قصف جوي مجهول المصدر يحيد مهرب مخدرات بارز في جنوب سوريا

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 08.05.2023 17:49
آخر تحديث في 08.05.2023 17:50
دمشق. 2018 رويترز دمشق. 2018 (رويترز)

استهدفت غارتان جويتان مجهولتا المصدر جنوب سوريا في ساعة مبكرة من صباح الإثنين أحد أخطر تجار المخدرات في سوريا، حسبما أفادت مصادر مختلفة.

يأتي الهجوم النادر بعد أيام من تحذير الأردن باللجوء إلى القوة داخل سوريا للقضاء على تهريب المخدرات إلى أراضيه ومن هناك إلى دول الخليج.

كما يأتي أيضا بعد قرار الحكومات العربية بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها لقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي تحولت في النهاية إلى حرب أهلية.

بينما تعيد الحكومات العربية إحياء العلاقات تدريجياً مع دمشق، تعد صناعة المخدرات غير المشروعة في سوريا- التي ازدهرت خلال الصراع المستمر وخاصة الكبتاغون غير القانوني- أحد الموضوعات الرئيسية للمناقشة.

تشير تقديرات الحكومات الغربية إلى أن مخدر الكبتاغون حقق عائدات بمليارات الدولارات لبشار الأسد وشركائه السوريين وحلفائه.

أصابت الضربة الأولى منزلا في قرية الشعب السورية بمحافظة السويداء قرب الحدود الأردنية، ما أسفر عن مقتل مرعي الرمثان وزوجته وستة أطفال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا.

أفاد المرصد ومحطة (شام إف إم) الإذاعية بوقوع ضربة أخرى في محافظة درعا الجنوبية أصابت مبنى. وقال المرصد إن المبنى يضم مصنعا للأدوية.

قال أحمد المسالمة، المعارض الذي يغطي التطورات في جنوب سوريا، إن إحدى الغارات قتلت الرمثان وعائلته في محافظة السويداء، فيما أصابت الأخرى مصنعا في محافظة درعا تستخدمها الجماعات المدعومة من إيران لإنتاج وتخزين المخدرات قبل تهريبها إلى الأردن. وأوضح أن الغارات وقعت قبل فجر الاثنين، مما أدى إلى اشتعال حريق في مصنع إنتاج المخدرات في محافظة درعا.

لم تذكر المحطة الإذاعية الموالية للنظام السوري أي تفاصيل أخرى. ولم يصدر تعليق فوري من السلطات الأردنية أو السورية.

قال نشطاء والمرصد إنهم يعتقدون أن الأردن وراء الغارة الجوية، لأن منتِج الكبتاغون من بين أكثر المطلوبين من السلطات الأردنية لتسهيل تهريب المخدرات عبر الحدود بدعم من ميليشيا صغيرة.

وأشاروا أيضا إلى أنه مقرب من فصائل مرتبطة بالأسد وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.

تداولت وسائل الإعلام الأردنية أخبار الغارة الجوية، لكنها نقلت عن وسائل الإعلام السورية فقط، وأضافت أن الرمثان مطلوب من قبل السلطات الأردنية.

قال وزير الخارجية الأردني في مؤتمر صحفي عقده اليوم الإثنين عقب اجتماعه مع نظيره الهولندي إن سوريا التزمت بالتعاون مع الدول العربية في مجال مكافحة تهريب المخدرات خلال محادثات الأسبوع الماضي في عمان، وأنه سيتصل بنظيره في دمشق "لترجمة هذا الاتفاق إلى آلية واضحة ".

قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي "كلما اتخذنا أي خطوات لحماية أمننا القومي ومواجهة أي تهديدات تجاهه، فإننا نعلن ذلك في الوقت المناسب. عندما يتعلق الأمر بقضية المخدرات، كما قلنا من قبل، فإن زيادة معدلات تهريب المخدرات تشكل تهديدا كبيرا للمملكة والمنطقة والعالم".

حذر الصفدي الأسبوع الماضي من أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استمر تهريب المخدرات من سوريا.

وقال في حوار مع شبكة سي إن إن الأسبوع الماضي: "نحن لا نتعامل مع تهديد تهريب المخدرات باستخفاف. إذا لم نشهد إجراءات فعالة للحد من هذا التهديد، فسنقوم بما يلزم لمواجهة هذا التهديد، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا للقضاء على هذا التهديد بالغ الخطورة".

وأضاف "بالنسبة لنا، ينبغي إنهاء هذه الأزمة لأننا عانينا بشدة من عواقبها".

قال المسالمة، الناشط المعارض: "يعتقد أن الغارات نفذتها طائرات حربية أردنية بعد تهديدات وزير الخارجية".

حذر الأردن مرارا من عمليات تهريب المخدرات على حدوده مع سوريا، حيث يشتبك جنوده أحيانا في تبادل لإطلاق النار مع عصابات المخدرات التي تحاول اختراق جنوب سوريا.

في السنوات الأخيرة، اكتشفت السلطات الأردنية الملايين من حبوب الكبتاغون المهربة، التي تم إرسال العديد منها إلى دول الخليج الغنية بالنفط.

أصبحت كل من سوريا ولبنان المجاورة بمثابة بوابات للمخدرات إلى الشرق الأوسط، وخاصة إلى الخليج.

في مارس / آذار، فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عقوبات على أربعة سوريين ولبنانيين اثنين متورطين في تصنيع وتجارة الكبتاغون.

من بين هؤلاء الستة أبناء عمومة رئيس النظام السوري وزعماء عصابات مخدرات لبنانيون معروفون.

بعد أسابيع، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على العديد من السوريين، بمن فيهم أفراد من عائلة الأسد، وألقى باللوم عليهم في إنتاج المخدرات والاتجار بها، ولا سيما الكبتاغون.