قد نشعر في بعض الأحيان بالتعب والنعاس أثناء النهار، لكن إذا استمر هذا الأمر كثيراً، فقد يكون ذلك أول علامات اضطراب النوم.
ويعد النعاس المفرط الذي يأتي فجأة خلال النهار، بالرغم من النوم الليلي الكافي، واحداً من أهم أعراض الإصابة بالخدار، وهو اضطراب عصبي طويل الأجل تنخفض فيه القدرة على تنظيم دورات النوم والاستيقاظ، بحسب ما قالته عالمة النفس التركية "فوندام إيجة كايكاش".
وأوضحت "كايكاش": "إذا كنت لا تزال تشعر بالنعاس بعد مدة قصيرة من الاستيقاظ، حتى بعد تناول فنجان من القهوة، فقد تكون بحاجة إلى زيارة الطبيب"، مضيفةً أن معظم الناس لا يذهبون إلى الطبيب لأنهم لا يعرفون حتى بوجود هذا الاضطراب كحالة مرضية تستدعي العلاج.
وقالت:"من المثير للقلق أن تغفو في الأماكن العامة عن غير قصد، أو أن تشعر بالنعاس طوال الوقت".
وأضافت أن الشخص يمكن أن يتعرض لهجوم النعاس فجأة، من خلال رغبة غامرة في النوم وفقدان السيطرة على جسمه، مما قد يؤدي إلى سقوط مفاجئ وإصابات خطيرة جدا.
وأوضحت: "يشعر الشخص المصاب بالضعف في رقبته أو ركبتيه، ويعاني فقدانا مفاجئا لقوة العضلات ولا يتمكن من التحدث بوضوح. يمكن أن يستمر هذا من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق. ولا يفقد المصاب وعيه، لكن وظائف جسده تتعطل".
وقالت الطبيبة النفسية إنه على الرغم من عدم وجود علاج لهذا الاضطراب، إلا أن بعض التغييرات في نمط الحياة والأدوية قد تساعد.
وأضافت أن أعراض الخدار، خاصة الميل إلى النوم المفرط خلال النهار، غالباً ما تتسبب في مشاكل خطيرة في الحياة الاجتماعية والشخصية والمهنية للمصاب وتقيده بطرق عديدة.
وفي إشارة إلى أن السبب الدقيق للخدار غير معروف، قالت "كايكاش" إن الوراثة تلعب دوراً رئيسياً في ظهور هذا الاضطراب، وأن ما يصل إلى 10% من الحالات، مرتبط بالتاريخ العائلي.
كما أشارت إلى أنه في كثير من الأحيان، يكون لدى المتأثرين بهذا الاضطراب مستويات منخفضة من مادة الـ"أوركسين نيوببتيد" الأمر الذي قد يعزى إلى اضطراب المناعة الذاتية. ومن العوامل التي قد تلعب دوراً أيضاً الصدمات النفسية، والالتهابات، والسموم أو الضغوط النفسية. كما يميل الأشخاص المصابون بالخدار إلى النوم تقريباً بنفس عدد الساعات اليومية للأشخاص الطبيعيين، ولكن نوعية النوم تختلف.
كذلك قد يكون سبب النعاس المفرط أثناء النهار هو اضطرابات النوم الأخرى مثل توقف التنفس أثناء النوم، واضطراب الاكتئاب الشديد، وفقر الدم وفشل القلب، إلى جانب تناول الكحول وعدم الحصول على قسط كاف من النوم. ويشار إلى أن هذا الاضطراب يبدأ غالباً في مرحلة الطفولة ويتساوى عدد الذكور والإناث فيه.