اتساع دائرة الاشتباكات بين الجيش السوداني و قوات "الدعم السريع"

سيارات ومبان مدمرة ومحترقة في السوق المركزي جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في شمال الخرطوم، 27-4-2023 (صورة: رويترز)

اتسعت دائرة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الاثنين، في العاصمة الخرطوم وعدة مدن في إقليم دارفور غربي السودان.

ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان قولهم إن "اشتباكات عنيفة اندلعت جنوب الخرطوم خاصة في محيط سلاح المدرعات التابع للجيش والأحياء المجاورة له".

وبحسب الشهود، شهدت مدينة بحري شمال الخرطوم، اشتباكات عنيفة بأسلحة ثقيلة وخفيفة، مع تحليق مكثف للطيران الحربي ما أدى لتصاعد ألسنة اللهب والدخان.

وفي أم درمان غرب الخرطوم، سمعت أصوات قصف مدفعي، وتبادل للنيران في الأحياء الطرفية، ما أدى إلى تصاعد ألسنة الدخان.

وأطلق الجيش السوداني قذائف مدفعية شمال مدينة أم درمان تجاه مواقع لقوات الدعم السريع، وفق الشهود.

وقالت مصادر محلية في مدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور، إن المدينة "تشهد أوضاعا كارثية جراء الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع".

وفي الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور، أفاد شهود عيان بأن المدينة ما زالت تشهد حركة نزوح مستمرة للمواطنين إلى خارجها، لاسيما إلى دولة تشاد المجاورة.

كما تشهد نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، جراء نقص خدمات المياه والكهرباء والأدوية منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، وفق مصادر محلية للأناضول.

نائب البرهان: تعدد المبادرات لم يأخذ السودان لإنهاء الحرب

في سياق متصل، قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار، الاثنين، إن تعدد المبادرات الخارجية لإنهاء الأزمة في بلاده "لم يأخذ السودان إلى مربع إنهاء الحرب".

جاء ذلك في لقاء أجراه عقار مع قيادات من الكنائس السودانية، وفق بيان لمجلس السيادة الانتقالي لم يذكر مكان انعقاد الاجتماع.

وذكر عقار أن "تعدد المبادرات لم تأخذ السودان إلى مربع إنهاء الحرب"، مبينا أنه "تم الاتفاق على السعي لتحويل الحرب لأن تكون سببا بتوحيد الوجدان السوداني وتأسيس دولة جديدة يفخر بها السودانيون".

وخلال أول اجتماع للآلية الوزارية المنبثقة عن "قمة القاهرة لدول جوار السودان" انعقد الاثنين في تشاد، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري طرفي النزاع في السودان إلى "وقف إطلاق نار فوري"، مشيرا إلى وجود "ضبابية تامة في مسار العملية السياسية بالبلاد".

وفي 13 يوليو/ تموز، استضافت القاهرة قمة دول جوار السودان لبحث تداعيات الأزمة السودانية المندلعة اشتباكاتها المسلحة بين الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل/ نيسان الماضي.

وفي 15 يونيو/ حزيران، أعلنت الخارجية السودانية، رفضها رئاسة كينيا للجنة المنظمة الحكومية الدولية للتنمية في شرق إفريقيا" إيغاد" المعنية بإنهاء القتال ومعالجة الأزمة في السودان.

كما ترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/ أيار محادثات بين الجيش و"الدعم السريع"، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقع خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.

ووفقا لبيان مجلس السيادة، أشار عقار إلى أن "اللقاء تناول الانتهاكات (خلال الاشتباكات) التي تعرضت لها الكنائس والدمار الذي طالها والتخريب المتعمد لها" لافتا إلى أن "القيادات الكنسية طالبت الحكومة برصد هذه الانتهاكات وتوثيقها".

كما بحث اللقاء "دور المجتمع الكنسي في إنهاء الحرب عبر الاستفادة من علاقات الكنائس السودانية في استقطاب الدعم الإنساني وإيصال المساعدات من المنظمات الدولية ومناقشة آليات توزيعها على السودانيين جميعا دون تمييز " وفق ذات المصدر.

ومنذ منتصف أبريل يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.

ويتبادل الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.