مئات المرضى ما زالوا داخل مستشفى الشفاء في غزة والجيش الإسرائيلي يرهبهم بالسلاح
- وكالة اسوشيتد برس, اسطنبول
- Nov 19, 2023
أكد فريق تابع للأمم المتحدة، يوم الأحد، أن 291 مريضا ما زالوا داخل مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفى في قطاع غزة، مع استمرار إجلاء القوات الإسرائيلية لكل من هم داخله تحت تهديد السلاح.
كان بين الذين بقوا 32 طفلا في حالة حرجة للغاية، بالإضافة إلى مصابين بجروح شديدة ومتعددة وآخرين يعانون إصابات في العمود الفقري وغير قادرين على الحركة.
قالت منظمة الصحة العالمية، التي قادت المهمة، إن فريقها تمكن من القيام بجولة داخل مستشفى الشفاء لمدة ساعة بعد مغادرة حوالي 2500 من النازحين والمرضى والموظفين للمستشفى صباح السبت.
وأضافت أن 25 من أفراد الطاقم الطبي ما زالوا مع المرضى.
كما ذكرت المنظمة أن "المرضى وأفراد الأطقم الطبية الذين تحدثوا إلينا كانوا مرعوبين على سلامتهم وصحتهم، وطلبوا الإجلاء".
ووصفت المنظمة المستشفى بأنه "منطقة موت"، وذكرت أن المزيد من الفرق ستحاول الوصول إلى مستشفى الشفاء في الأيام المقبلة، في مسعى لإجلاء المرضى إلى جنوب غزة، حيث تكتظ المستشفيات هناك أيضا.
لطالما زعمت إسرائيل أن حركة حماس تحتفظ بمركز قيادة مترامي الأطراف داخل وتحت مستشفى الشفاء.
وصورت المستشفى على أنه هدف رئيسي في حربها لإنهاء حكم حماس في غزة بعد هجومهم واسع النطاق على جنوب إسرائيل قبل ستة أسابيع، والذي أدى إلى اندلاع الحرب.
وتنفي حماس والعاملون في المستشفى هذه الاتهامات.
وقال الجيش الإسرائيلي، الذي تتمركز قواته في المستشفى وتقوم بتفتيشه منذ عدة أيام، إنه عثر على بنادق وأسلحة أخرى هناك، وأظهر للصحفيين مدخل أحد الأنفاق.
ولم يتسن للأسوشيتدبرس التحقق بشكل مستقل من المزاعم الإسرائيلية.
وصورت إسرائيل المغادرة الجماعية من المستشفى، يوم السبت، على أنها طوعية، لكن منظمة الصحة العالمية قالت إن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر الإخلاء، ووصف بعض الذين غادروا الأمر بأنه نزوح قسري.
وقال محمود أبو عوف للأسوشيتدبرس عبر الهاتف بعد أن غادر هو وعائلته المستشفى المزدحم، "غادرنا تحت تهديد السلاح... كانت الدبابات والقناصة في كل مكان بالداخل والخارج"، مضيفا أنه رأى القوات الإسرائيلية تعتقل ثلاثة رجال.
غارات وضربات في الشمال والجنوب
في مناطق أخرى شمالي غزة، قتل العشرات في مخيم جباليا للاجئين عندما قصفت غارة جوية إسرائيلية - كما وصفها شهود عيان - ملجأ مزدحما تابعا للأمم المتحدة يوم السبت.
وقال اثنان من الناجين المصابين، وهما أحمد رضوان وياسين شريف، إن الانفجار أحدث دمارا هائلا في مدرسة الفاخورة بالمخيم.
وقال رضوان للأسوشيتدبرس عبر الهاتف "كانت المشاهد مرعبة، وجثث النساء والأطفال على الأرض. بينما كان آخرون يصرخون طلباً للمساعدة".
وأظهرت صور للأسوشييد برس من مستشفى محلي أكثر من 20 جثة ملفوفة بأغطية ملطخة بالدماء.
اكتفى الجيش الإسرائيلي، الذي دعا الفلسطينيين مرارا إلى مغادرة شمال غزة، بالقول إن قواته تنشط في المنطقة بهدف "قصف الإرهابيين".
ونادرا ما يعلق الجيش على الهجمات الفردية، ويقول فقط إنه يستهدف مسلحي حماس ويحاول تقليل الأضرار بالمدنيين.
ووردت أنباء عن اشتباكات عنيفة في مخيم جباليا ليل الأحد.
وقال ياسين شريف، الذي يقيم في مستشفى تديره الأمم المتحدة بالمخيم، عبر الهاتف، "كان هناك صوت مستمر لإطلاق النار وقصف الدبابات... لقد كانت ليلة أخرى من الرعب".
