كيف نحافظ على صحتنا الذهنية أثناء فترة البقاء في المنزل؟
- ديلي صباح ووكالات,
- Mar 24, 2020
يؤكد الخبراء في هذه الأيام حيث يقيم معظم الناس في منازلهم في جميع أنحاء العالم، إما بمحض إرادتهم أو بناء على أوامر حكومية للحد من انتشار فيروس الكورونا، أن النشاط الذهني والحركي بات الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالصحة العقلية.
ومع إعلان المزيد من الإصابات والوفيات تزداد حالات الطوارئ وحالات حظر التجول، ويزداد معها تدهور الحالة الصحية النفسية لبني البشر لأن الحياة الاجتماعية حاجة إنسانية أساسية، وفقاً للطبيبة النفسية "عائشة سنا ساري دوغان" التي تعمل في مستشفى غازي عثمان باشا التابع لجامعة "إستينيا ميديكال بارك" في إسطنبول.
وقد أوصت الطبيبة "ساري دوغان" المقيمين في البيوت قائلةً: "تمنعنا الإقامة المفروضة في المنزل من الاختلاط الاجتماعي بالآخرين لكن التحدث مع أحبائنا عبر الهاتف أو عبر الإنترنت أو عبر الدردشة المرئية سيكون مفيداً لنا عندما نشعر برغبة في فعل ذلك".
وحول أفضل طريقة لحماية صحتنا العقلية في مثل هذه الأوقات الصعبة، قالت "ساري دوغان" إن الشباب أو كبار السن يمكنهم فعلاً القيام بالعديد من الأشياء التي لم يتمكنوا من القيام بها سابقاً بسبب ضيق الوقت.
وأضافت:"يمكننا أن نكون أقوى ذهنياً وجسدياً وأن نقاوم التعب والإجهاد إذا تمكنا من الحفاظ على هواياتنا أو رياضتنا".
كما أكدت ضرورة الاهتمام بأنماط النوم واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
ونصحت كبار السن بحل الألغاز والأحاجي لإعمال الفكر، إضافة إلى قراءة الكتب التي تساعد في الحد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وفي الوقت ذاته، أشارت الطبيبة النفسية "غمزة داغار" إلى ضرورة التمييز بين "القيام بالإجراءات اللازمة" و"الممارسات المفرطة" الناجمة عن مستوى مرتفع من القلق، واعتبرته أمراً هاماً للصحة العقلية.
وقالت: "من المعروف على سبيل المثال أن أكثر الطرق الأولية شيوعاً لتطهير سطح الجلد هي تنظيف اليدين بالماء والصابون. أما عندما تكون مستويات القلق خارجة عن السيطرة، فيمكن للناس الذين يفرطون في استخدام المطهرات أن يصابوا بأمراض جلدية مختلفة".
لذلك شدّدت الطبيبة "داغار" على ضرورة الحفاظ على مستوى مقبول من القلق والتحكم في الهدوء، لأن التوازن بين القلق والهدوء مهم جداً للصحة النفسية والجسدية.
وقالت إن مستويات القلق قد تكون أعلى لدى كبار السن مقارنة بالآخرين، وقد يتأثر مرضى الخرف بشكل أكثر سلبية.
لكنها وأوضحت أن "تغيير جدول الأعمال عند هؤلاء المرضى والقيام بأنشطة مختلفة مع أفراد الأسرة والأقارب، يؤثر تأثيراً إيجابياً". وأوصت "داغار" بالقيام بأنشطة مختلفة تناسب شخصية كل فرد على حدة.
وقالت: "يمكنهم مشاهدة المسلسلات التلفزيونية والأفلام، أو قراءة الكتب وممارسة الأنشطة المتعلقة بالمهارات مثل الرسم والموسيقى وتجربة وصفات طهي مختلفة وممارسة التمارين البدنية وتصميم الخطط لحياتهم".
وأكدت أن الجانب النفسي الإيجابي لهذا الوباء يمكن أن يظهر على المدى الطويل. وأضافت أننا يمكن أن نستفيد في هذه الفترة من إحياء أمور افتقدناها في حياتنا المعاصرة مثل: "علاقاتنا البينية، وفهم بعضنا بعض، والعيش معاً، والقيام بأنشطة مشتركة وزيادة وعينا الاجتماعي، والكثير غيرها".