الجيش الإسرائيلي يواصل عمليته في جنين وسبعة جرحى في عملية دهس بتل أبيب

وكالة الأنباء الفرنسية
تل ابيب
نشر في 04.07.2023 21:37
رجال يركبون دراجة نارية أمام حريق وسط اشتباكات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة في 4 يوليو 2023 رويترز رجال يركبون دراجة نارية أمام حريق وسط اشتباكات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة في 4 يوليو 2023 (رويترز)

سقط سبعة جرحى دهساً وطعناً في تلّ أبيب اليوم في هجوم نفّذه فلسطيني قبل أن يستشهد على يد السلطات الإسرائيلية، في حين تتواصل في جنين عملية عسكرية إسرائيلية لليوم الثاني على التوالي.

وأشادت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في غزة "بالعملية البطولية والنوعية" التي رأتا فيها ردّ فعل طبيعيًا على "جرائم الاحتلال في جنين" حيث قتل الجيش الاسرائيلي الإثنين عشرة فلسطينيين وأصاب نحو مئة بجروح، عشرون منهم إصاباتهم خطرة، في عملية قال إنّ هدفها "القضاء على السلاح والمسلحين" فيها.

وأكّدت الشرطة الإسرائيلية وفق المعلومات الأولية أنّ "السيارة دهست مشاة في شارع بنحاس روزين"، وأنّ سائقها "ترجّل منها وطعن آخرين بأداة حادّة، ممّا أسفر عن إصابة سبعة أشخاص، ثلاثة منهم في حالة خطيرة".

وقال قائد الشرطة الاسرائيلية يعقوب شبتاي إنّ "المنفّذ الذي جاء من الضفة الغربية تمّت تصفيته" على يد مدني مسلّح.

وجاء الهجوم في وقت تشنّ فيه إسرائيل عملية عسكرية على مدينة جنين ومخيّمها بدأتها فجر الإثنين واستخدمت فيها عربات مدرعة وجرافات عسكرية وتخلّلتها غارات بطائرات مسيّرة.

وتشارك في العملية وحدات النخبة من مختلف قوات الجيش والأمن وحرس الحدود.

والثلاثاء، توفي فلسطيني متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ما يرفع عدد قتلى العملية العسكرية الجارية إلى 11 قتيلاً.

واعتُقل أكثر من 100 فلسطيني كما اضطر الآلاف للنزوح من مخيّم جنين.

وسمعت مراسلة فرانس برس دويّ انفجارات في المخيّم، بينما حلقت طائرة مسيرة فوقه.

وأدانت منظمة "أطباء بلا حدود" إطلاق القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع داخل مستشفى خليل سليمان في جنين، واصفة إياه ب"غير المقبول".

وخلال زيارة إلى قاعدة عسكرية قرب جنين، تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ب "القضاء على اللإرهاب".

وقال "لن نسمح لجنين أن تعود لتكون حاضنة للارهاب".

- حرب مفتوحة

وصباح الثلاثاء بدت مدينة جنين خالية ما عدا من دوريات الجيش.

وأقفلت المحال التجارية وانتشرت بقايا إطارات مشتعلة في أماكن متفرقة، وحلقت الطائرات المسيرة الإسرائيلية في سمائها، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وقال الجيش إن قواته تعمل على تدمير أنفاق تُستخدم لتخزين متفجّرات.

وأضاف في بيان أنّ جنوده عثروا "على غرفتي عمليات تابعتين لمنظمات إرهابية في المنطقة وقاموا بتفكيكهما".

وأضاف أنّ "القوات الإسرائيلية ألقت القبض على 120 فلسطينياً مشتبهاً بهم"، موضحاً أنّ "حوالي 300 مسلّح ما زالوا في جنين، معظمهم مختبئون".

وقال الجيش إنّه "لا ينوي البقاء في جنين، لكنّه مستعدّ لحرب طويلة".

قبل هذه العملية، صعّدت إسرائيل عمليات المداهمة والتوغّل في شمال الضفة الغربية بعد هجمات استهدفت إسرائيليين، كما نفّذ مستوطنون غارات على بلدات فلسطينية عدّة أحرقوا فيها ممتلكات وسيارات ومزروعات.

وتفاقم العنف الإسرائيلي-الفلسطيني منذ العام الماضي، وتصاعد أكثر في ظلّ حكومة بنيامين نتانياهو وحلفائه من اليمين المتطرف.

ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية التصعيد بأنه "حرب مفتوحة على أهالي جنين".

وبحسب نائب محافظ جنين كمال أبو الرب فإنّ "حوالى 3000 شخص غادروا المخيّم حتى الآن".

وأضاف لفرانس برس أنّه يجري اتخاذ الترتيبات لإيواء هؤلاء النازحين في مدارس وملاجئ أخرى في مدينة جنين.

وقال قاسم بني قادر الممرض في مشرحة بمستشفى جنين إنّ "هذا التوغل هو الأسوأ الذي نشهده خلال خمس سنوات".

وفي ردود الفعل الدولية، حضّ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الجيش الإسرائيلي على "ضبط النفس" وحماية المدنيين الفلسطينيين، مع تأكيده في الوقت نفسه على "حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وإدانته الهجمات "الإرهابية" الفلسطينية.

من جانبه، شجب مفوّض حقوق الإنسان في الأمم المتّحدة فولكر تورك دوامة العنف، مشدّداً على "وجوب أن يتوقّف القتل".

وتقول الأمم المتحدة إنّ مخيّم جنين يعاني من "أعلى معدلات البطالة والفقر" مقارنة بمخيمات الضفة الغربية الأخرى، وإنّ العملية العسكرية قطعت إمدادات الماء والكهرباء عن جزء كبير منه.

وارتفعت حصيلة قتلى الهجمات والمواجهات والعمليات العسكرية منذ مطلع كانون الثاني/يناير إلى ما لا يقلّ عن 189 فلسطينياً، و25 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي.

وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون.

ويعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2,9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى نصف مليون يهودي في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وتحتلّ إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.