أعلنت قناة تلفزيونية مصرية تديرها الدولة أن مصر توسطت في وقف إطلاق النار.
ولكن بعد وقت قصير من الإعلان، تم إطلاق المزيد من الصواريخ باتجاه إسرائيل ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الهدنة ستدخل حيز التنفيذ أم لا.
مع إطلاق الصواريخ دوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء جنوب إسرائيل، حتى منطقة تل أبيب، على البحر المتوسط، على بعد 80 كيلومترا.
كان السكان يستعدون للهجوم منذ تنفيذ إسرائيل أولى غاراتها الجوية صباح الثلاثاء.
ولم ترد تقارير فورية عن وقوع أضرار أو إصابات.
وهذا أعنف قتال بين الجانبين منذ شهور، ما دفع المنطقة إلى الاقتراب من حرب شاملة. لكن في مؤشرات على أن الجانبين يحاولان التحلي بضبط النفس، تجنبت إسرائيل شن هجمات على حركة حماس مستهدفة فقط حركة الجهاد الإسلامي الأصغر والأكثر تشددا. في غضون ذلك، بدا أن حماس ظلت على الهامش.
وقالت قناة إكسترا نيوز التلفزيونية المصرية، التي تربطها علاقات وثيقة بأجهزة الأمن المصرية، في وقت متأخر الأربعاء ، إنها توسطت في وقف إطلاق النار.
وكثيرا ما توسطت المخابرات المصرية بين إسرائيل والنشطاء الفلسطينيين في غزة وتوسطت في وقف إطلاق النار في السابق.
وأكد مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية أن مصر تحاول تسهيل وقف إطلاق النار.
وأضافوا أن إسرائيل ستقيم الوضع على أساس الإجراءات على الأرض، وليس التصريحات.
تحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم يناقشون قضايا دبلوماسية وراء الكواليس.
لم يصدر تعليق فوري من حركة الجهاد الإسلامي المتورطة في القتال الأخير.
بينما كانت الصواريخ تتطاير في السماء، عرضت قنوات التلفزيون الإسرائيلية لقطات لأنظمة الدفاع الجوي وهي تعترض صواريخ فوق سماء تل أبيب.
في ضاحية رمات غان في تل أبيب، كان الناس يستقلون ووجوههم في الأرض أثناء اختبائهم من إحدى الهجمات.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نظام دفاع جوي جديدا يعرف باسم مقلاع ديفيد اعترض صاروخا للمرة الأولى.
يهدف النظام، الذي تم تطويره بالتعاون مع الولايات المتحدة، إلى اعتراض التهديدات متوسطة المدى وهو جزء من دفاع جوي متعدد الطبقات يتضمن أيضًا نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ المعروف.
في خطوة قد تزيد التوترات، قالت الشرطة الإسرائيلية إنها ستسمح بإقامة استعراض قومي يهودي متطرف الأسبوع المقبل.
من المقرر أن تنطلق المسيرة، التي تهدف للاحتفال باستيلاء إسرائيل على القدس الشرقية والأماكن المقدسة اليهودية فيها، في قلب الحي الإسلامي في المدينة القديمة وهو ما يؤدي إلى احتكاكات مع السكان الفلسطينيين المحليين.
مع استمرار إطلاق صفارات الإنذار، قال الجيش إن ما لا يقل عن 270 صاروخا أطلقت من غزة، بينها أكثر من 200 صاروخ عبرت الحدود، بينما تحطم أكثر من 3 صواريخ داخل إسرائيل.
وقال عمال إنقاذ إسرائيليون إن شخصين أصيبا أثناء فرارهما بحثا عن مأوى، وقال مسؤولون محليون إن منزلا خاليا في مستوطنة سديروت الجنوبية تعرض للقصف.
قال الجيش إن المدارس ستظل مغلقة وستبقى القيود على التجمعات الكبيرة سارية في جنوب إسرائيل حتى الجمعة على أقل تقدير.
وطوال اليوم، قصفت الطائرات الإسرائيلية أهدافا في غزة لليوم الثاني على التوالي، ما أسفر عن مقتل 5 فلسطينيين على الأقل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته الحربية استهدفت 40 قاذفة صواريخ في أنحاء القطاع.
قتلت فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 10 سنوات، تدعى ليان مدوخ، في انفجار في منزلها في مدينة غزة في ظروف غامضة الأربعاء. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور على وفاتها.
