يخيل لنا أن العمل من المنزل بسيط ومريح، إلا أن عوامل كثيرة يمكن أن تجعله صعباً ومربكاً مثل سهولة تشتيت الذهن وضياع التركي إضافة إلى مرور الأيام بشكل روتيني دون أي اتصال اجتماعي وغياب اجتماعات العمل الصباحية التي تضم الزملاء وتجعلهم يتبادلون التحية والابتسام.
وللعمل من المنزل مزايا منها أنه يتيح لنا أن نكون أكثر مرونةً ويحسّن التوازن بين العمل والحياة. كما يقلل من الضغط اليومي الناشئ عن قضاء الكثير من الوقت في وسائل المواصلات المكتظة أو العالقة في ازدحام مروري. ومع ذلك هناك بعض النصائح تمكننا من البقاء منضبطين في بيئة العمل المطلوبة بالرغم من وجودنا بالبيت، مما يساعدنا على زيادة إنتاجيتنا وقد نتساءل لماذا لم نفعل ذلك من قبل!
يوصي الخبير الاقتصادي التركي "أفق ألتن" بوضع قواعد صارمة للعمل في المنزل مسبقاً. كأن تُحدد أطر زمنية ثابتة لساعات العمل لأنه إذا لم تكن هناك لوائح تنفيذية صارمة، فإن الموظفين يميلون إلى إرهاق أنفسهم. ومن ثم تضعف إنتاجيتهم ويصبحون أقل سرعة. ومهما يكن فإنه من المتوقع أن يقدم الموظف نفس الأداء كما هو الحال في المكتب، وأن يتمتع بنفس الحقوق مثل فواصل الراحة ووقت انتهاء الدوام المحدد.
ومن بعض النصائح المجربة التي أثبتت صحتها:
خلق البيئة المناسبة:
إضافة إلى وجود قوائم مهام واضحة ومواعيد بدء وانتهاء محددة لجعل العمل عن بعد ممكناً، يحتاج من يعمل في بيته إلى بنية أساسية رقمية مناسبة، أي إمكانية الوصول إلى الملفات الهامة ورسائل البريد الإلكتروني والأدوات. والشركات مسؤولة عن تزويد موظفيها بالبرامج والأجهزة الضرورية، في بعض الحالات.
الحصول على مساحة عمل خاصة:
من الضروري أن يترافق فصل العمل عن الحياة الخاصة في المنزل، مع تخصيص مكان مناسب لممارسة العمل. ويساعد وجود باب مغلق على منع الضوضاء غير المرغوب فيها. وإذا أمكن أن يخصص الموظف منطقة معينة ويجعلها تبدو كمساحة مكتبية، فإن هذا سيؤدي إلى تسهيل تبديل وضعه من الراحة ودخوله في وضع العمل.
البقاء على اتصال:
يفضل للعاملين في المنزل البقاء على اتصال بزملائهم بانتظام عبر الدردشة أو البريد الإلكتروني أو الهاتف أو البريد الصوتي. وذلك للحفاظ على المشاعر والتركيز اللذين يضيعان من خلال التواصل الصامت في الرسائل أي التواصل غير اللفظي. كما يمكن لمؤتمرات الفيديو أن تساعد على الشعور بالقرب من الزملاء، ولا بد من قضاء بضع دقائق للتركيز على الأمور الشخصية.
تحديد الأوقات الخاصة بالعمل:
على الموظفين أن يحددوا أوقاتاً لفترات الراحة وأن يحافظوا عليها، إذا كانت طبيعة عملهم تسمح بذلك. وعندما ينتهي يوم العمل، عليهم إيقاف تشغيل الهاتف المحمول أو الحاسوب المحمول الخاص بالشركة إذا كان مجال عملهم لا يتطلب الاتصال على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
الحفاظ على النظام:
ترتبط كفاءة وإنتاجية الموظف بشكل مباشر بترتيب مساحة عمله. فينبغي أن يكون منظماً في البيت كما كان في المكتب. وإذا كانت الأشياء الصغيرة والنباتات والصور تشتت انتباهه، فعليه أن يبعدها من أمامه كي تكون مساحة عمله شخصيةً ومحفزة.
تحضير وجبات الطعام :
إن الإعداد المسبق لوجبات الطعام، خاصة في الليلة السابقة يوفر الكثير من الوقت ويساعد على التخطيط ليوم عمل ناجح. كما يساعد هذا الإجراء أيضاً في تحديد ما هو مفقود من مخزن المؤن لمعرفة المستلزمات المطلوب شراؤها في رحلة التسوق القادمة إضافة إلى أنه يوفر نفقات الطعام الجاهز.
المحافظة على العادات الشخصية:
يحفز الالتزام بروتين ثابت فيما يتعلق بالمظهر والعادات الشخصية كتصفيف الشعر وحلاقة الذقن أو وضع المكياج الشعور بالانتعاش والتحسن في النفسية ويساعد أيضاً على انتعاش النشاط العقلي من خلال توفير الاستعداد المشحون بالرغبة في العمل. وينطبق نفس الشيء على ارتداء الملابس. وقد يعتاد بعض الناس على العمل بالهيئة التي غادروا بها السرير، لكن العديد من الخبراء ينصحون العاملين بارتداء شيء آخر غير البيجاما حتى وإن لم يكن البدلة الرسمية.
المواظبة على الحركة:
لا يعني البقاء في المنزل التمدد على الأريكة أو الجلوس على الكرسي طوال اليوم، فممارسة بعض التمارين الرياضية بانتظام أمر مهم جداً، وكذلك الحركة بشكل عام ضمن فترات قصيرة. وإذا كان المنزل يضم حديقة أو إذا وجدت حديقة قريبة، فإن المشي في استراحة الغداء هو أيضاً فكرة جيدة. بالإضافة إلى شرب كمية كافية من الماء.