مع بدء العام الدراسي.. حذار من "الآباء الهليكوبتر"
- ديلي صباح, إسطنبول
- Sep 10, 2019
غالباً ما تكون المدرسة تجربة مخيفة لطلاب الصف الأول، خاصة إذا كان آباؤهم من نوع "الهليكوبتر" أي الذين "يحومون" حول أطفالهم في كل جانب من جوانب حياتهم، إذ يمثل هذا النوع من الآباء تحدياً للأطفال الذين يحاولون التكيف مع المدرسة.
في حديثها إلى وكالة أناضول، أكدت البروفيسورة المساعدة "أصلى بوغاي سوكماز" من جامعة الشرق الأوسط التقنية، أن "الإفراط في العناية الأبوية" أمر مذموم بسبب الضرر الذي يلحقه بالأطفال. وأوضحت "سوكماز": "لا يجوز للآباء البقاء دائماً بقرب أطفالهم ولا التركيز عليهم أكثر من اللازم، وعليهم الكف عن القيام بالمهام التي يجب أن يتحملها الأطفال، كيلا يشعر الأطفال أنهم يتمتعون بالحماية الزائدة والتحكم بهم. كما يحاول أولئك الآباء أحياناً التحكم في المدرسة والمعلمين والآباء الآخرين أيضاً. على سبيل المثال، يمكن أن يصل بهم الأمر إلى محاولة التحكم في سلوك الأطفال الآخرين وأولياء الأمور والمدرسين عبر المراسلات التي انتشرت مؤخراً في مجموعات WhatsApp التي يعد الغرض من إنشائها تحسين التواصل بين الآباء والمعلمين".
وأشارت "سومكاز" إلى أن الآباء والأمهات "الهيليكوبتر" هم أنفسهم يتعرضون للإجهاد كأطفالهم، عندما يبدأ الأطفال الدراسة، وهذا الضغط يمكن أن يكون "معدياً" ويسري للأطفال. وتقول: "تبدو مشاكل التكيف واضحةً لدى الأطفال الذين لديهم هذا النوع من الآباء، وقد ينعكس ذلك على الأطفال جسدياً. أقترح أن يعرض الأطفال الذين يعانون من البكاء المستمر وآلام في المعدة والصداع والأرق الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع، على استشارة نفسية".
وأوضحت "سوكماز" أن الأطفال الذين لديهم آباء "هيليكوبتر"، لا يمكنهم تطوير مهاراتهم الاجتماعية ولا تحمل مسؤولياتهم وهم ضعفاء نفسياً. وعلقت: "لا يعلم هؤلاء الآباء مدى الضرر الذي يلحقونه بالتطور النفسي والاجتماعي لأطفالهم من خلال التواصل معهم في الأماكن التي يجب أن يتواصل فيها الأطفال مع بعضهم. على سبيل المثال، يخطط هذا النوع من الآباء لكل شيء في حياة الطفل، بدءاً من حفلات أعياد الميلاد والهدايا التي يجب أن يشتريها لهم الأصدقاء، ويختارون أصدقاء أطفالهم بدلاً عنهم. تلك السلوكيات المفرطة والمسيطرة يمكن أن تحد من تواصل الطفل مع المدرسة والأصدقاء والمدرسين، لأنه اعتاد أن يكون تواصله "منظماً" بدلاً من التواصل الطبيعي والعفوي. ولذلك نجد ضعفاً في قدرة الطفل على تطوير مشاعره الحقيقية ويعاني غالباً من ضعف الشخصية. علاوة على ذلك، يشعر هؤلاء الأطفال بالإهانة والرفض في أبسط المواقف الاجتماعية وخصوصاً السلبية منها".