تتواصل الدعوات من دول عربية، إلى وقف التصعيد بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وضبط النفس، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك، وسط اتصالات وجهود مصرية أردنية للدفع نحو التهدئة.
جاء ذلك في بيانات صادرة عن وزارات الخارجية في كل من السعودية والإمارات وقطر وسلطنة عمان والبحرين ومصر والأردن والعراق والجزائر والمغرب ولبنان وليبيا واليمن، بجانب بيانات من مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والتعاون الإسلامي والأزهر الشريف.
وجاءت تلك المواقف العربية مع اندلاع اشتباكات فلسطينية إسرائيلية غير مسبوقة انطلقت صباح السبت، وتزامنا مع إدانات فلسطينية رسمية متواصلة للانتهاكات الإسرائيلية.
دعوة لوقف فوري للتصعيد
ودعت وزارة الخارجية السعودية، إلى "الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين وحماية المدنيين وضبط النفس"، مجددة "دعوة المجتمع الدولي لتفعيل عملية سلمية ذات مصداقية تفضي إلى حل الدولتين".
كما دعت الإمارات العربية المتحدة، في بيان للخارجية إلى "ضرورة وقف التصعيد، والوقف الفوري لإطلاق النار والحفاظ على أرواح المدنيين"، وحثت المجتمع الدولي لدفع جهود تحقيق السلام، مقدمة "خالص التعازي لجميع الضحايا الذين سقطوا جراء أعمال القتال الأخيرة".
وفي بيان جديد، الأحد، دعت الوزارة إلى حماية المدنيين وشددت على أن الأولوية العاجلة هي إنهاء العنف وحماية المدنيين.
وشددت الوزارة على أن الهجمات التي تشنها حركة حماس ضد المدن والقرى الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، بما في ذلك إطلاق آلاف الصواريخ على التجمعات السكانية، تشكل تصعيدًا خطيرا وجسيما.
وأعربت الوزارة عن استيائها الشديد إزاء التقارير التي تفيد باختطاف مدنيين إسرائيليين من منازلهم كرهائن، وأكدت على ضرورة أن ينعم المدنيون من كلا الجانبين بالحماية الكاملة بموجب القانون الإنساني الدولي، وضرورة ألا يكونوا هدفًا للصراع.
** تحذير من إشعال "نار حرب جديدة"
في سياق متصل، دعت قطر في بيان للخارجية، "جميع الأطراف إلى وقف التصعيد، والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس"، وحملت "إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري"، داعية إلى "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها السافرة".
وقالت سلطنة عمان، في بيان للخارجية، إن هذا التصعيد "نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي اللامشروع للأراضي الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، ويُنذر بتداعيات خطيرة"، داعية الطرفين إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وضرورة حماية المدنيين".
وقالت البحرين، في بيان للخارجية، إن "المملكة تتابع بقلق تطورات الأوضاع في قطاع غزة"، داعية "جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتهدئة والوقف الفوري للتصعيد حفاظا على الأرواح والممتلكات".
** اتصالات دولية وتحذيرات
وحذرت مصر، في بيان للخارجية، من التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي، ودعت المجتمع الدولي إلى "حث إسرائيل على وقف الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني"، معلنة إجراء اتصالات دولية لوقف التصعيد.
وأكدت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، "ضرورة وقف التصعيد الخطير في غزة ومحيطها"، محذرة من "الانعكاسات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يهدد بتفجر الأوضاع بشكل أكبر".
ودعا متحدث الحكومة العراقية باسم العوادي، في بيان، الجامعة العربية إلى "الانعقاد بصورة عاجلة لبحث تطورات الأوضاع في فلسطين"، مؤكدا "دعم بلاده للموقف الفلسطيني ورفض التصعيد داخل أراضيها".
وقالت الجزائر في بيان للخارجية، إنها "تتابع بقلق شديد تطورات الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة التي أودت بحياة العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني الأبرياء الذين سقطوا شهداء"، مطالبة "المجتمع الدولي بحماية الشعب الفلسطيني".
فيما أعرب المغرب في بيان للخارجية، عن "القلق العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة"، وأعرب عن "إدانة استهداف المدنيين من أي جهة كانت"، داعيا إلى العودة للتهدئة.
وقال لبنان في بيان للخارجية، إنه "يتابع باهتمام بالغ التطورات الميدانية الدائرة على أرض فلسطين"، مؤكدا أنها "تأتي كنتيجة مباشرة لاستمرار احتلال إسرائيل للأراضي ولإمعانها اليومي في الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية".
واعتبرت موريتانيا، في بيان للخارجية، أن ما يحدث "نتيجة حتمية لما تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلية من استفزازات مستمرة وانتهاكات منتظمة لحقوق الشعب الفلسطيني ولحرمة المسجد الأقصى المبارك وتماد في التوسع الاستيطاني".
وحملت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، في بيان، "سلطات الاحتلال تبعات ردة فعل المقاومة الفلسطينية على الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى وإيذاء الفلسطينيين والاستيطان".
ودعت الخارجية اليمنية، في بيان، إلى "وضع حد لاستفزازات قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاتها المتكررة على الشعب الفلسطيني ومقدساته".
** مطالبات عربية بوقف التصعيد في غزة
على مستوى المنظمات والهيئات العربية، حمل مجلس التعاون الخليجي، "قوات الاحتلال مسؤولية هذه الأوضاع بسبب استمرار اعتداءاتها الصارخة والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة"، داعيا لوقف التصعيد الفوري.
كما دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في بيان للجامعة، إلى "وقف العمليات العسكرية في غزة بشكل فوري".
وقالت منظمة التعاون الإسلامي إنها "تتابع بقلق بالغ التطورات الميدانية والتصعيد الإسرائيلي الخطير في الأرض الفلسطينية المحتلة"، معربة عن "إدانة العدوان العسكري الإسرائيلي الذي أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني".
كما قال الأزهر الشريف بمصر، في بيان، إنه "يتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة في شهدائنا وشهداء الأمة الإسلامية والعربية؛ شهداء فلسطين الأبية، الذين نالوا الشهادة في سبيل الدفاع عن وطنهم وأمتهم وقضيتنا وقضيتهم"، واصفا ما تفعله إسرائيل ضد الفلسطينيين، بأنه "إرهاب".
وفجر السبت، أعلنت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس" الفلسطينية، بدء عملية عسكرية باسم "طوفان الأقصى" من غزة، "بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
وردا على ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي "إطلاق عملية السيوف الحديدية ضد حماس في قطاع غزة".
وارتفعت حصيلة الهجمات التي نفذتها فصائل فلسطينية على بلدات ومدن إسرائيلية، السبت، إلى 250 قتيلا و1110 جرحى حالات بعضهم خطيرة، بحسب هيئة البث الإسرائيلية (رسمية).
فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مقتل 232 فلسطينيا وإصابة 1697 آخرين، جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ صباح السبت.