إحياء للذكرى السنوية الـ 75 للنكبة، أطلق مسؤولون فلسطينيون، الاثنين، فعاليات في مؤتمر صحفي في مدينة رام الله.
وفي المؤتمر الصحفي، عقد بجوار ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إن الشعب الفلسطيني يحيي "ذكرى بداية مأساة يعيشها شعبنا منذ 75 عاما".
وأضاف اشتية، إن "العالم لم يُهمّش مأساة الشعب الفلسطيني فقط بل قدم كل الدعم لقيام إسرائيل وتبنى روايتها".
وتابع أن "إسرائيل أقيمت على أنقاض 530 قرية فلسطينية هدمت، وارتكبت عصاباتها أكثر من 50 مجزرة راح ضحيتها 15 ألف شهيد من العزل".
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف فقال إن "100 ألف فلسطيني استشهدوا ومليون فلسطيني اعتقلوا منذ النكبة".
وأضاف: "اليوم يؤكد الشعب الفلسطيني أن حقه المقدس في العودة لن يسقط بالتقادم".
أما أحمد أبو هولي، رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو لجنتها التنفيذية فقال إن الشعب "لن يرفع الراية البيضاء، ويثبت بعد 75 عاما أن الحروب لن تثنيه عن تمسكه بحق العودة".
وأعلن أبو هولي انطلاق المسيرة الجماهيرية وسط رام الله بمشاركة "مواطنين من المحافظات والمدن والقرى والمخيمات، لترفع علم فلسطين في يد ومفتاح العودة في اليد الأخرى".
وفي كلمة خلال المهرجان بعد المؤتمر الصحفي، قال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول إن "الشعب الفلسطيني يعيش الألم منذ 75 عاما".
وأضاف: "نحيي ذكرى النكبة من أجل تصويبها ومن أجل إنهاء آثارها، ومن أجل إفشال مقولة أن الكبار يموتون والصغار ينسون، ونعيد تسليط الضوء على الحقيقية".
وأشار إلى أن اللجنة المركزية لحركة فتح قررت في اجتماعها منذ أيام أن "الوحدة الوطنية ستكون أولوية في بحثنا ومتابعتنا وإعادة إحياء كل الجهود من أجل ذلك" .
وتابع: "لا يجوز أن نسمح للاحتلال أن يستفرد بفصيل أو مدينة أو غيرهما".
على الصعيد نفسه، اعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية، في كلمة له بمستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة في مدينة رام الله، أن الفلسطينيين تعرضوا "لأكبر مذبحة ومظلمة وأكبر عملية سرقة".
وطالب اشتية، بتوحيد القوى الفلسطينية لمواجهة الاستعمار والاستيطان.
وقال إن "الأمم المتحدة سبق وأنشأت قاعدة بيانات لممتلكات اللاجئين الفلسطينيين توضح بالتفصيل نزع الملكية الذي عانى منه الشعب الفلسطيني، وتوثق أملاك كل إنسان فلسطيني".
وزاد: "النكبة جريمة ممتدة على مدار 75 عاماً، ولا يزال شعبنا يدفع من دمه ولحمه الحي فاتورة العدوان".
كما دعا اشتية، الدول والحكومات والهيئات والمحاكم الدولية إلى "وقف استثناء إسرائيل من نفاذ القانون الدولي والإنساني".
وشهدت مختلف محافظات الضفة الغربية وقفات ومسيرات وفعاليات جماهيرية إحياء لذكرى النكبة، في وقت علقت فيه المؤسسات الرسمية دوام موظفيها عن انتصاف النهار لإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في تلك الفعاليات.
وعند الساعة الواحدة تماما بتوقيت فلسطين (10:00 تغ) أطلقت صافرات الإنذار لمدة 75 ثانية (بعدد سنوات النكبة) وتوقفت الحركة طوال فترة إطلاق الصافرات.
ولأول مرة تحيي الأمم المتحدة في أروقتها بمدينة نيويورك، الاثنين، ذكرى نكبة فلسطين عام 1948 وذلك بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويُطلق مصطلح "النكبة" على عملية تهجير الفلسطينيين من أراضيهم عام 1948 على يد "عصابات صهيونية مسلحة"، وهو العام الذي شهد تأسيس إسرائيل، ويحيي الفلسطينيون الذكرى بفعاليات مختلفة في 15 أيار من كل عام.
ووفق بيان للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطينية، نشره الأحد، فإن عدد الفلسطينيين تضاعف نحو عشر مرات منذ النكبة عام 1948، ويُقدر اليوم بحوالي 14 مليونا و300 ألف، بينهم حوالي 6 ملايين و400 ألف لاجئ.