من المعروف أن الثورة الصناعية التي أطاحت بالنظم اليدوية والبدائية في التصنيع مرّت بمراحل عديدة منذ فجر انطلاقتها الأولى حيث اعتمدت نظم التشغيل فيها على قوة الماء والبخار ثم نحت منحى التطوير والتغيير مروراً بعصر الكهرباء والحواسيب البدائية واليوم نجدها في نسختها الأحدث التي يعبر عنها بالثورة الصناعية الرابعة.
تعتمد الصناعة الحديثة في عصرنا الحالي أو ما يسمى بالـ "Industry 4.0" على الروبوتات أو ما يسمى بالتحكم الآلي اللاسلكي المدعوم بالذكاء الصناعي الذي يختصر المسافات ويجد الحلول بناء على البيانات وتحليلها. وتتطلع تركيا إلى تحقيق قفزة هائلة في أنظمة الروبوتات لمواكبة الثورة الصناعية الحديثة ولأن الأنظمة الآلية أضحت واحدة من أهم العناصر التي تسرع نمو اقتصاد البلاد.
ولهذا تسعى تركيا التي تملك رصيدا كبيرا في هذا المجال إلى زيادة استخدام الروبوت وإدخاله إلى عالم الصناعة بكثافة أكبر.
شركة "ABB" السويسرية الرائدة في مجال صناعة الروبوت وتعد إحدى دعامات الاتحاد الدولي للروبوتات ولها فرع في تركيا، وضعت حجر الأساس لشركة جديدة في الصين يوم الأربعاء 11 سبتمبر، تحت شعار "الروبوتات تعلم الروبوتات كيفية العمل".
وحول تقدم العالم من خلال نظام الروبوتات وموقع تركيا وإمكاناتها في هذا السباق، تحدثنا مع "إيمرا تورال" رئيس فرع شركة "ABB" للروبوتات وأتمتة التصنيع في تركيا.
وأوضح "تورال" أن استخدام الروبوتات الصناعية في تركيا يحقق دعماً كبيراً للاقتصاد، كما أن هناك سوقاً واعدة للروبوتات المستعملة والروبوتات المعاد استعمالها أكثر من مرة، وكيفية الجمع بين صناعة الآلات والإنتاج من جهة مع الروبوتات الصناعية، وكيفية تحويل الروبوتات الصناعية إلى روبوتات متعددة المهام.
قطاع السيارات في تركيا الأول بين 10 قطاعات مماثلة في العالم:
في إشارة إلى أن متوسط أعداد الروبوتات في العالم قد ارتفع من 80 إلى 90 روبوت لكل 10.000 عامل في السنوات القليلة الماضية، ذكر "تورال" أن القطاع الرائد في تركيا هو قطاع السيارات يليه قطاع الأغذية.
وقال: "يبلغ متوسط أعداد الروبوتات لجميع القطاعات في تركيا، حوالي 20. لكن المتوسط في قطاع السيارات يبلغ حوالي 200. لذلك، فإن قطاع السيارات في تركيا ينافس دول العالم المتقدمة، وهو الآن ضمن أفضل 20 قطاع عالمي، ويمكن أن يجعل تركيا واحدة من أفضل 10 دول في هذا المجال على مستوى العالم". وأضاف: "لا يمتلك الجيل الأخير من الروبوتات الصناعية تكنولوجيا الذكاء الصناعي بالكامل، لكنه يمتلك القدرة على التعلم الجزئي. على سبيل المثال، يمكن للروبوتات الاحتفاظ بجميع البيانات على مساحة تخزين مرتبطة بالإنترنت، ومن ثم تعلم هذه البيانات ودمجها في مهام الروبوت. وهناك خدمات ذات صلة تتبع ظروف العمل وحالات الروبوت. بالإضافة إلى أن الروبوتات توثق أيضاً أية مشكلة عملية. ويمكنها اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن حل المشكلة".
آلات التصنيع:
في إشارة إلى أن تركيا استوردت العام الماضي 2.267 روبوتاً، قال "تورال" إن إحصاء عدد الروبوتات الموجودة في تركيا أمر صعب للغاية لأن التشريع الجمركي لا ينظر للروبوتات المستعملة أو الروبوتات المعاد استعمالها أكثر من مرة على أنها وحدات مستقلة يمكن عدّها، إنما يتم قياسها اعتماداً على وزن المعدن المستخدم في تصنيعها و تقيّم بالكيلو غرامات أو الأطنان. لذلك، لا يمكن جمع البيانات الإحصائية بدقة. لكن وفقاً للاتحاد الدولي للروبوتات، يوجد بين 13.000 إلى 14.000 روبوت تشغيلي في تركيا. باستثناء الروبوتات المستعملة".
يعتقد "تورال" أن تركيا يجب أن تبدأ في عمليات تصنيع الروبوتات وليس استخدامها فقط، وذلك اعتباراً من مرحلة مبكرة من التصنيع حيث عليها أن تبدأ من المنتجين الميكانيكيين، لإنتاج آلات التصنيع وإنشاء استراتيجيات للتقدم في صناعة الروبوت. وأضاف: "على سبيل المثال، الصين لديها سياسة 2025. إنهم يحاولون نشر عبارة صنع في الصين. عام 2016، كان لديهم عدد روبوتات يقرب من عدد الروبوتات التي كانت موجودة في تركيا. إذ كان هناك 33 روبوتاً لكل 10.000 عامل. وفي الوقت الحاضر، يبلغ هذا العدد حوالي 70. وقد بدأوا مؤخراً في إنتاج أشياء عالية الجودة ".
تقنية الرقاقة وتكنولوجيا الليزر تدخل عالم الطباعة:
تُظهر الطابعة الجديدة من "HP" وهي علامة تجارية أمريكية رائدة في أنظمة معالجة البيانات والطباعة، كيفية تطور تقنية الرقائق والليزر في أنظمة الطباعة الحالية في عالم "Industry 4.0" أو الثورة الصناعية الرابعة.
قدمت شركة "HP" طابعةً تحمل خزان حبر يمكن إعادة تعبئته بواسطة المستخدم.
تحتوي الطابعة، التي تسمى ليزر "Neverstop" -لإثبات أنها قادرة على الطباعة بدون توقف- على درج ورق بسعة 150 ورقة.
تطبع أجهزة "HP Neverstop" الليزرية أعداداً كبيرةً من الصفحات بالأبيض والأسود، تصل إلى 20 صفحة في الدقيقة، مع قدرة طباعة تبلغ 5000 صفحة. يتم إعادة ملء مجموعة عبوات مسحوق الحبر، التي يمكنها طباعة 2500 صفحة، في 15 ثانية. لا تحتاج الطابعة الجديدة إلى اتصال شبكي ولديها ميزة Wi-Fi مباشرة. وهي متوافقة أيضاً مع تطبيق "HP Smart" ويمكنها الطباعة باستخدام هاتف ذكي أو جهاز لوحي.
وحول الطابعات الجديدة، قال "إيمرا ألمان" المدير العام لفرع الشركة في تركيا: "كشف بحث أجري مؤخراً أن 75% من أصحاب الأعمال الصغيرة في أوروبا، يحتاجون إلى طابعات يسهل تركيبها وصيانتها. لهذا السبب يهدف نظام طابعة الليزر دون توقف أو "HP Neverstop Laser" المبتكر، إلى القضاء على الحالات الشائعة لفشل الطابعات، عن طريق دمج التكنولوجيا مع التكامل الرقمي".
