خضع رجل تركي يوم الاثنين لعملية زرع كلية تم نقلها من عمه الذي تبرع بها في مستشفى حكومي في إسطنبول. وتكمن أهمية هذه الجراحة برأي الأطباء في كونها "الأولى" في العالم التي تجرى لمتبرع ومتلقٍ أصيب كلاهما مؤخراً بكوفيد-19.
وقال البرفيسور المساعد "أيوب ولي كوجوك" الذي يرأس عيادة زرع الكلى في مستشفى العمرانية للتدريب والبحوث الحكومي التابع لـ "جامعة العلوم الصحية" حيث أجريت الجراحة: "إن الفيروس المستجد لا يشكل عقبة أمام زراعة الأعضاء".
وكان "مصطفى يلدريم" البالغ من العمر 50 عاماً، قد تبرع بإحدى كليتيه لابن أخيه "جيهون يلدريم" وهو مريض يبلغ من العمر 31 عاماً. وأكد "كوجوك" أن المتبرع والمتلقي يتمتعان بصحة جيدة وقال: "هذا النجاح ملهم لنا ويمنحنا الأمل. لقد أثبتت هذه الجراحة أن الإصابة بالعدوى لا تعني أن حياة المرضى قد حُكم عليها بالإنتهاء".
وكانت حياة المتلقي "جيهون يلدريم" معرضةً للخطر نتيجة إصابته بفشل كلوي مصحوب بارتفاع ضغط الدم، مما جعله بحاجةٍ إلى عملية زرع كلية للبقاء على قيد الحياة. لكن المستشفيات أوقفت في وقت سابق عمليات زرع الأعضاء الجديدة مؤقتاً بسبب الجائحة، الأمر الذي دفع الأطباء لطلب موافقة وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية للمضي قدماً في الجراحة.
وأوضح "كوجوك" قائلاً: "بعد اتخاذنا جميع الإجراءات وإجراء كافة التحاليل اللازمة للمتبرع والمتلقي استعداداً للجراحة، أصيب كلا الرجلين بالعدوى وتم نقلهما إلى المستشفى، لكنهما تغلبا على المرض".
وقال "كوجوك" إن هذه الجراحة من المفترض أن تكون خطيرة أكثر من المعتاد، بسبب الإصابة بـ كوفيد-19 التي من شأنها أن تخفض مناعة المريض. لكن نتيجة الجراحة النهائية وتحسن صحة المريضَين أثبتت أنه يمكن إجراؤها دون تعريض حياة المرضى للخطر.
ويحذر الخبراء من انخفاض حالات التبرع بالأعضاء بسبب الوباء الذي أدى إلى تراجع حاد في أعداد المتبرعين بالكلى. وحثّ البروفيسور "ديدة شيت" الذي شارك في عملية الزرع بين أفراد عائلة "يلدريم"، الناس على التقدم للتبرع بالأعضاء دون تأخير، وخصوصاً عائلات الأشخاص المتوفين حديثاً.
يذكر أن "جيهون يلدريم" زار المستشفى قبل عدة أشهر بشكاية بسيطة في المعدة، وتم تشخيصه بالفشل الكلوي.
وقال موضحاً حالته:"أنا لست ممن يمرضون كثيراً، لكن تم تشخيصي بالفشل الكلوي وقررت إجراء عملية زرع بعد شهرين، وأصبت أثناء ذلك بالوباء وتعافيت وأجريت الجراحة التي تكللت بالنجاح والحمد لله. أشعر بالارتياح الآن ولا أعاني من أي ألم. أنصح المرضى الذين يخشون إجراء عمليات زرع، أن يثقوا بالأطباء الأتراك ولا يفقدوا الأمل أبداً".
وقال "مصطفى يلدريم" إنه خضع لعلاج الفيروس المستجد لمدة 10 أيام، لكن لم يخطر بباله أبداً أن يتخلى عن التبرع بكليته لابن أخيه. وأضاف:"أنا سعيد بمساعدته. لقد أجرينا عملية جراحية ناجحة جدا".