ما أن تطأ قدمك مكتبة جامعة صباح الدين زعيم (تركية وقفية) في مدينة إسطنبول، إلا وتجد المئات من عُشاق القراءة ينتشرون في كل زواياها، على مدار الساعة.
في الطرف الأوربي لإسطنبول، ولدت فكرة إنشاء المكتبة الجامعية الأكبر بالمدينة والتي تعمل على مدار 24 ساعة، لإعادة إحياء روح التعليم، وبغية تشجيع الطلبة على القيام بالأبحاث العلمية المختلفة.
لهذه الأسباب، قامت الجامعة بوضع حجر الأساس للمكتبة عام 2016، ليكتمل البناء وتفتح أبوابها الصيف الماضي، أما الطلاب فمن كافة الجامعات، بالإضافة إلى الباحثين.
وتقع المكتبة في الحرم الجامعي بمنطقة "هالكلي"، وهي الأكبر في إسطنبول من حيث عدد الكتب والمساحة التي تبلغ 13 ألفا و500 متر مربع على طابقين.
وتتوفر المكتبة حاليا على نحو نصف مليون كتاب مطبوع وإلكتروني، على أن يصل العدد قريباً إلى مليون كتاب، وفق القائمين عليها.
المكتبة ذاتها حصلت مؤخراً على عضويات رسمية، في عشرات من المواقع البحثية العالمية، لمساعدة الطلاب والباحثين في الوصول إلى الكتب والدراسات التي يبغونها.
في المكتبة، لا تقتصر مهمتك على الدراسة والمطالعة فقط، بل بوسع الزائر تناول الطعام والشراب، والقيام بالاجتماعات الطلابية في قاعات زودت بها المكتبة، توفر قاعات لورش العمل ونحوها، إضافة إلى مسجد على الطراز العثماني أمامها، ما جعلها أكثر متعة من أي مكان آخر.
أما لغة الكتب، فهي تحتوي على أكثر من 15 لغة، أولاها التركية ثم العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والعثمانية، بالإضافة للغات أخرى.
"عبد المطلب أربا"، نائب عميد جامعة صباح الدين زعيم، قال إن "هناك جهودا ومحاولات ستؤدي في القريب العاجل للوصول إلى مليون كتاب".
وأضاف أربا: "يستطيع نحو 1500 طالب استخدام المكتبة في آن واحد".
وأضاف: "قمنا بتوفير أماكن داخل المكتبة لجميع المستويات العلمية المطلوبة، وتخصيص قاعات للباحثين، وأخرى لورش العمل، وللاجتماعات الجامعية، وأماكن ترفيهية للطعام والشراب".
و"المكتبة تفتح أبوابها على مدار الأسبوع و24 ساعة يومياً، وهي الرئيسية في منطقتنا"، وفق "أربا".
وأشار أن "المكتبة أعادت الروح العلمية للطلبة والأساتذة والباحثين".
وفي الآونة الأخيرة، افتتحت إسطنبول العشرات من المكتبات، وذلك ضمن خطة 2023، التي تهدف إلى رفع أعداد الجامعات والمراكز الثقافية أضعاف ما هي عليه الآن.
وخلال السنوات الأخيرة، ارتفعت أعداد الجامعات والمكتبات في تركيا، بشكل كبير، لا سيما بعد التوجه الحكومي نحو رفع نسبة التعليم لدى الأجيال الجديدة، والانفتاح الثقافي والتعليمي على العالم الشرقي والغربي.