قتل 5 أشخاص وجرح 15 آخرون، الأربعاء، جراء تجدد الاشتباكات العنيفة بين حركة "فتح" وفصائل إسلامية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أن "مخيم عين الحلوة شهد مساء اليوم (الأربعاء) مواجهات عنيفة بين حركة فتح والمجموعات الإسلامية، استخدمت فيها مختلف الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية التي طالت أماكن متفرقة من مدينة صيدا".
ولفتت إلى أن المخيم شهد حركة نزوح كبيرة من داخله إلى مدينة صيدا والمناطق المجاورة.
وأفادت الوكالة بأن "الاشتباكات التي ما زالت مستمرة، أسفرت عن سقوط 5 قتلى 3 منهم لحركة فتح، و15 جريحا، ما يرفع العدد الإجمالي منذ اندلاعها ليل الخميس الماضي إلى 12 قتيلا وأكثر من 110 جرحى".
وتعد اشتباكات اليوم بين "فتح" وجماعة مسلحة تطلق على نفسها "الشباب المسلم"، خرقا جديدا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الاثنين، بعد اجتماع عقد بين مسؤولين فلسطينيين وآخرين تابعين للأمن اللبناني.
تأتي هذه التطورات بعد هدوء دام نحو شهر، عقب مواجهات مسلحة نهاية يوليو/ تموز الماضي، أدت حينها إلى مقتل 14 شخصا بينهم قائد قوات الأمن الوطني بالمخيم التابع لحركة "فتح"، العرموشي، و4 من مرافقيه.
وفي اتصال مع وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، قال المسؤول الإعلامي في حركة "فتح" يوسف الزراعي: "تعرضت مواقعنا اليوم لهجوم من قبل القوات الإرهابية ما اضطر عناصرنا للرد عليها" على حد قوله.
وأعلن الزراعي أن "ساعة الصفر بالنسبة لفتح لم تتحدد بعد والحل يكون من خلال عملية لبنانية فلسطينية".
وأضاف: "إننا في حركة فتح وقوى فلسطينية اتفقنا مع الدولة اللبنانية على إعطاء مهلة زمنية لن تكون طويلة من أجل أن يسلم هؤلاء المجرمون أنفسهم"، وفق تعبيره.
وفي السياق، اعتبر القيادي في حركة "حماس" موسى أبو مرزوق، أن "ما يجري في مخيم عين الحلوة الآن هو تدمير للمخيم تحت عنوان محاربة الإرهاب، ولكن بدون نتائج حقيقية تُذكر".
وقال عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر): "حاولنا جاهدين مساعدة من هو في مأزق ولكن التعهدات التي قُطعت لنا بلا معنى"، دون مزيد تفاصيل.
ويعد مخيم عين الحلوة من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى جانب 11 مخيما آخر، حيث يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في البلاد بنحو 300 ألف لاجئ.
ولا يدخل الجيش أو القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات بموجب اتفاقات ضمنية سابقة، تاركين مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم، بينما يفرض الجيش اللبناني إجراءات مشددة حولها.