تحدثت الكثير من الأبحاث الجديدة عن احتمالية أن تكون أعداد الناس الذين أصيبوا بـ كوفيد-19 أكبر بكثير من الأعداد المعلنة، بسبب المصابين الصامتين أو الذين لم تظهر عليهم أية أعراض. مما يزيد الأمل في أن يصبح المرض أقل فتكاً مما هو متوقع.
وبالرغم من أن هذه الأخبار تعدُّ جيدة، إلا أنها تؤكد استحالة معرفة من قد يكون معدياً من حولنا. وهذا يعقّد قرارات العودة إلى العمل والمدرسة والحياة الطبيعية.
بعد أن أكد مسؤولو الصحة أن الفيروس عادة ما يسبب مرضاً شديداً أو معتدلاً يشبه الإنفلونزا. تتزايد الدلائل الآن على أن عدداً كبيراً من المصابين قد لا تظهر عليهم أعراض على الإطلاق.
إصابات صامتة
وكانت تقارير طبية في الأسبوع الماضي، تحدثت عن إصابات صامتة في مأوى للمشردين في ولاية بوسطن الأمريكية، وفي حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية. كما جاءت التقارير على ذكر امرأة حامل بين المصابين الصامتين في مستشفى في نيويورك، وذُكرت عدة حالات أخرى صامتة في عدة دول أوروبية إلى جانب ولاية كاليفورنيا.
يقول رئيس المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن 25% من المصابين قد لا يكون لديهم أعراض. ويعتقد نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن عدد المصابين الصامتين قد يراوح بين 60% إلى 70% من التعداد العام للعسكريين.
وفي نيويورك، اختبر أحد المستشفيات جميع النساء الحوامل القادمات للولادة على مدى أسبوعين. وتبين أن 14% من اللواتي تم اختبارهن مصابات بالفعل دون ظهور أية أعراض. على الرغم من أن بعضهن تطورت لديهن الأعراض لاحقاً.
وبسبب طرق الفحص الناقصة والمعيبة التي قد تعطي نتائج سلبية في اليوم الأول و إيجابية في اليوم التالي قد لا تظهر الأعراض عند اختبار شخص ما ولكنها تظهر لاحقاً. كما وجدت دراسة يابانية أن أكثر من نصف الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض، بدؤوا يشعرون به عندما ثبتت إصابتهم بسبب إحساسهم النفسي بالضعف.
الأجسام المضادة
ويمكن لاختبارات الأجسام المضادة أن تعطي نتائج أفضل لتحري المصابين الصامتين أو أولئك الذين اجتازوا عتبة المرض ووصلوا إلى مرحلة التعافي دون معاناة. لكن دقة هذه الاختبارات لم تثبت بعد أيضاً.
وتخطط حالياً مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها ومجموعات أخرى لتطوير فحوصات الاجسام المضادة والاستفادة من نتائجها في توجيه إدارات الصحة العامة حول عودة الناس إلى الحياة الطبيعية في مناطق معينة.
وإذا ما ثبت أن العدوى انتشرت بالفعل أكثر مما كان متوقع لها، فمن المحتمل أن يكون عدد أكبر من الأشخاص قد طوروا مستوى معيناً من المناعة ضد الفيروس. الأمر الذي يؤدي إلى محاصرة انتشاره من خلال ما يُسمى بمناعة القطيع.
لكن العلماء يحذرون من أنه لا يزال هناك الكثير لنعرفه حول قدرة الأمراض الخفيفة على منح مناعة قوية تدوم مدى الحياة. إضافة إلى معرفة مدى انتشار العدوى ومعدل الوفيات الحقيقي الذي أحدثه كوفيد-19، والذي لا زال تقديره يتم بشكل تقريبي حتى الآن.