منظمة العفو الدولية: تهجير إسرائيل سكان شمال غزة "قد يرقى لجريمة حرب"

(صورة: الأناضول)

قالت منظمة العفو الدولية إن تهديدات الجيش الإسرائيلي التي تأمر سكان شمال قطاع غزة "بالنزوح قسراً" قد ترقى إلى "مستوى جرائم حرب".

ولليوم العشرين يواصل جيش الاحتلال استهداف القطاع بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء وخلفت آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين، فيما تستمر الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ من القطاع على مستوطنات ومدن إسرائيلية.

ولفتت المنظمة، عبر بيان مساء الأربعاء، إلى أن الجيش الإسرائيلي ألقى في 21 أكتوبر الجاري منشورات على شمال غزة تأمر السكان بإخلاء المنطقة فورا؛ "بدعوى أن حياتهم في خطر".

وهدد الجيش بأن "كل مَن اختار أن لا يخلي (بيته) من شمال غزة إلى الجنوب من (منطقة) وادي غزة، من الممكن أن يتم تحديده على أنه شريك بتنظيم إرهابي".

وقالت كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية، دوناتيلا روفيرا، إن "إعلان مدينة أو منطقة بأكملها هدفا عسكريا يتعارض تماما مع القانون الدولي الإنساني الذي ينص على أنه يجب على مَن ينفذون الهجمات التمييز بين المدنيين أو الأعيان المدنية والأهداف العسكرية".

وأكدت أن "انتهاك مبدأ التمييز من خلال استهداف المدنيين أو الأعيان المدنية، أو من خلال تنفيذ هجمات عشوائية تؤدي إلى مقتل أو إصابة المدنيين، يُعدّ جريمة حرب".

روفيرا أضافت أنه "لا يمكن اعتبار الرسائل الواردة في هذه المنشورات تحذيرا فعالا للمدنيين؛ بل تقدم بدلا من ذلك دليلا إضافيا على أن إسرائيل تهدف إلى تهجير المدنيين في شمال غزة قسرا".

وتابعت: "وقد ترقى هذه التهديدات أيضا إلى مستوى جريمة الحرب المتمثلة في العقاب الجماعي؛ بسبب تحميلها (إسرائيل) مئات الآلاف من المدنيين المسؤولية عن أفعال لم يرتكبوها".

وتحت قصف وتهديدات الجيش الإسرائيلي نزح بالفعل نحو 1.4 مليون فلسطيني من أصل 2.3 مليون نسمة هم سكان غزة، الذين يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

وجددت العفو الدولية دعوتها إلى "إلغاء أوامر الإخلاء القسري فورا"، وكذلك "إلغاء جميع الشروط المفروضة على توزيع المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، والسماح بدخول المساعدات، بما في ذلك الوقود، إلى غزة بكميات كافية لتلبية الاحتياجات الماسة للسكان المدنيين".

ومنذ بدء الحرب، تقطع إسرائيل عن سكان غزة إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وانهيار المنظومة الصحية في القطاع المحاصر.

وحتى مساء الأربعاء، قتلت إسرائيل 6546 فلسطينيا في غزة، بينهم 2704 أطفال و1584 سيدة و295 مسنا، وأصابت 17439 شخصا، بالإضافة إلى أكثر من 1600 مفقود تحت الأنقاض، وفقا لسلطات غزة.

فيما قتلت "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، بحسب وزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما يزيد على 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب عالية، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.