منظمة بتسيلم لحقوق الإنسان تتهم الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عمليتي إعدام غير قانونيتين

وكالة اسوشيتد برس
اسطنبول
نشر في 16.12.2023 10:58
غزة. 15/12/2023 الأناضول غزة. 15/12/2023 (الأناضول)

أعلنت إسرائيل يوم الجمعة فتح تحقيق في مقتل فلسطينيين اثنين في الضفة الغربية بعد أن نشرت جماعة حقوقية إسرائيلية مقاطع مصورة تظهر جنودا إسرائيليين وهم يقتلون الرجلين – أحدهما كان عاجزا والثاني غير مسلح – في مداهمة عسكرية في مخيم للاجئين في الضفة الغربية.

اتهمت منظمة بتسيلم لحقوق الإنسان الجيش بتنفيذ عمليتي إعدام غير قانونيتين.

أظهرت المقاطع المصورة، التي التقطتها الكاميرات الأمنية، سيارتين عسكريتين إسرائيليتين تطاردان مجموعة من الفلسطينيين في مخيم الفارعة للاجئين شمال الضفة الغربية. وقتل الجنود بالرصاص رجلا يبدو أنه كان يحمل علبة حمراء. وقالت بتسيلم إن الرجل يدعى رامي جندوب ويبلغ من العمر 25 عاما.

ثم اقترب المركبة العسكرية من جندب وهو ملقى على الأرض ينزف، وأطلقت عليه طلقات عدة حتى أصبح بلا حراك. بعد ذلك يقترب الجنود من رجل قالت بتسيلم إنه يدعى ثائر شاهين (36 عاما) وهو يتخفى تحت غطاء محرك السيارة. وأطلقوا النار عليه من مسافة قريبة.

قالت (بتسيلم) إن شاهين قتل على الفور، وتوفي جندوب متأثراً بجراحه في اليوم التالي.

ذكر الجيش الإسرائيلي أن وحدة تابعة للشرطة العسكرية فتحت تحقيقا في إطلاق النار الذي وقع في 8 ديسمبر/كانون أول "للاشتباه في إطلاق أعيرة نارية خلال الحادثة بشكل لا يتوافق مع القانون". وأشار إلى أن النتائج ستحال إلى المدعي العام العسكري، في إشارة إلى إمكانية توجيه اتهامات جنائية.

نادرا ما تعقد إسرائيل محاكمات في مثل هذه القضايا وتقول جماعات حقوق الإنسان إن الجنود نادرا ما يتعرضون لعقوبات خطيرة حتى لو ثبت ارتكابهم مخالفات. وفي قضية بارزة، أدين جندي إسرائيلي بالقتل غير العمد وقضى عقوبة مخففة لمدة تسعة أشهر في السجن بعد إطلاق النار على فلسطيني مصاب بجروح خطيرة بينما كان ملقى على الأرض في عام 2016.

فتح الجيش مؤخرا تحقيقا في إطلاق جندي النار وقتله رجلا إسرائيليا كان قد قتل للتو اثنين من المهاجمين الفلسطينيين في محطة للحافلات في القدس. ويبدو أن الجندي اشتبه في أن الإسرائيلي هو أيضا مهاجم – على الرغم من أنه ركع على الأرض ورفع يديه وفتح قميصه لإظهار أنه لا يشكل تهديدا. ويسلط إطلاق النار الضوء على ما يقول منتقدون إنه انتشار للقوة المفرطة من قبل الجنود الإسرائيليين والشرطة والمواطنين المسلحين ضد من يشتبهون بأنهم مهاجمون فلسطينيون.

في حادثة منفصلة يوم الجمعة، قالت الشرطة إنها أوقفت عناصر لها ظهروا في مقطع مصور وهم يضربون مصورا صحفيا فلسطينيا في القدس الشرقية. وأشارت وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن المصور الصحفي يدعى مصطفى الخاروف، ويعمل في وكالة أنباء الأناضول التركية.

في المقطع المصور، يقترب أحد أفراد الشرطة من الخاروف ويضربه بعقب بندقيته، بينما يدفعه شرطي آخر نحو سيارة. وكان أحدهم يوجه بندقيته نحو الخاروف وآخر يسحبه إلى الأرض وهو يطوق العنق بذراعه. وركع شرطي على جسد الخاروف، بينما كان شرطي آخر يركل الخاروف مرارا في رأسه وهو يصرخ من الألم.

كان أفراد آخرون من الشرطة يراقبون المتفرجين المصدومين ويدفعونهم للخلف.

قالت الشرطة في بيان لها مع إعلانها عن إيقاف الشرطيين عن العمل وإجراء تحقيق: "إن قيادة شرطة الحدود تعتبر سلوك هؤلاء الأفراد غير متوافق مع قيم القوة".

تأتي كلتا الحادثتين في الوقت الذي اشتعلت فيه التوترات في الضفة الغربية والقدس الشرقية بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، مع قلق الإسرائيليين واستعدادهم لمزيد من الهجمات. ولطالما اتهم الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان القوات الإسرائيلية باستخدام القوة المفرطة والتهرب من المساءلة.

منذ اندلاع الحرب، وصل العنف الذي تمارسه القوات الإسرائيلية والمستوطنون في الضفة الغربية إلى مستويات قياسية. منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول، قتل 287 فلسطينيا في الضفة الغربية، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية. وأضافت الوزارة أن هذا هو العام الأكثر دموية على الإطلاق في الضفة الغربية منذ 18 عاما.