"شوشة".. رمز التحرير ومدينة الحضارة والثقافة في أذربيجان
- وكالة الأناضول للأنباء, شوشة
- Jun 15, 2021
يزور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، مدينة شوشة في إقليم "قره باغ" الأذربيجاني المحرر من الاحتلال الأرميني.
وشوشة ليست مجرد مدينة أذربيجانية، فهي رمز للحضارة لما تحتويه من معالم تاريخية، و"مهد الموسيقى الأذربيجانية"، ومسقط رأس العديد من العلماء والشخصيات الثقافية البارزة.
وهي أيضا أحد أبرز الرموز التاريخية لأذربيجان وثقافتها، وتتمتع بأهمية استراتيجية بفضل موقعها الجغرافي المهيمن على المنطقة ووجودها على الطريق المؤدية إلى خانكندي، أكبر مدينة في "قره باغ".
ووفق مصادر تاريخية، تأسست شوشة عام 1752 على يد مؤسس خانية "قره باغ" التركية، "بناه علي خان جوانشیر".
وتحتل المدينة أهمية خاصة لكل سكان أذربيجان، بما تزخر به من معالم تاريخية عديدة، وهي مسقط رأس الكثير من المفكرين والكتاب المميزين.
وتعتبر زيارة الرئيس أردوغان إلى شوشة، وفق مراقبين، تاريخية، فهي تُظهر عمق التعاون والتضامن بين تركيا وأذربيجان، وهي أول زيارة لرئيس تركي للإقليم، وتتزامن مع احتفالات باكو باليوم الوطني لتحرير أذربيجان، 15 يونيو/حزيران.
وخلال الزيارة، يعتزم الرئيسان أردوغان والأذربيجاني، إلهام علييف، توقيع اتفاقيات تعاون لإعادة إعمار المنطقة، التي حررتها باكو، بدعم تركي، من الاحتلال الأرميني.
كما سيوقعان اتفاقيات أخرى تشمل مجالات، بينها السياسة والاقتصاد، في خطوة تحمل رسائل مهمة للقوى المعنية بإقليم "قره باغ" ومنطقة جنوب القوقاز.
** مهد الموسيقى
توصف شوشة بأنها "مهد الموسيقى الأذربيجانية"، إذ أنجبت عددا كبيرا من أشهر المؤلفين والموسيقيين الأذربيجانيين.
ومن هؤلاء: جبار قارياغدي أوغلو، وقربان بيريموف، وبلبل، وسيد شوشينسكي، وخان شوشينكي، وعزير حاجبيوف، ورشيد بهبودوف، ونيازي، وفكرت أميروف.
وهي أيضا مسقط رأس العديد من المفكرين والكتاب والشعراء، أبرزهم: خورشیدبانو ناتوان، وقاسم بك ذاكر، وسليمان ثاني آخوندوف، وعبد الرحيم حق ويردييف، ونجف بك وزيروف.
كما ولد فيها أحمد آغا أوغلو، وهو محامٍ وصحفي وكاتب وسياسي تركي، وأحد الشخصيات المهمة في تاريخ الفكر التركي، الذي تركت أعماله الفكرية تأثيرا كبيرا في كل من أذربيجان وتركيا.
وأعلن الرئيس علييف، في وقت سابق، شوشة "عاصمة ثقافية" لأذربيجان.
ووصف المدينة بأنها "نصب تذكاري عظيم أنشأه الشعب الأذربيجاني. شوشة مدينة وقلعة ومنارة مقدسة، ليس فقط لشعبها، بل لجميع أبناء الشعب الأذربيجاني".
وعلى ارتفاع نحو 1600 متر فوق مستوى سطح البحر، تقع شوشة، وهي تشتهر بجمالها الطبيعي وينابيعها الساخنة.
وخلال حقبة الاتحاد السوفيتي السابق، كانت شوشة من أكثر المدن استضافة للسياح، واشتهرت بينابيعها العلاجية وموقعها الطبيعي الذي يشبه قلعة حصينة، فضلا عن كونها مركزا للألعاب الرياضية، وعلى رأسها سباق الخيل.
** من الاحتلال إلى الحرية
وكانت شوشة أحد الأهداف الرئيسية لأرمينيا، عند مهاجمتها الأراضي الأذربيجانية، أثناء تفكك الاتحاد السوفيتي بداية تسعينيات القرن الماضي.
وفي 1991، احتل الأرمن مدينة خانكندي، ثم احتلت القوات المسلحة الأرمينية مدينة خوجالي المجاورة، في 26 فبراير/شباط 1992.
وارتكبت هذه القوات في خوجالي مجزرة مروعة راح ضحيتها 613 مدنيا، بينهم أطفال ونساء، قبل أن يحتلوا شوشة أيضا في 8 مايو/ أيار 1992.
ودفاعا عن شوشة، فقد مئات الأذربيجانيين أرواحهم، وتسبب الاحتلال بخسارة كبيرة للاقتصاد الأذربيجاني، واضطر الآلاف للنزوح عن ديارهم.
ودمرت قوات الاحتلال الأرمينية أكثر من 300 معلم ديني وتاريخي إسلامي، وقامت بتوطين أرمن في شوشة، التي كان يعيش فيها أكثر من 20 ألف أذربيجاني قبل الاحتلال.
وخلال سنوات الاحتلال، وجد الأذربيجانيون النازحون عن شوشة أنفسهم مضطرين للعيش في أجزاء أخرى من أذربيجان لمدة 28 عاما، قبل أن يحرر الجيش الأذربيجاني المدينة، في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.