وفي جنوب قطاع غزة، أصابت غارة جوية إسرائيلية بناية سكنية قريبة من بلدة خان يونس يوم السبت، ما أسفر عن مقتل 26 فلسطينيا على الأقل، بحسب طبيب في المستشفى الذي نقل إليه الجثث.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، إن قافلة من الموظفين وعائلاتهم حاولت الخروج من شمال غزة وكانت تحمل علامات واضحة، يوم السبت، لكنها عادت بعد دوي إطلاق نار عند نقطة تفتيش إسرائيلية مزدحمة.
وأضافت أنه في طريق العودة إلى مدينة غزة، تعرضت القافلة لهجوم وقتل أحد أفراد عائلة موظف. ولم يتضح بعد من الذي هاجم القافلة.
قتل أكثر من 11500 فلسطيني، وفقد 2700 آخرون منذ بداية الحرب، بحسب وزارة الصحة في غزة.
ويعتقد أن المفقودين مدفونون تحت الأنقاض.
رهائن ومساعدات
أطلقت حماس سراح أربع رهائن، وأنقذت إسرائيل مجندة واحدة، وتم العثور على جثتي رهينتين بالقرب من مستشفى الشفاء في منطقة شهدت قتالا عنيفا.
تجري إسرائيل والولايات المتحدة وقطر، الدولة الخليجية التي تتوسط مع حماس، مفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن منذ أسابيع.
وأشار مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض، يوم السبت، إلى أنه من الضروري الانتهاء من المفاوضات قبل دخول كميات كبيرة من المساعدات الملحة إلى غزة.
كما قال بريت ماكغورك، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، خلال مؤتمر في البحرين، إن "الإفراج عن عدد كبير من الرهائن سيؤدي إلى توقف كبير في القتال، وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية".
توقفت محطة الكهرباء الرئيسية في غزة عن العمل منذ بداية الحرب، كما قطعت إسرائيل الكهرباء عن القطاع.
تسبب ذلك في عدم قدرة السلطات المحلية على تشغيل محطات معالجة المياه، والمخابز، والمستشفيات، وغيرها من البنى التحتية الحيوية التي تفتقر لوقود المولدات، والذي انخفض منذ قطع إسرائيل جميع الواردات في مستهل الحرب.
فر أكثر من ثلثي سكان قطاع غزة - البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة - من منازلهم.
وتقدم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخدمات الأساسية لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لجأوا إلى مدارس ومرافق أخرى تابعة لها.
سمحت إسرائيل للأونروا، يوم السبت، بالحصول على ما يكفي من الوقود لمواصلة نقل الشحنات الإنسانية لبضعة أيام أخرى، ولاستمرار تشغيل الإنترنت وخدمات الهواتف.
واضطرت الأونروا إلى تعليق المساعدات، يوم الجمعة، بسبب انقطاع الاتصالات.
تتلقى غزة 10 بالمائة فقط من الإمدادات الغذائية المطلوبة يوميا على شكل شحنات من مصر، بحسب الأمم المتحدة.
وأدى وقف إمدادات المياه إلى اضطرار معظم السكان لتناول مياه ملوثة.
هل تشن إسرائيل هجوما أوسع نطاقا؟
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، يوم السبت، إن القوات الإسرائيلية توسع عملياتها في مدينة غزة.
وأضاف "مع مرور كل يوم، تقل الأماكن التي يمكن أن ينشط فيها إرهابيو حماس"، وقال إن المسلحين سيعلمون ذلك في جنوب غزة "في الأيام المقبلة".
كانت تصريحات غالانت أوضح مؤشر حتى الآن على أن الجيش الإسرائيلي يعتزم توسيع نطاق هجومه إلى جنوب غزة، وهي المنطقة التي طلبت إسرائيل من المدنيين الفلسطينيين اللجوء إليها.
يشار إلى أن منطقة الإخلاء مكتظة بالفعل بالمدنيين النازحين، وليس من الواضح إلى أين سيذهبون إذا اقترب الهجوم.
وحتى مع تحذيرها من توسيع نطاق الهجوم، لا تزال إسرائيل على خلاف مع حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة، بشأن ما يجب فعله بالنسبة لغزة إذا نجحت في إزاحة حماس من السلطة.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم السبت، إن الجيش الإسرائيلي سيكون لديه "الحرية الكاملة" للعمل داخل القطاع بعد الحرب، في إشارة إلى أنه سيعيد على الأقل مؤقتا احتلال القطاع الذي سحب الجنود والمستوطنين منه في عام 2005.
في مقال افتتاحي نشر، يوم السبت، في صحيفة "واشنطن بوست"، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يجب إعادة توحيد غزة والضفة الغربية وخضوعهما لحكم "سلطة فلسطينية متجددة" بينما يعمل زعماء العالم على إيجاد حل من شأنه إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وتعارض حكومة نتنياهو بشدة إقامة دولة فلسطينية.
كانت السلطة الفلسطينية قالت إنها لن تعود لحكم غزة – حيث هزمت حماس قواتها في عام 2007 – إلا في إطار حل الدولتين الشامل للصراع المستمر منذ عقود.