الوقاية من الكورونا تحيي عادة "سلال النوافذ والشرفات" التقليدية في تركيا
- ديلي صباح ووكالات, إسطنبول
- Mar 27, 2020
اكتسبت العادة التركية القديمة "سلال النوافذ والشرفات"، ألقاً جديداً في جميع أنحاء البلاد ودبت الحياة فيها مؤخراً مع إعلان السلطات التركية عن ضرورة ملازمة المسنين ممن تتجاوز أعمارهم 65 سنة لبيوتهم، وقايةً لهم من الإصابة بفيروس كوفيد-19. وبالرغم من أن هذه الممارسة لا تزال مشهداً مألوفاً في شوارع إسطنبول، إلا أنها زادت بالفعل وباتت وسيلةً لا غنى عنها لإحضار الطلبات المنزلية بشكل آمن وبزمن قياسي.
"ظافر غوندوغدو" وهو بقال في حي "فيريكوي" في إسطنبول يقول:" كنا نتلقى في السابق حوالي 10 طلبات في اليوم وقد وصل هذا الرقم الآن إلى 50 ".
وأضاف: "أياً كان ما يحتاجونه، فنحن جاهزون لخدمة عملائنا المسنين من الساعة 7 صباحاً حتى 10 مساءاً، فإما أن نملأ السلال المعلقة أو نسلم الطلبات لهم عند أبوابهم".
وأوضح الجزار "زينل أوزونار" الذي يقع دكانه في نفس الحي، أنه يفعل ما بوسعه لضمان عدم خروج كبار السن إلى الشارع. وقال "إنهم جيراننا أيضاً. ونحن نوصل لهم الخبز أو الجرائد وليس اللحم فقط".
وكان وزير الصحة فخر الدين قوجة حث كبار السن على البقاء في منازلهم وناشدهم بقوله: "أناشد كبار السن. إن المجتمع يحتاج إلى تجربتكم وخبرتكم ... من فضلكم لا تخاطروا بحياتكم والتزموا بالتدابير".
وبالإضافة إلى حظر خروج كبار السن من منازلهم، اتخذت الحكومة التركية مجموعة من الإجراءات من إغلاق المدارس والجامعات إلى حظر الصلاة في المساجد، لكن التدابير لم تصل حتى الآن إلى مرحلة الإغلاق الكامل.
وقبل دخول الحظر حيز التنفيذ بيوم واحد، توافد العديد من المسنين إلى الحدائق العامة ومناطق الألعاب الرياضية في يوم السبت الماضي حين كان الطقس مشمساً، بالرغم من مناشدات الحكومة لهم بالبقاء في المنزل.
حتى إنهم في إحدى المدن الجنوبية، تناوبوا على الأراجيح في حديقة للأطفال، وقام أحد المسنين بدفع أرجوحة صديقه بواسطة عصا المشي الخاصة به.
في غضون ذلك، أعرب الشباب في وسائل التواصل الاجتماعي، عن أملهم في أن تعلن الدولة "حالة الطوارئ" لأنهم لم يتمكنوا من إبقاء والديهم في المنزل وأبدوا قلقهم عليهم.
وقامت البلديات في جميع أنحاء تركيا بمحاولات لثني المسنين عن الخروج من منازلهم حتى باستخدام الفكاهة حيث نشرت بلدية أوسكودار صورةً لرجل عجوز على وشك مغادرة شقته لكنه فوجئ بوجود حفرة كبيرة أمام البناء حفرت بواسطة جرافة. مع عبارة مكتوبة تحت الصورة تقول: "نحن نحبك لكن لا تجبرنا على القيام بذلك".
وأبدى بعض المسنين استياءهم من بقائهم في البيت بشكل مستمر وعبرت المسنة "يوكسل" البالغة من العمر 83 عاماً عن رأيها بأن الأمر لا ينتهي عند رفع البقالة عبر النافذة، بالرغم من أنها اعتادت أن تصيح من نافذتها في الطابق الرابع على البقال في زاوية شارعها قبل أن تُنزل سلتها المربوطة بحبل وتحصل على طلباتها.
وقالت: "أنا حزينة جداً لأنني عالقة في المنزل".
في حين أبدى العديد من المسنين آراء إيجابية بعيدة عن اليأس حول الموضوع.
وقال "محمد أوزجان" البالغ من العمر 83 عاماً بحماس، مرتدياً قبعته الصوفية الحمراء: "لقد بقيت في المنزل لمدة أسبوعين ولم أشعر بالملل".
وأضاف: "لدي حديقة كبيرة مليئة بالذكريات. ولدي أيضاً اهتمام بالصور، فأنا أجمع صوراً عائليةً قديمةً منذ 35 أو 40 عاماً. هكذا أشغل نفسي وأمضي الوقت".