زلزال المغرب.. معاناة القرويين اليومية وخوفهم من الغد
- وكالة الأناضول للأنباء, اغرمان
- Sep 14, 2023
لطالما كانت ظروف العيش في إغرمان، القرية النائية الواقعة في الأطلس الكبير، بدائية، لكن "كانت هناك مياه في المنازل" بحسب محمد أوبلاي المقيم في القرية وعمره 28 عاما.
عند تخوم القرية المدمّرة يستخرج سكان المياه من بئر لنقلها على ظهر حمار إلى مخيّم يعيشون فيه منذ أن دمّر الزلزال مناطق جبلية في جنوب المغرب الأسبوع الماضي.
لدى تعبئته حاويات بلاستيكية بالمياه لاستخدامها في غسل الأواني وتحضير الطعام في الهواء الطلق، يعلّق أوبلاي على الأوضاع بعد الزلزال بالقول "عدنا إلى الأيام الخوالي".
وقد سوى الزلزال بالأرض قسما كبيرا من المنازل وألحق اضرارا بالغة بما تبقى، حتى المسجد المبني حديثا وتم تدشينه قبل خمسة أشهر، لم يسلم.
متسلّقا أكوام الأنقاض التي لا تزال تفوح منها روائح الماشية النافقة العالقة تحتها، يستطلع أوبلاي حجم الأزمة التي تواجه القرية.
ويقول إن وزارة الداخلية "وفّرت لنا 72 خيمة، لكنّنا 90 عائلة"، ويضيف "لا يمكننا أن نخزّن المؤن هناك. الأولوية لإيواء النساء والأطفال".
وتقول سعيدة أوشي إنها بصدد تمضية ليلتها الأولى في خيمة بعد خمس ليال أمضتها في الهواء الطلق تحت أشجار الزيتون.
وتضيف "قيل لي إننا قد نتمكن من إضاءة مصباح صغير بوصله بالمنزل الوحيد الذي لا يزال يتغذى بالتيار الكهربائي".
استخدمت أوشي الفراش والوسادات التي وزّعتها جمعيات خيرية لترتيب مساحة للجلوس تتشاركها مع زوجها واثنتين من بناتها وثلاثة أحفاد.
رغم ترحيبها بهامش الراحة الإضافي الذي تستفيد منه، لا تخفي أوشي خشيتها على سلامة أحفادها.
- "بعض من الأسمنت"
وتضيف "نحن خائفون على الأطفال، خائفون عليهم. نحن خائفون من أن يقع عليهم شيء ما، نحن خائفون جدًا".
ودمّر الزلزال مدرسة القرية فبات التلامذة يمضون يومهم خارجا.
وبات مطبخ أوشي يقتصر على مجموعة من الأواني حول موقد حطب تتشاركه مع غيرها من نساء القرية.
الإمدادات الغذائية التي توزّعها جمعيات خيرية محلية تخزّن تحت غطاء يلفحه لهيب الشمس الحارقة.
يبدي مصطفى شامون قلقه من قرب حلول فصل الشتاء الذي يشهد أحيانا تساقطا للثلوج في القرية.
ويأمل شامون بأن تساعد السلطات في إعادة إعمار المنازل قبل تساقط الثلوج.
ويقول الرجل البالغ 25 عاما "لا نمتلك الوسائل للقيام بذلك بأنفسنا".
وهو يمارس على غرار قرويين كثر وظائف عدة في الدار البيضاء، مركز الثقل الاقتصادي في البلاد، لإعالة عائلته.
ويشدّد على عدم وجود أي نية لدى والديه للمغادرة "كما أن السكن في أنحاء أخرى تكلفته باهظة جدا".
بالرغم من كل شيء، لم تفقد أوشي الأمل، وتقول "نريد فقط بعضا من الأسمنت والتراب لإعادة بناء منازلنا بأنفسنا. أريد فقط غرفتي نوم ومطبخا، هذا كل شيء".