المملكة العربية السعودية وإيران تأكدان رغبتهما في ترسيخ المصالحة
- وكالة الأنباء الفرنسية, طهران
- Jun 18, 2023
قطعت المملكة العربية السعودية وإيران شوطا جديدا في المصالحة بزيارة وزير الخارجية السعودي إلى طهران السبت بعد قطيعة طويلة بين القوتين الإقليميتين.
بعد نحو مئة يوم من الإعلان المفاجئ عن استئناف العلاقات الدبلوماسية، أعربت الرياض وطهران عن رغبتهما في أن "تنعكس عودة العلاقة الطبيعية بين البلدين إيجابيا على المنطقة والعالم الإسلامي والعالم أجمع"، وفق ما قال الوزير السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
وبن فرحان هو أول وزير خارجية سعودي يزور طهران منذ زيارة الوزير الراحل الأمير سعود الفيصل عام 2006.
بعد لقائه نظيره حسين أمير عب داللهيان، التقى الوزير السعودي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وقالت وزارة الخارجية السعودية عبر صفحتها على تويتر إن لقاء بن فرحان ورئيسي شهد "استعراض العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات".
من جهته، قال الرئيس الإيراني إنه بالنسبة لبلاده "ليس هناك أي عائق أمام تطوير العلاقات مع الدول الإسلامية"، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وشدّد على أن "المشاكل والاضطرابات الإقليمية يمكن حلها من خلال التعاون والحوار من دون تدخل أجنبي".
وقد دعا الملك سلمان بن عبد العزيز رئيسي إلى زيارة المملكة العربية السعودية قريبا.
ولم يتم الإعلان عن موعد هذه الزيارة التي من المفترض أن تضع اللمسات الأخيرة على عملية المصالحة التي تم إضفاء الطابع الرسمي عليها في 10 آذار/مارس في بكين عبر اتفاق أبرم بوساطة الصين، الفاعل المهم الجديد في الشرق الأوسط.
قطعت المملكة الخليجية علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية عام 2016 بعد هجوم متظاهرين إيرانيين على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.
مذاك، تنامى بين القوتين المتنافستين العداء القائم أصلا منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، ودعمتا معسكرات متنافسة في سوريا ولبنان واليمن.
- احترام "السيادة"
شدّد الوزير السعودي على أن العلاقات الثنائية الآن تقوم على "أساس واضح من الاحترام الكامل والمتبادل للاستقلال والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وأضاف أن التعاون بين الرياض وطهران مهم "في ما يتعلق بالأمن الإقليمي لاسيما أمن الملاحة البحرية والممرات المائية"، إذ يطل البلدان على الخليج الذي يمر عبره قسم كبير من صادرات النفط العالمية.
بدوره، أكد أمير عبد اللهيان أن "الأمن الإقليمي لا يمكن ضمانه إلا من الفاعلين الإقليميين"، في إشارة إلى رغبة طهران في إنهاء الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.
وكانت واشنطن أعلنت في أيار/مايو تعزيز وجودها الإقليمي بسبب تزايد الحوادث في مياه الخليج، لا سيما احتجاز القوات الإيرانية ناقلات نفط.
بموجب المصالحة، أعادت إيران فتح سفارتها في الرياض في 6 حزيران/يونيو وعيّنت الدبلوماسي علي رضا عنياتي، نائب وزير الخارجية حتى ذلك الحين، سفيرا لها.
وتأخرت إعادة فتح السفارة السعودية في طهران بسبب سوء حالة المبنى الذي تضرر جراء هجوم المتظاهرين عام 2016. وسيتم تشغيلها مرة أخرى "قريبا"، وفق ما أشار فيصل بن فرحان من دون إعلان موعد محدد.
وبانتظار الانتهاء من الأشغال، سيعمل الدبلوماسيون السعوديون في أماكن آمنة في فندق فخم في طهران، بحسب تقارير إعلامية.
أعقبت المصالحة الإيرانية-السعودية سلسلة من التغييرات في المشهد الدبلوماسي في الشرق الأوسط، فقد أعادت المملكة العربية السعودية علاقاتها مع سوريا التي استأنفت نشاطها الكامل في جامعة الدول العربية.
كما كثّفت الرياض جهود السلام في اليمن حيث تقود تحالفا عسكريا يدعم الحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين القريبين من إيران.
في الوقت نفسه، بدأت إيران عملية تطبيع مع الدول العربية الأخرى التي كانت على خلاف معها، ومن المتوقع أن تعيد علاقاتها قريبا مع البحرين ومصر.