ماذا يحدث في محاور التوغل الإسرائيلي شمال وجنوبي غزة؟
- وكالة الأناضول للأنباء, غزة
- Nov 01, 2023
دارت، ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، أعنف موجة اشتباكات بين القوات الإسرائيلية المتوغلة بعدة محاور في قطاع غزة ومقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 9 من جنوده خلال هذه المعارك في تطور وصفته تل أبيب بـ "الضربة القاسية والمؤلمة".
محور شمال غزة
وأفادت وكالة الأناضول نقلاً عن شهود عيان، بأن معارك اندلعت بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين واستمرت منذ عصر أمس الثلاثاء، حتى صباح اليوم الأربعاء، في محيط منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة.
ورصدت عدسة الوكالة، خلال ساعات الليل، قصفاً إسرائيلياً عنيفاً لمحيط منطقة التوغل في "الكرامة" وإطلاق الطائرات الإسرائيلية قنابل إنارة بكثافة في سماء الموقع نفسه.
وحولت قنابل الإنارة ليل مدينة غزة إلى نهار في محاولة إسرائيلية لكشف حركة المقاتلين الفلسطينيين.
كما سمعت أصوات إطلاق قذائف ونيران أسلحة رشاشة ثقيلة متبادلة في المنطقة منذ مساء أمس الثلاثاء، وحتى صباح الأربعاء.
واندلعت الاشتباكات أيضاً في محور توغل القوات الإسرائيلية ببلدة بيت حانون (شمال شرقي غزة)، بحسب الشهود.
وتتوغل القوات الإسرائيلية في محور شمال القطاع وصولاً إلى منطقة "الكرامة" على تخوم مدينة غزة من الجهة الشمالية الغربية، وببلدة بيت حانون من الجانب الشمالي الشرقي.
وهذه المناطق عبارة عن أراض زراعية خالية من السكان، أو مناطق سكنية كانت قد دمرتها الطائرات والمدفعية والبوارج الحربية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية من الحرب المتواصلة منذ 26 يوماً.
من جانبها، كشفت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، الثلاثاء، عن اشتباكات ومواجهات مستمرة بين مقاتليها وجيش الاحتلال، في عدة محاور شمال قطاع غزة.
وقالت الكتائب في سلسلة بيانات مقتضبة، نشرتها منصاتها الإعلامية، مساء الثلاثاء، إن مقاتليها "أجهزوا على قوة صهيونية في بيت حانون واستهدفوا جرافة وآلية كانتا تؤمنان القوة الراجلة".
ووفقاً لبيانات القسام ، فإن منطقة شمال غرب غزة ومعبر "بيت حانون" (إيرز) شهدت، عدة مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
كما كشفت الكتائب أن الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية في شمال غرب غزة أسفرت عن "استهداف آليتين بقذيفتي الياسين 105، واشتعال النيران فيهما والإجهاز على أحد الجنود من نقطة صفر".
وأشارت إلى تدمير مقاتليها آلية إسرائيلية شرق معبر "إيرز" بعبوة ناسفة وقذيفتي الياسين 105، إضافة إلى "فتح النار من أحد الكمائن باتجاه الآليات المتوغلة غرب التوام، شمال القطاع، واستهداف 3 آليات صهيونية بقذائف الياسين 105".
وفي المنطقة ذاتها، أعلنت "القسام"، الثلاثاء، الإجهاز على قوة إسرائيلية داخل مبنى شمال شرقي القطاع.
وقالت في بيان مقتضب: "مجاهدو القـسام يُجهِزون على قوة صهيونية بعد دخولها مبنى كمن المجاهدون داخله في بيت حانون، ويستهدفون جرافة وآلية كانتا تؤمنان القوة الراجلة".
وصباح الأربعاء، أعلنت "كتائب القسام" استهداف آلية إسرائيلية "توغلت" شرق حي الزيتون في مدينة غزة.
وذكرت "كتائب القسام" في بيان مقتضب: "دمرنا آلية عسكرية إسرائيلية متوغلة شرق حي الزيتون بقذيفة الياسين 105"، مشيرة إلى أن "النيران اشتعلت في الآلية".
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، مقتل 12 من جنوده في معارك شمالي القطاع، ليرتفع عددهم منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 329.
وحسب ما أفادت صحف عبرية من بينها "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" و"جيروزاليم بوست": "سمح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بنشر أسماء تسعة مقاتلين قتلوا في معارك قطاع غزة، في اليوم الأخير (أمس الثلاثاء)، بالإضافة إلى ذلك أصيب أربعة جنود بجروح خطيرة".
وقالت "يديعوت أحرونوت"، إن سبعة عناصر من كتيبة الصبار التابعة للواء جفعاتي قتلوا "جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات أصاب ناقلة جنود مدرعة من طراز NMR، ومقاتلين اثنين من الكتيبة مدرعات 77 في المعارك شمال قطاع غزة".
وقالت صحيفة معاريف: "قُتل تسعة من مقاتلي (لواء) جفعاتي في هجوم صاروخي مضاد للدبابات في غزة"، دون مزيد من التفاصيل.
كذلك أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 4 جنود بجروح خطيرة، وقال إن "جنديين من الكتيبة 77 وثالثا من كتيبة تسابار وجنديا آخر من كتيبة روتم أصيبوا بجروح خطيرة"، بحسب "جيروزاليم بوست".
وعلق وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت، على ذلك قائلا، إن "مقتل جنود الجيش في المعارك مع مقاتلي حركة حماس في غزة، يشكل ضربة قاسية ومؤلمة".
وأضاف غالانت في بيان: "سقوط مقاتلي الجيش الإسرائيلي في المعارك ضد إرهابيي حماس في غزة يشكل ضربة قاسية ومؤلمة، قلوبنا وأفكارنا مع عائلاتهم العزيزة".
وتابع: "الإنجازات الكبيرة التي حققها القتال العنيف في أعماق قطاع غزة تفرض ثمنا باهظا للأسف، ونحن مستعدون وجاهزون لحملة طويلة ومعقدة تتطلب الشجاعة والتصميم والمثابرة، سننتصر".
محور جنوب غزة
وفي محور الجنوب، اندلعت مواجهات مسلحة عنيفة بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في منطقة حي الزيتون جنوبي شرق مدينة غزة، وفق ما ذكر شهود عيان للأناضول.
وشوهدت أعمدة دخان أسود تتصاعد من منطقة التوغل في حي الزيتون نتيجة للمعارك الدائرة هناك.
وما زالت القوات الإسرائيلية تتواجد في منطقة شارع "10" بحي الزيتون وتحاول التوغل غربا باتجاه شاطئ البحر لفصل شمال القطاع عن جنوبه.
حصيلة الاشتباكات
ومساء الثلاثاء، قدم أبو عبيدة الناطق الرسمي لكتائب القسام حصيلة جديدة للاشتباكات والمعارك التي تخوضها الكتائب ضد القوات الإسرائيلية منذ بدء توغلها البري في غزة.
وقال أبو عبيدة، في خطاب متلفز بثته قناة "الأقصى" الفضائية التابعة لـ"حماس"، إن "المقاومة تصدت للقوات الإسرائيلية في جميع المحاور ونفذت عمليات وتسللاً خلف خطوط العدو، وخاضت معها مواجهات ضارية ومباشرة".
وأضاف "تمكن مجاهدونا من الالتحام مع قوات العدو في كل نقاط التقدم وتدمير 22 آلية عسكرية حتى الآن بقذائف الياسين المضادة للدروع، كما تمكنوا أيضا من قتل وإصابة عدد كبير من جنود العدو خلال الاشتباكات".
وأشار إلى أن "العدو بدأ مناورات برية في عدة محاور في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة بعد أكثر من 20 يوما من التمهيد الناري".
وذكر أبو عبيدة أن "جيش الاحتلال توغل برياً بعد اعتماد سياسة الأرض المحروقة وإحداث دمار كبير من خلال قصف بري وجوي وبحري".
والثلاثاء، قالت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، إن الآليات العسكرية الإسرائيلية "عمقت توغلها" داخل شمال ووسط القطاع.
وقال متحدث الوزارة إياد البزم، إن "آليات الاحتلال موجودة في شارع صلاح الدين (شرق) على أطراف مدينة غزة، وتحاول الوصول إلى شارع الرشيد (غرب)".
وأضاف البزم، في تصريح لوكالة الأناضول، أن "قوات الاحتلال دخلت أيضاً إلى القطاع من منطقة شمال الغرب، وآلياتها موجودة حاليا بمنطقة الكرامة شمال مدينة غزة".
وأشار البزم إلى أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي أبادت مناطق سكنية كاملة شمال غرب قطاع غزة"، لافتاً إلى أن "قوات الاحتلال تسعى إلى فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً على غزة، وقتل إجمالاً أكثر من 8525 فلسطينيا بينهم 3542 طفلاً و2187 سيدة، وأصاب نحو 21543، كما قتل 126 فلسطينياً واعتقل نحو 2000 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.