلال العهد العثماني كما أن تركيا استوردت الكثير من السلع خلال هذه الحقبة".

يذكر أن مجموعة "كباساكال" تتضمن زجاجة صودا من العصر الفيكتوري من المملكة المتحدة وجدها على عمق 24 متراً قبالة قصر ساحلي في منطقة "بيكوز" حيث أقام الوزير العثماني من أصل أرميني "أبراهام باشا". كما تضم المجموعة أيضاً زجاجات أدوية أنتجها "فرانشيسكو ديلا سودا" المعروف باسم "فائق باشا" وكان صيدلانياً رائداً في صناعة الأدوية في البلاد إبان القرن التاسع عشر.

ويؤكد "كباساكال" أنه يتعمق في كتب التاريخ للعثور على أصول باقي الزجاجات لإلقاء مزيد من الأضواء على تاريخ المنطقة الزاخر.