بمناسبة مرور 100 يوم على اعتقال السلطات التونسية رئيس مجلس النواب التونسي المنحل راشد الغنوشي، تقدمت مجموعة من الأكاديميين والشخصيات العامة من العالم الإسلامي بعريضة تطالب بالإفراج عن الشيخ الغنوشي، أحد الآباء المؤسسين للديمقراطية الوليدة في تونس، وجميع السجناء السياسيين التونسيين.
ومما جاء في العريضة، التي حصلت ديلي صباح على نسخة منها، أن تونس "بعد عقد من التقدم الملموس في إرساء نظام حكم ديمقراطي ووضع مؤسسات وآليات لحماية الحقوق والحريات، يتم اليوم تفكيكها حلقة بعد أخرى" منذ "استئثار الرئيس سعيد بجميع السلطات وتماديه في تعميق الأزمات المتعددة يهدد تونس بعواقب وخيمة ونتائج كارثية تتجاوز حدود البلد".
وفي السياق، التقت صحيفة الديلي صباح بالدكتور رفيق عبد السلام، وزير الخارجية السابق وصهر راشد الغنوشي، وأجرت معه حواراً حول أوضاع الديمقراطية في العالم العربي وتونس بخاصة.
حول أهمية هذه العريضة للديمقراطية العربية والربيع العربي، أجاب دكتور رفيق بأن "هذه العريضة تدل على المكانة الفكرية والسياسية التي يتمتع بها الغنوشي ليس في تونس فحسب بل في عموم العالم الإسلامي، وهي تعبر عن حجم التضامن مع الغنوشي والانحياز للتجربة الديمقراطية المغدور بها من الانقلابين. وهي دليل أيضاَ أن الربيع العربي له أنصار ومتضامنين في كل العالم الإسلامي".
واضاف وزير الخارجية التونسي السابق أن هدفهم من العريضة اليوم "هو الضغط على نظام الانقلاب لإطلاق سراح الشيخ راشد الغنوشي والمعتقلين السياسيين، بموازاة النضال السياسي الميداني الذي تقوم به القوى المقاومة للانقلاب وعمل المنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني في تونس".
وفيما إذا كانوا يتوقعون ردة فعل إيجابية، أو ما هي ردة الفعل التي تتوقعونها من الحكومة التونسية؟ قال الدكتور رفيق عبد السلام: "لا نتوقع استجابة من نظام الحكم الذي لا يصغي لأحد ويتمادى في ممارسة القمع ضد معارضيه من كل الاتجاهات، ولكن نحن نعتبر هذه العرائض والبيانات المناصرة جزء من معركتنا ضد الانقلاب والانقلابيين".
وبسؤاله حول الرأي العام في تونس من اعتقال الشيخ الغنوشي؟ وهل هناك أصوات حرة تتحدث عن القضية؟
أكد الدكتور رفيق أن "الرأي العام يكتشف يوما بعد يوم أن قيس سعيد يبيعهم الأوهام، وأن اعتقال الغنوشي لم يحل مشاكلهم اليومية المتفاقمة ولم يوفر لهم الخبز والمواد الغذائية. ولذلك فإن حجم التضامن مع الشيخ الغنوشي والقيادات السياسية المعتقلة يتسع يوما بعد يوم".
ما تعيشه تونس اليوم لا يخرج عن تداعيات ونتائج الربيع العربي الذي انطلقت شرارته من أرضها، وحول الوضع الحالي للديمقراطية التونسية وهل فقدت روح الربيع العربي بشكل لا رجعة فيه؟
قال السيد عبد السلام: "تونس اليوم هي خليط من دكتاتورية فردية متخلفة يريد أن يفرضها سعيد. لكن لا تزال هناك عقول وقلوب تؤمن بالديمقراطية والحرية من ميراث الثورة ما زالت فاعلة في وتحرك المقاومة ضد هذا الانقلاب الأرعن".
وأخيراً، كان لا بد من سؤال الدكتور المقرب من الغنوشي إن كانت لديه رسالة يرغب بتوجيهها إلى الشباب العربي؟
فقال: "الرسالة هي أن يستمروا في تشبثهم بشعلة الحرية والكرامة وألا يجعلهم هذا التراجع والقمع ييأسوا من التغيير، هذه الأوضاع القائمة اليوم لا تمتلك مقومات الاستمرار ولذلك التغيير قادم لا محالة".