للمرة 12.. اللبنانيون لا يتفقون على انتخاب رئيس يضع حداً لفراغ السلطة
- وكالة الأنباء الفرنسية, إسطنبول
- Jun 14, 2023
للمرة الثانية عشرة يفشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس للجمهورية وسط فراغ مستمر منذ سبعة أشهر.
وانتهت الجلسة الثانية عشرة لمحاولة اختيار رئيس بعد انسحاب نواب "التيار الوطني الحر" الذي يقوده جبران باسيل وحركة حزب الله بعد الجولة الأولى من التصويت، لعدم اكتمال النصاب القانوني.
وجاء مرشح حزب الله، سليمان فرنجية، سليل عائلة سياسية مقربة من عائلة النظام السوري، خلف منافسه الرئيسي جهاد أزعور، وزير المالية السابق والمسؤول البارز في صندوق النقد الدولي، في الجولة الأولى من التصويت.
وحصل أزعور، المدعوم من التكتل المعارض لحزب الله وبعض حلفائه، على 59 صوتا مقابل 51 لفرنجية، بينما أدلى عدد من النواب الباقين - 18 نائبا - بأوراق اقتراع فارغة أو اعترضوا على التصويت أو صوتوا لمرشحي الأقليات. برغم ذلك، فشل أزعور في الحصول على أغلبية الثلثين اللازمة للفوز في الجولة الأولى.
وجاء الاجتماع بعد فشل 11 جلسة سابقة لمجلس النواب - آخرها في يناير/ كانون ثان - في انتخاب بديل للرئيس ميشال عون، حليف حزب الله، الذي انتهت ولايته في أكتوبر/ تشرين أول.
ويحظى أزعور بدعم أكبر الأحزاب السياسية المسيحية في البلاد، التيار الوطني الحر، المتحالف مع حزب الله منذ عام 2006، وحزب القوات اللبنانية المعارض لحزب الله.
وبموجب اتفاق تقاسم السلطة المعقد في لبنان، يجب أن يكون رئيس البلاد مسيحيا مارونيا ورئيس مجلس النواب مسلما شيعياً ورئيس الوزراء سنيا.
كما يحظى أزعور بدعم غالبية النواب الدروز وبعض المسلمين السنة، بينما يدعم الأعضاء الشيعة فرنجية بأغلبية ساحقة.
ستكون المهمة الأبرز للرئيس الجديد هي انتشال الدولة التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة، بينهم أكثر من مليون لاجئ سوري، من أزمة اقتصادية غير مسبوقة بدأت في أكتوبر/ تشرين أول 2019.
ويرجع الخبراء الأزمة الاقتصادية في لبنان إلى عقود من الفساد وسوء الإدارة من جانب الطبقة السياسية التي حكمت لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-90).
ينظر إلى إبرام صفقة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي - الذي يعمل به أزعور حاليا - على أنه مفتاح انتعاش لبنان اقتصاديا.
وأصبح أزعور في إجازة من منصبه كمدير إقليمي للمنظمة فور إعلان ترشحه.
واتهم أنصار أزعور حزب الله وحلفاءه بعرقلة العملية الديمقراطية.
وقال فادي كرم، النائب عن القوات اللبنانية "هذه الجماعة لا تؤمن بالديمقراطية". وقال النائب المستقل وضاح صادق إنه "لا يمكن لأحد أن يسمي مرشحا ويقول إما هو أو لا أحد غيره".
غالبا ما ينتقد حزب الله المرشحين المعارضين بأنهم دعاة للانقسام و"صداميون"، على الرغم من تأكيد أزعور أنه سيعمل على الجمع بين الجماعات السياسية المتنافسة وإنهاء الأزمة الاقتصادية.
وقال صادق "من أفضل من جهاد أزعور لإبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي يمكن أن يساعدنا في ضمان استثمارات دولية".
وزعم النائب عن حزب الله، حسين الحاج حسن، أن أزعور ومن حوله ليس لديهم برنامج سياسي، ودعا إلى "حوار وطني حقيقي بعيدا عن المزايدات والترهيب".
وقال فرنجية في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنه لم يفرض نفسه بل سعى إلى "إجماع وطني أو أغلبية".
لا يدعم كل النواب المعارضين لحزب الله ترشيح أزعور، ويرى البعض أنه يمثل أحزابا طائفية. فيرى إبراهيم منيمنة إن الأمر الوحيد الذي ترشح عليه العديد من النواب مثله هو برامج مناهضة للمؤسسة ولفرنجية.
ويقول النائب المستقل ميشيل الدويهي إن أزعور لم يكن الخيار الأول لمعظم المستقلين، لكن ترشيحه "هو فن التسوية في أفضل حالاتها".
ولم يتم تحديد موعد للمحاولة الثالثة عشرة لانتخاب رئيس.