استشهد 7 فلسطينيين وأصيب 27 آخرون في عملية عسكرية إسرائيلية مستمرة، منذ فجر الاثنين، في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية، فيما استشهد ثامن قرب مدينة البيرة (وسط).
وتحدثت وزارة الصحة الفلسطينية عن "ارتفاع حصيلة شهداء جنين إلى 7، بينهم 3 شهداء نتيجة القصف، فيما تبقى الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود إصابات حرجة".
وفي بيان سابق أشارت الوزارة إلى وجود "27 إصابة بينها 7 في حالة الخطر".
كما أعلنت "استشهاد شاب برصاص الاحتلال في الرأس عند مدخل (مدينة) البيرة الشمالي".
ومنذ فجر الاثنين، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين ومخيمها، استخدم فيها الطائرات المروحية والمسيرات، وقوات برية.
وأعلن جيش الاحتلال تنفيذه عملية عسكرية في المدينة من بين أهدافها غرفة العمليات المشتركة للفصائل ومسلحين فلسطينيين، مشيرا إلى اعتقال 15 فلسطينياً.
ووفق شهود عيان فإن طائرات إسرائيلية واصلت في الساعات الأخيرة قصف أهداف في مخيم جنين، فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من بعض المنازل.
وذكرت وكالة الأناضول، أن طائرات إسرائيلية في ساعة مبكرة من فجر الاثنين قصفت بثلاثة صواريخ على الأقل منزلاً وسط مخيم جنين، ما أدى إلى اشتعال النار فيه.
وبعد عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش ترافقها جرافات عسكرية مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم.
وتشهد سماء جنين ومخيمها تحليقاً مكثفاً لطائرات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت الوكالة، نقلاً عن مراسلها، أن طائرات إسرائيلية قصفت عدداً من الأهداف في جنين فيما بعد، هذا وسمعت أصوات تفجيرات.
واندلعت اشتباكات مسلحة بين مسلحين فلسطينيين وجيش الاحتلال في محيط مخيم جنين.
وأشار شهود عيان إلى أن جيش الاحتلال يحكم السيطرة على مخيم جنين، واستولى على منزل عائلة القيادي في كتائب شهداء الأقصى "زكريا الزبيدي".
وبين الشهود أن جرافات عسكرية شرعت بأعمال تجريف لشوارع محيطة في المخيم، فيما شوهد تحركات لناقلات جند مدرعة في محيط جنين.
حماس: نخوض معركة الدفاع عن جنين موحدين
من جانبها، قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان" نخوض معركة الدفاع عن مخيم جنين موحدين كتفا بكتف، ولن يفلح العدو الصهيوني في كسر إرادتنا ومخيمنا وسيخرج منه مذلولا مكسورا".
وقالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها فجروا عبوات ناسفة في آليات عسكرية، ويخوضون معركة شرسة.
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي في بيان أنه أغار على "بنية تحتية معادية" في منطقة جنين.
وأضاف جيش الاحتلال: "في نشاط مشترك للجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك" تم استهداف مقر قيادة غرفة عمليات موحدة في مخيم جنين".
وأردف: "قامت قوات الأمن بالإغارة على غرفة العمليات الموحدة للفصائل في مخيم جنين وعناصر ما يسمى كتيبة جنين".
وتابع: "لقد شكل المقر أيضاً غرفة استطلاع ومكان لاجتماع مسلحين قبل وبعد نشاطات معادية وكمنطقة تسليح بقطع أسلحة وعبوات ناسفة وكمركز اتصالات وتواصل النشطاء" على حد تعبيره.
وقال جيش الاحتلال: "كما استخدم المقر كمأوى لنشطاء مطلوبين على خلفية تنفيذهم عمليات في الأشهر الأخيرة في المنطقة" وفق تعبيره.
وقالت هيئة البث العبرية إن الجيش الإسرائيلي أطلق على العملية في جنين اسم "بيت وحديقة"، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتلقى تحديثات منتظمة عن العملية.
وذكرت هيئة البث أن "الجيش الإسرائيلي نفذ سلسلة من 3 هجمات من الجو على مواقع في مخيم جنين قبل أن تتقدم القوات البرية".
وأشارت إلى أن فلسطينيين أضرموا النيران في إطارات السيارات وأطلقوا النار على الجيش الإسرائيلي.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول أمني، لم تسمه: "يعتمد استمرار العملية على قدرتنا على تحقيق الأهداف خلال الساعات القليلة القادمة".
بدوره قال مسؤول سياسي إسرائيلي لإذاعة الجيش: "ستستمر العملية طالما كان ذلك ضروريا".
وأضاف المسؤول، الذي لم يكشف عن اسمه: "هذه عملية واسعة النطاق صادق عليها رئيس الوزراء ووزير الدفاع منذ حوالي أسبوع ونصف بالتنسيق مع جهاز الأمن العام "الشاباك" والجيش".
شهيد في رام الله
وفي مدينة رام الله، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد محمد عماد حسنين (21عاماً) برصاص الاحتلال الحي في الرأس، عند مدخل البيرة الشمالي".
وفي وقت سابق قالت الوزارة إن " إصابة حرجة برصاص الاحتلال الحي في الرأس وصلت إلى مجمع فلسطين الطبي من مدخل البيرة ".
الرئاسة الفلسطينية: العملية الإسرائيلية في جنين جريمة حرب
من جانبها، نددت الرئاسة الفلسطينية، بالعملية الإسرائيلية في مدينة جنين.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن "ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل".
وأضاف "شعبنا الفلسطيني لن يركع ولن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء وسيبقى صامدا فوق أرضه في مواجهة هذا العدوان الغاشم، حتى دحر الاحتلال ونيل الحرية".
وقال أبو ردينة إن "الأمن والاستقرار لن يتحقق في المنطقة ما لم يشعر بهما شعبنا الفلسطيني".
وتابع الناطق باسم الرئاسة "كل هذه الجرائم التي ترتكبها حكومة الاحتلال ومستوطنوها الإرهابيون لن تحقق الأمن والاستقرار لهم، ما لم يشعر به شعبنا الفلسطيني".
وطالب المجتمع الدولي بالخروج عن صمته المخجل والتحرك الجدي لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها بحق شعبنا الفلسطيني، ومحاسبتها على كل هذه الجرائم.