في ضربة نادرة في عمق الأراضي اللبنانية، منذ بدء التصعيد في تشرين الأول/اكتوبر على وقع الحرب في غزة، استهدفت غارة إسرائيلية السبت مصنعاً للألمنيوم في جنوب لبنان على بعد حوالى 15 كيلومترا من الحدود بين البلدين، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وأفادت الوكالة الرسمية "أن العدو الاسرائيلي استهدف فجر اليوم عمق منطقة النبطية لاول مرة منذ حرب تموز 2006" بصاروخين أطلقتهما طائرة مسيّرة باتجاه معمل ألمنيوم ما أدى لاحتراقه بالكامل.
ولم تشر الوكالة إلى وقوع إصابات أو قتلى.
وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر، استهدفت غارة إسرائيلية مركبة في عمق الأراضي اللبنانية في منطقة الزهراني على مسافة حوالى 45 كيلومترا من الشريط الحدودي في ضربة كانت الأولى من نوعها منذ بدء التصعيد.
ومنذ بدء التصعيد على جانبي الحدود بين حزب الله وإسرائيل، يقتصر القصف الى حد كبير على المناطق الحدودية.
وغداة اندلاع الحرب، بدأ حزب الله ينفذ عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية وفق قوله عبر الحدود اللبنانية، دعما لحماس. وتتواصل هذه الهجمات يوميا. وتردّ إسرائيل بقصف مناطق حدودية مستهدفة ما تصفه بتحرّكات مقاتلي حزب الله وبناه التحتية قرب الحدود.
أعلن حزب الله السبت أن مقاتليه أسقطوا فجراً مسيّرة إسرائيلية من نوع "هيرميس 450"، بواسطة صاروخ أرض جو، إضافة إلى شن هجمات أخرى على مواقع عسكرية اسرائيلية.
وقال رئيس المكتب التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين خلال احتفال تأبيني في جنوب لبنان السبت "طالما هناك حرب على غزة وتهديد لأهلها (..) فإن كل قوى المقاومة الشريفة في منطقتنا سوف تبقى تضغط على الإسرائيلي بأية وسيلة ممكنة".
وأضاف "هذا لن يتوقف، ولا مجال اليوم للتحدّث عن إيقاف جبهة دون جبهة".
وكان حزب الله أعلن الجمعة تنفيذه 13 هجوماً ضد مواقع عسكرية وتجمعات جنود غب الجانب الإسرائيلية من الحدود، أحدها باستخدام طائرتين مسيرتين هجوميتين.
وأدى التصعيد اليومي عبر الحدود إلى مقتل تسعين شخصاً في لبنان، غالبيتهم من مقاتلي حزب الله وبينهم عشرة مدنيين على الأقل، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس.
وفي إسرائيل، قتل تسعة أشخاص بينهم ستة جنود بحسب سلطاتها.
وحذّر رئيس بعثة قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) الجنرال أرولدو لاثارو الثلاثاء من ارتفاع حدّة التصعيد، وأعرب عن قلقه العميق " إزاء الوضع في الجنوب واحتمال وقوع أعمال قتالية أوسع نطاقاً وأكثر حدّة".