نفى مصدر فلسطيني، الأربعاء، التوصل لأي اتفاق بين حركة "حماس" وإسرائيل بشن صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مؤكداً بالوقت ذاته، أن المباحثات مازالت متواصلة.
وقال المصدر المطلع على مجريات المفاوضات: "لم يتم التوصل لأي اتفاق مبدئي أو نهائي بشأن تبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار في غزة".
وأضاف المصدر، لوكالة الأناضول مفضلاً عدم الكشف عن هويته: "المفاوضات مازالت متواصلة وحماس تريد صفقة شاملة يتم بموجبها وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية من القطاع".
وفي وقت سابق الأربعاء، ادعت وسائل إعلام دولية أن "حركة حماس وإسرائيل وافقتا بنسبة كبيرة من حيث المبدأ على إمكانية إجراء تبادل للأسرى الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين، خلال هدنة تستمر شهرا"، فيما لم يصدر تعليق فوري من الأطراف المعنية.
وأوضح المصدر الفلسطيني أن "حماس تدرس المقترحات التي تلقتها بالفترة الأخيرة ولم تقدم رداً نهائياً عليها بعد".
وأوضح أن هناك نقاط تقارب بين الطرفين "لكنها لا تعني الاقتراب من بر الأمان".
وأضاف: "المفاوضات مازالت تحتاج إلى وقت إضافي حتى تتوصل إلى نتيجة يمكن أن يُبنى عليها".
ورأى أنه يمكن أن تحدث انفراجة قريبا "فالأمر ليس مستحيلا" ومجريات المفاوضات أصبحت أكثر تسارعا في الأيام الأخيرة.
وبشأن عرض إسرائيلي قيل عبر إعلام دولي أن "حماس" تلقته ويتعلق بإبعاد قادتها لخارج قطاع غزة، قال المصدر الفلسطيني: "هذا العرض قدم في وقت سابق وتم رفضه وهناك عرض جديد الآن".
وعن تفاصيل العرض الجديد، أضاف: "يتعلق بهدنة لفترة محدودة تستمر عدة أسابيع أو شهر يتم خلالها تبادل للأسرى وبعد ذلك ندخل بوقف شامل للحرب".
وتوقع المصدر أن ترفض "حماس" هذه الصيغة من العرض حال "عدم وجود ضمانات حقيقية بوقف الحرب كليا بعد انتهاء فترة الشهر"، دون توضيح طبيعة هذه الضمانات.
وفي وقت سابق الأربعاء، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول لم تسمه قوله، إنه "لا تقدم في المحادثات غير المباشرة مع حماس".
وأضاف: "الحركة (حماس) ليست فقط غير مرنة وإنما تصعد مطالبها"، لكنه أشار إلى أن "الحوار مستمر".
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال، الاثنين، إن هناك عرضاً إسرائيلياً لعقد صفقة محتملة مع حماس دون الكشف عن تفاصيله.
فيما قالت هيئة البث الحكومية، إن العرض يتضمن "إطلاق سراح المخطوفين من غير الجنود، ووقف إطلاق النار لفترة طويلة، وانسحابا تكتيكيا للجيش الإسرائيلي من عدة مناطق في قطاع غزة، وإطلاق سراح سجناء أمنيين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية".
وتجري المفاوضات من خلال قطر ومصر، بحسب هيئة البث الإسرائيلية، كما يجري بريت ماكغورك، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جولة بالمنطقة في الوقت الراهن تشمل القاهرة والدوحة وتل أبيب.
والثلاثاء، أكد متحدث وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن جهود الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل ما زالت جارية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مشيرا إلى أن الكثير من التقارير التي تنشر حول تلك الوساطة "مغلوطة".
ولم تعلق "حماس" رسمياً على العرض الإسرائيلي أو مجريات المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل حتى الساعة 11:00 تغ.
إسرائيليون يتظاهرون للمطالبة بصفقة تبادل فورية
وفي سياق متصل، تظاهر إسرائيليون، الأربعاء، للمطالبة بإبرام صفقة فورية لإطلاق سراح الأسرى لدى الفصائل الفلسطينية بغزة، فيما تجمع آخرون في الطريق المؤدي إلى معبر "كرم أبو سالم" احتجاجا على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع .
وقال موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري: "تظاهرت مجموعات نسائية للمطالبة بصفقة فورية لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة".
وأضاف: "تم إغلاق عدد من تقاطعات الطرق والشوارع في جميع أنحاء البلاد كجزء من يوم الاحتجاج".
ومن جانب آخر تظاهر عشرات الإسرائيليين في الطريق المؤدي إلى معبر "كرم أبو سالم" (جنوب إسرائيل) للمطالبة بعدم إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال "تايمز أوف إسرائيل": "احتج عشرات الإسرائيليين على موافقة سلطات بلادهم على دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة عبر المعبر المذكور".
وأضاف: "لوح المتظاهرون بالأعلام الإسرائيلية أمام الشاحنات ورددوا شعارات ضد مساعدة العدو" (في إشارة لحماس).
وتسمح إسرائيل بدخول كميات شحيحة من المساعدات الإنسانية تم إرسالها في الأسابيع الأخيرة من مصر إلى غزة، حيث يتم فحصها من قبل الأمن الإسرائيلي.
وتطالب العديد من الدول والمنظمات الدولية بزيادة إدخال المساعدات إلى القطاع حيث يعيش الفلسطينيون ظروف صعبة للغاية جراء الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وخلفت حتى الأربعاء "25 ألفا و700 شهيد و63 ألفا و740 مصابا معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية.