وسط ظروف الحرب القاسية.. نازحة في غزة تضع 4 توائم
- وكالة الأناضول للأنباء, غزة
- Dec 27, 2023
وضعت الشابة الفلسطينية إيمان المصري 4 توائم، قبل أيام، وهي النازحة من بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة إلى مدينة دير البلح (وسط)، حيث تعيش برفقة ثلاثة منهم ظروفاً غير إنسانية داخل أحد مراكز النزوح.
فبعد أن كانت المصري تحلم بفترة حمل وولادة آمنة كأدنى الحقوق التي يجب أن تحصل عليها أي سيدة في العالم، حولت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ذلك إلى "كابوس".
ومرت الشابة إيمان، خلال هذه الفترة، بظروف قاسية بدءاً بالغارات الإسرائيلية على المناطق التي تواجدت بها خلال الحمل؛ وما رافقها من استنشاق للأدخنة ومواد كيماوية فضلاً عن "الفوسفور الأبيض" الذي ألقاه الجيش على مناطق متفرقة من القطاع.
كما مرت المصري خلال تلك الفترة، بمرحلة غذائية غير آمنة في ظل نقص المياه الطعام الذي يشمل كافة العناصر الضرورية لنمو الأجنة؛ حيث عانى كافة سكان القطاع من نقص المواد الغذائية فيما بدأ يدخل اليوم مرحلة "المجاعة والجفاف"، بحسب وكالة الأناضول.
ومنذ بداية الحرب، اعتمد غالبية سكان القطاع في طعامهم على المعلبات المليئة بالمواد الحافظة التي تحذر منها التقارير والأبحاث الصحية.
وبسبب هذه الظروف التي تضاف إليها حجم الضغوط النفسية جراء الحرب، دخلت المصري في حالة ولادة مبكرة حيث وضعت توائمها الأربعة في الشهر الثامن من الحمل.
وبعد خروجها مؤخراً من عملية جراحية "قيصرية" تتطلب في الوضع الطبيعي فترة طويلة من الراحة، تحتضن المصري اليوم ثلاثة من أطفالها التوائم داخل غرفة في مركز النزوح، فيما بقي الرابع داخل المستشفى بسبب أوضاعه الصحية الصعبة.
والاثنين، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في بيان، إن "50 ألف سيدة حامل في مراكز الإيواء بلا غذاء ولا رعاية صحية وإن نحو 180 أخرى تضع مولودها يوميا في ظروف غير آمنة وغير إنسانية".
وفي 17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قال صندوق الأمم المتحدة للسكان في بيان، إن "آلاف الحوامل والمرضعات بغزة يواجهن خطر الموت".
وأضاف آنذاك أن "نقص الغذاء الحاد في غزة يعرض الحوامل والمرضعات لخطر الإصابة بفقر الدم، وتسمم الحمل، والنزيف، وحتى الموت".
ويصعّد الجيش الإسرائيلي حربه على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، مخلفا حتى الاثنين، 20 ألفا و674 شهيداً و54 ألفا و536 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
ولادة مبكرة في ظروف صعبة
وقالت المصري، في حديث لوكالة الأناضول، إنها تعرضت للولادة المبكرة في الشهر الثامن من الحمل، حيث قرر الأطباء إخضاعها لعملية قيصرية لوجود خطر حقيقي على حالتها الصحية آنذاك.
وأضافت: "في البداية وضعوني داخل المستشفى لمدة 4 أيام متواصلة تحت المراقبة، وكان أحد الأجنة يعاني من انخفاض في النبض".
وبعد الولادة، طلب الأطباء من المصري استراق بعض الراحة على فراش مريح وتناول أغذية تشمل عناصر غذائية كاملة.
لكنها قالت، وهي تجلس على الأرض مفترشة غطاء شتوياً، إنها تعيش في مركز النزوح بلا "فراش ولا طعام ولا مياه نظيفة".
وأشارت إلى "العجز عن توفير الحليب اللازم لإطعام توائمي الثلاثة في مركز النزوح، وبعض المستلزمات التي تحتاجها لتنظيفهم".
نزوح متكرر
خلال فترة حملها، مرت المصري برحلة نزوح متعددة الأماكن بدءاً بمنزلها الواقع في بلدة بيت حانون شمالي القطاع، إلى معسكر جباليا (شمال)، وصولاً إلى مدينة دير البلح.
وقال زوجها (لم يكشف عن هويته): "عشنا حياة النزوح لمدة تزيد على 78 يوماً، بلا مقومات سليمة للحياة، وأمضيناها داخل مركز النزوح (مدرسة)".
وأوضح أنه "لم يتوقع، رغم كافة الظروف الصعبة، أن يولد أطفاله الأربعة بأوضاع صحية غير مستقرة".
وبيّن أن الأوضاع المعيشية مع استمرار الحرب، "تواصل التدهور في ظل عدم وجود الدقيق اللازم لصناعة الخبر، وارتفاع سعر المتوفر منه، ووسط غياب غاز الطهي".
وفي ختام حديثه، قال إن "ذهابنا إلى المستشفى للاطمئنان على صحة الجنين المتبقي هناك أمر لم يعد متاحا، في ظل القصف العنيف الذي تتعرض له المنطقة الوسطى في الوقت الحالي".
ولليوم الثاني على التوالي، يكثف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية والمدفعية وسط قطاع غزة، التي سبق وأن صنفها ضمن المناطق الآمنة؛ ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، إضافة لاندلاع حرائق في مصانع ومنازل لعدة ساعات ودمار مادي هائل.
ومساء الاثنين، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، إن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة خلال الساعات الـ24 الماضية، وصل إلى 250، فضلاً عن إصابة 500 آخرين.