احتشد معرض "تكنوفست" المتخصص بالفضاء والتكنولوجيا والذي امتد طوال الأسبوع الماضي بأكثر من مليوني زائر، وضم آلاف الأجهزة الجديدة والمعدات المبتكرة، لكن الأضواء تركزت بشكل كبير على "جزري" المنتج التركي محلي الصنع الذي أدهش الزوار كأول عربة طائرة تركية نالت شهرة قصوى على مدى أيام المعرض الستة.
وكان فريق مؤلف من 50 مهندساً يعملون في مشروع "جزري" الآلي، قد قام بتطوير عربة طائرة فريدة وذلك بتوجيه من رئيس مؤسسة فريق التكنولوجيا التركية "سلجوق بيرقدار" والمدير الفني لشركة "بايرقطار" التي رعت المشروع. وقد أشعلت "جزري" مخيلة الزوار وبرز اسم "أوزان ياغلي" مدير المشروع الذي أوضح أن المركبة الطائرة قد تم تسميتها على اسم المخترع المسلم "إسماعيل الجزري" الذي عاش في القرن الثاني عشر.
ومع استمرار السباق التنافسي في تكنولوجيا الطيران والفضاء على الساحة الدولية، قدرت قيمة سوق السيارات الطائرة بحلول عام 2026، بـ 90 مليار دولار. فما هو موقع تركيا في هذا السباق؟
وحول هذا الموضوع تحدث "أوزان ياغلي" موضحاً بعض المسائل التقنية بقوله إن تركيا كانت دائماً قريبة من اختبارات الطيران وأنها ستستمر في التركيز على عملية الاختبار بعد انتهاء المعرض، وأوضح: "لقد حصلنا على خبرات كبيرة في مجال الطيران. طارت طائراتنا محلية الصنع من طراز "Bayraktar TB2 UAV" حوالي 150.000 ساعة. ولدينا تقنيات متقدمة جدا من حيث البرمجيات والأجهزة على حد سواء".
وأضاف: " لقد حققنا الآلاف من ساعات الطيران الإضافية زيادة على الـ30.000 ساعة المعتمدة كحد اعتبار الطائرة موثوق بها، ومن ثم، أصبحنا نستخدم خوارزميات الطيران المثبتة. نحن نمتلك جميع المكونات الأساسية ونظام التحكم الكامل إضافة إلى نظام الاستشعار والنظام الهيكلي لهذه المركبة".
وأكد "ياغلي" أنهم يعملون على تطوير تقنية تجعل أداء البطارية الكهربائية معادلاً لأداء الوقود الهجين الذي يوفر طيراناً أطول لكنه يعطي انبعاثات كربونية مضرة بالبيئة.
وحول قواعد الطيران المدني أشار "ياغلي" إلى احترام اللوائح المتعلقة بالنقل العام المدني وتابع: "قبل أن تطير عشرات المركبات في الهواء، يجب تحديد كل شيء بانتظام لأن هناك الكثير من التفاصيل التي يجب مراعاتها. لقد بدأت كل من الولايات المتحدة وأوروبا للتو في العمل على هذه القضية. وسنعمل نحن أيضا على تطويع قواعد الطيران المدني".
وفي معرض حديثه عن تكنولوجيا الاستشعار، قال "ياغلي" أنهم سيستخدمون تقنية استشعار" LIDAR"، والتي تتيح تشغيل الرادار بأنظمة الليزر، مما يسمح برصد ما يحدث حول الطائرة في ثلاثة أبعاد. تتيح هذه التقنية للطائرة اكتشاف العوائق وتجنبها، على غرار المركبات ذاتية الحكم.