واليوم الأربعاء أيضًا، قال الجيش إن غارة جوية استهدفت ناشطين كانوا يسافرون إلى موقع لإطلاق الصواريخ في جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل شخصين، وفقًا لمسعفين.
بعد ساعات قليلة، قتلت غارة جوية أخرى فلسطينيا في شمال غزة واثنين من الفلسطينيين في مدينة رفح الجنوبية.
وأعلنت الجماعة اليسارية العلمانية المعروفة باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن أربعة من القتلى كانوا من النشطاء.
وذكرت إسرائيل أنها تحاول تجنب المواجهة مع حماس، وحصر المواجهة مع حركة الجهاد الإسلامي.
لكن حماس أعربت عن تضامنها مع نظيرتها الأصغر، وغالبا ما تنسق الجماعتان الهجمات.
جاءت الغارات بعد يوم من سلسلة هجمات دامية استهدفت قادة مسلحين فلسطينيين. وقتلت غارات يوم الثلاثاء ثلاثة من قيادات الجهاد الإسلامي و10 مدنيين على الأقل معظمهم من النساء والأطفال. وتعهد مسلحون فلسطينيون بالرد بينما قالت إسرائيل إنها تستعد لمزيد من تصعيد الأعمال العدائية.
وذكر الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه قصف بنية تحتية لحركة الجهاد الإسلامي في الجيب الساحلي. وأضاف أن غارة جوية استهدفت مسلحين مسافرين إلى موقع إطلاق صواريخ في قطاع غزة الجنوبي.
في وقت لاحق، قال الجيش إن طائرات حربية قصفت مواقع يشتبه بإطلاقها للصواريخ وقذائف المورتر.
وقال مسعفون إن الهجوم قتل رجلا وأصاب آخر بشكل خطيرة. ولم يتسن تأكيد ما اذا كانا يتبعان اي جماعة مسلحة.
في وقت لاحق من الأربعاء، قتلت غارة جوية أخرى فلسطينيا في شمال غزة واثنين من الفلسطينيين في مدينة رفح الجنوبية.
لم يتضح بعد ما إذا كان الفلسطينيان اللذان قُتلا في غارة جوية منفصلة في وقت متأخر من الثلاثاء من النشطاء أو المدنيين. وزعمت إسرائيل أن الرجلين كانا يستعدون لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات.
ووجه الجيش الإسرائيلي سكان جنوب إسرائيل بالبقاء قرب ملاجئ القصف، ومازالت المدارس مغلقة لليوم الثاني كإجراء احترازي من هجمات الصواريخ التي تشنها جماعات فلسطينية مسلحة في غزة.
تقول إسرائيل إن الهجمات رد على وابل من الصواريخ أطلقته الجهاد الإسلامي الأسبوع الماضي ردا على وفاة أحد أعضائها أثناء إضرابه عن الطعام في سجون إسرائيلية.
وتضيف أنها تحاول تجنب الصراع مع حماس، الجماعة المسلحة الأكثر نفوذا وتحكم غزة، وتحاول تقييد القتال فقط مع الجهاد الإسلامي.
وقال الأدميرال داني هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "تهدف أفعالنا إلى منع المزيد من التصعيد.. إسرائيل ليست معنية بالحرب".
من جانبها، أعربت حماس عن تضامنها مع نظيرتها الصغرى، وعادة ما تنسق الجماعتان مع بعضهما البعض.
في وقت سابق يوم الأربعاء، قال الجيش إن مسلحين فلسطينيين اثنين فتحا النار على القوات في بلدة قباطية الفلسطينية في شمال الضفة الغربية خلال غارة للجيش. ورد الجنود بإطلاق النار وقتلوا الرجلين وصادروا أسلحتهما النارية، على حد قوله.
من جانبها ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن القتيلين هما أحمد عساف (19 عاما) وراني قطنات (24 عاما).
واعلنت حركة الجهاد الإسلامي المسلحة لاحقا أن الرجلين من أعضائها.
تشن إسرائيل مداهمات شبه يومية منذ أكثر من عام لاعتقال من يشتبه بأنهم نشطاء فلسطينيين، بينهم العديدون من حركة الجهاد الإسلامي. وكانت مدينة جنين في شمال الضفة الغربية ومحيطها هدفا متكررا لمثل هذه المداهمات حيث برزت كمركز لنشاط المسلحين الفلسطينيين.
وتقول إسرائيل إن المداهمات في الضفة الغربية تهدف إلى تفكيك شبكات النشطاء وإحباط أي هجمات مستقبلية.