بعد 20 عاماً من الحرب في العراق.. شركات تركية تشارك في إعمار بغداد
- وكالة الأناضول للأنباء, بغداد
- Nov 28, 2023
تساهم شركات تركية بعد مضي عشرين عاماً على الحرب والصراعات التي عاشتها العاصمة العراقية بغداد، في تنفيذ العديد من المشاريع الحكومية لإعادة إعمار تلك المدينة التاريخية.
بغداد، التي تعد إحدى العواصم التاريخية القديمة في المنطقة، يظهر على العديد من مبانيها العامة والسكنية آثار الرصاص جراء الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، والصراعات الداخلية التي أعقبت ذلك.
ويُلاحظ بشوارع بغداد انتشار آليات ثقيلة تعمل ليل نهار من أجل إعادة إعمار المدينة وتأهيل بنيتها التحتية والفوقية التي دمرت نتيجة استمرار الصراعات على مدى سنوات.
ونتيجة للاستقرار "النسبي" في بغداد، بدأت مؤخراً أعمال مختلفة في المدينة، تشمل تعبيد الطرقات بالأسفلت وإنشاء أنظمة للصرف الصحي، وبناء فنادق ومطاعم فاخرة.
ويسود الغبار أجواء العاصمة بغداد التي يبلغ عدد سكانها نحو 9 ملايين نسمة، نتيجة تواصل مشاريع البنية التحتية والبناء وأعمال حفر الأنفاق والجسور وشق الطرقات، إضافة لمشكلات مرورية كثيفة، خاصة خلال ساعات النهار.
خبرات تركية ببناء الطرق والجسور
وقال متحدث وزارة الإعمار والإسكان العراقية نبيل الصفار، إن "مشاريع إعادة الإعمار في بغداد، والتي لم يكن من الممكن تنفيذها من قبل بسبب الميزانية ولأسباب مختلفة، سيتم الانتهاء منها ضمن جدول زمني معين".
وأوضح الصفار، في حديث لوكالة الأناضول، أن شركات من تركيا والصين وأوكرانيا ومصر والإمارات العربية المتحدة تشارك في أعمال إعادة الإعمار بالعاصمة بغداد.
وأردف: "تقوم الشركات التركية بتنفيذ مشاريع الإعمار في تقاطع عدن بمنطقة الكاظمية وفي السيدة والدورة وطوبجو والشاليشية".
وتابع: "اخترنا الشركات التركية بسبب خبرتها في بناء الطرق والجسور. ونتوقع أن يتم الانتهاء من تلك المشاريع بحلول النصف الأول من عام 2024".
وقال الصفار إن "بغداد لم تشهد مشاريع إعادة إعمار مثل هذه منذ سنوات"، مشيرا إلى أن "الاستقرار الاقتصادي في البلاد يؤدي إلى تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في العاصمة".
وذكر الصفار أنه تم تنفيذ 38 مشروعا من أصل 139، ضمن البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، إضافة إلى تنفيذ 84 مشروعا من أصل 108، خارج البرنامج الحكومي.
وتابع: "20 مشروعا من البرنامج الحكومي تشمل الطرق والجسور، أما المشاريع المتبقية فتشمل البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والكهرباء".
"خدمة بغداد"
وفي تصريحات سابقة له بهذا الشأن، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إن "أعمال البنية التحتية وإعادة الإعمار كانت شعار حكومته وأولويتها".
وأطلق السوداني وحكومته على تلك المشاريع اسم "خدمة بغداد"، وحضر مؤخرا عدة مراسم وضع حجر الأساس لمشاريع بنى تحتية وسياحية وإسكانية، أكد فيها على "أهمية أعمال إعادة الإعمار".
وخلال إحدى الاحتفاليات قال: "سندعم المستثمرين والقطاع الخاص الجادين في تنفيذ المشاريع الاستثمارية في بغداد والمحافظات الأخرى".
وأطلق السوداني اسم "غزة" على الجسر الذي تم البدء في بنائه ضمن مشروع تخفيف الازدحام المروري بالعاصمة بغداد.
وجه جديد لبغداد في 2025
من جانبه، قال مدير الإعلام والعلاقات العامة في بلدية بغداد محمد الربيعي: "بدأنا في بلدية بغداد مشاريع إعادة الإعمار، ولا مجال للتراجع عن هذا الأمر".
وأوضح الربيعي أن تلك المشاريع ستكون بمثابة "ثورة" في مجال البنية التحتية والبناء.
وذكر أن "عدد المركبات في بغداد يقارب 4 ملايين"، مبينا أنهم "يقومون بمشاريع من شأنها القضاء على المشكلة المرورية الناجمة عن ذلك العدد الكبير من المركبات".
وتابع: "القضاء على مشكلة المرور يكمن في بناء الطرق والجسور والأنفاق والسكك الحديدية. لقد بدأت بالفعل المشاريع الحيوية بالتنسيق مع وزارة الاسكان والاعمار والبلديات، ومحافظة بغداد، وسترون كيف سيتغير وجه بغداد بشكل كبير في عام 2025".
بدوره، أعرب المواطن علي صابر، أحد سكان العاصمة بغداد، عن رضاه عن المشاريع المنجزة.
وقال: "توجد مشكلة صرف صحي في منطقتنا منذ سنوات. ولم يأت أي مسؤول في البلدية إلى هنا. وكانت الطرق سيئة للغاية، وخاصة عند هطول الأمطار في الشتاء، حيث كانت المياه تتراكم ولم نكن نستطيع السير في الوحل، غير أن أعمال الإعمار بدأت الآن، وهي مستمرة ليل نهار".