استشهد اليوم الخميس 93 شخصا على الأقل في غارات إسرائيلية ليلية استهدفت خصوصا جنوب القطاع حيث يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته، وفق ما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
ويواصل الجيش الإسرائيلي مداهماته في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967، لا سيما في طولكرم (شمال شرق) حيث قتل شاب يبلغ 27 عاما برصاصة في الصدر إضافة الى فلسطيني آخر، بحسب السلطات الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني. وتتواصل الخميس عملية إسرائيلية بدأت فجر الأربعاء في المنطقة.
ووسط المخاوف من توسع الحرب إلى نزاع إقليمي، أعلن الحوثيون اليمنيون الذين أعادت واشنطن الأربعاء تصنفيهم منظمة "إرهابية"، مسؤوليتهم عن هجوم جديد على "سفينة أميركية" قبالة سواحل اليمن.
في غزة، سقط "أكثر من 93 شهيدا في استهدافات الليلة وفجر اليوم" وفق ما أفاد المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس في القطاع مضيفا أن "أعنف الغارات الدامية (خلفت) 16 شهيدا بينهم نساء وأطفال واكثر من 20 مصابا جراء استهداف منزل ليلا لعائلة الزاملي في شرق رفح".
كما نفذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على مخيمات اللاجئين في وسط قطاع غزة وعلى خان يونس، كبرى مدن الجنوب التي باتت مركزا للمعارك.
- "قتال مباشر"
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان الخميس أنه يخوض معارك قرب رفح وقد وصل الى "أقصى منطقة جنوب قطاع غزة منذ بدء العملية البرية" في 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وفيما تخضع الحكومة الإسرائيلية لضغوط شديدة من أجل العمل على إطلاق سراح الرهائن وتتصدى للدعوات إلى أجل وقف إطلاق نار، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخميس أن "الانتصار سيستغرق أشهرا طويلة لكننا مصممون على تحقيقه".
وتنبه الأمم المتحدة من "خطر المجاعة" و"الأوبئة القاتلة" في القطاع الفلسطيني الصغير والمحاصر بشكل كامل منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر.
على صعيد خسائره، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 193 من عناصره في غزة منذ بدء هجومه البري.
ودمر القصف الإسرائيلي أحياء بأكملها، وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة وأخرج أكثر من نصف المستشفيات من الخدمة.
كما انقطعت الاتصالات بشكل شبه كامل منذ أكثر من ستة أيام في القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة.
- أدوية مقابل مساعدات -
وأعلن مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية سيعتمد الاثنين في بروكسل "نظام عقوبات ضد حماس" موضحا أنه "يستهدف أفرادا وعمليات نقل الأموال".
في الأثناء، قالت مصادر إسرائيلية وفلسطينية إن قوافل تحمل 61 طناً من الأدوية والمساعدات الإنسانية "دخلت غزة" ليل الأربعاء الخميس، لكنها لم توضح إن كانت الأدوية وصلت للرهائن.
يأتي ذلك في أعقاب اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس أعلنه الوسيط القطري الثلاثاء، ينص على إدخال أدوية للرهائن مقابل مساعدات للمدنيين في غزة حيث "ينتظر مرضى الموت" في المستشفيات التي باتت خارج الخدمة، وفق ما قالت منظمة الصحة العالمية.
ويعاني ما لا يقل عن ثلث الرهائن من أمراض مزمنة ويحتاجون إلى العلاج، وفق ائتلاف عائلات الرهائن.
- روسيا تندد بالضربات الأميركية البريطانية
بلغ التوتر في الضفة الغربية ذروته منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وبحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات فلسطينية رسمية، قُتل 366 فلسطينيا على الأقل منذ بدء الحرب، من بينهم عشرة الأربعاء.
كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن وقوع إصابات واعتقال العشرات صباح الخميس.
وقال المسؤول في مخيم نور شمس القريب من مدينة طولكرم رامي عليان إن "قوات الاحتلال دخلت المخيم بعد منتصف الليل، وكعادتها دمرت الجرافات الطرق والمنازل".
يخشى المجتمع الدولي توسع رقعة النزاع مع تبادل القصف يوميا على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، وتصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر "تضامنا" مع الفلسطينيين.
ونفذت الولايات المتحدة الخميس ضربات جديدة ضد الحوثيين في اليمن وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أنها استهدفت "صواريخ ... نعتقد أنها كانت معدة للإطلاق في وقت وشيك في البحر الأحمر"، وذلك بعد ضربات نفذت ليل الأربعاء الخميس ورد عليها المتمردون باستهداف "سفينة أميركية" بـ"صواريخ" في خليج عدن.
كما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الضربات على الحوثيين ستستمر ما داموا يواصلون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، مضيفا "هل أنها توقف الحوثيين؟ كلا. هل ستستمر؟ نعم".
وأعلنت الدنمارك الخميس أنها تعتزم الانضمام إلى التحالف الأميركي البريطاني ضد الحوثيين.
ودانت روسيا الضربات الغربية، قائلة إن "الأهم الآن هو وقف العدوان على اليمن، اذ كلما قصف الأميركيون والبريطانيون أكثر، أصبح الحوثيون أقل استعدادا للتحاور".