لن ينسى الفلسطيني بهاء أبو راس تفاصيل احتجازه "المروع" من قبل الجيش الإسرائيلي واتخاذه "درعا بشريا" و"تهديد حياته" في بلدة دورا جنوبي الضفة الغربية.
والاثنين، اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية بلدة دورا جنوبي الخليل، وأطلقت النار بكثافة ما أدى إلى "استشهاد الشاب محمد حسن إبراهيم أبو سباع (22 عاما) والفتاة عهد محمود أولاد محمد (24 عاما)، وهي أم لطفلة" وفق إعلان وزارة الصحة الفلسطينية.
وتفاعلت قضية الشاب أبو راس بشكل متسارع مع انتشار مقطع فيديو قصير يظهر جنديا يمسك به من الخلف ويدفعه إلى الأمام لاتقاء الحجارة، مصوبا سلاحه بمحاذاة رأس الشاب.
ويروي أبو راس ما حدث معه للأناضول قائلا: "قامت قوات الاحتلال باقتحام محلي (متجر لبيع الأجهزة الخلوية) وسط البلدة، وتم تفتيشه بشكل كامل".
وأضاف: "تم إخراجي أنا والعاملين معي في المحل عقب تفتيشنا واقتادونا نحو سياراتهم العسكرية المتمركزة في مكان قريب".
وأردف أبو راس: "طلبوا من العاملين معي الذهاب، فيما أبلغني أحد الجنود بأنه سيستخدمني درعا بشريا وتم سحبي ووضع السلاح على كتفي تفاديا لإلقاء الحجارة تجاه الجنود".
ويصف شعوره في تلك اللحظة بأنه مزيج من "الرهبة والخوف"، مشيرا إلى أن الجندي الإسرائيلي كان يدفعه وهو ممسك به ويهدده "ممنوع النظر يمينا وشمالا، إن نظرت فسأقتلك".
وأشار أبو راس، إلى أن البلدة "كانت تشهد مواجهات وإطلاق نار كثيفا وعنيفا جدا من الجنود المحيطين بي"، لافتا إلى أن "الوضع الذي كنت أمر به لا يوصف".
وتابع أن "استخدامي درعا بشريا استغرق نحو 45 دقيقة"، مضيفا "توقعت أني سأستشهد في أي لحظة نظرا لإطلاق النار العنيف والعشوائي".
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية، ووسّع الاقتحامات والمداهمات التي أسفرت عن مقتل 370 فلسطينيا وإصابة نحو 4 آلاف و200 آخرين.
وخلفت الحرب على غزة حتى السبت 24 ألفا و927 قتيلا، و62 ألفا و388 مصابا، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 ملايين شخص، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.