الرئيس الإيراني يصل دمشق في زيارة يغلب عليها الطابع الاقتصادي
- ديلي صباح ووكالات, دمشق
- May 03, 2023
وصل الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي إلى دمشق في زيارة رسمية هي الأولى لمسؤول إيراني في هذا المنصب إلى الدولة التي قدّمت طهران دعماً كبيراً عسكريا واقتصاديا منذ اندلاع الثورة ضد نظام الأسد عام 2011.
ووصل رئيسي صباح الأربعاء إلى دمشق على رأس وفد وزاري سياسي واقتصادي رفيع في زيارة تستمر يومين تتخللها "مباحثات سياسية واقتصادية موسعة" وتوقيع عدد من الاتفاقيات، وفق ما أوردت وكالة أنباء النظام السوري (سانا).
ويضمّ الوفد الإيراني كلاً من وزراء الخارجية والطرق وبناء المدن والدفاع والنفط والاتصالات.
وقبل مغادرته إلى سوريا، قال رئيسي إن زيارته تأتي في سياق "تعزيز وتقوية العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية"، مضيفاً "بات واضحاً للجميع اليوم أن سوريا وحكومتها الشرعية يجب أن تمارس السيادة على كامل الأراضي السورية"، حسب أقواله.
وكان المتحدّث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي قال في طهران الثلاثاء إنّ الزيارة تأتي تلبية لدعوة من الأسد وترتدي "أهمية استراتيجية" للبلدين وأن هدفها "اقتصادي".
ورُفعت الأعلام الإيرانية في دمشق على أعمدة الإضاءة على طريق المطار وآخر يؤدي إلى منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة. كما عُلقت صور للرئيسين الإيراني والسوري كتب عليها "أهلاً وسهلاً" باللغتين العربية والفارسية.
وأزيلت قبل أيام حواجز حديدية واسمنتية ضخمة أقيمت حول السفارة الإيرانية في دمشق منذ سنوات النزاع الأولى، حسب مراسل وكالة فرانس برس.
وتأتي زيارة رئيسي في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في آذار/مارس استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة على خلفية ملفات عدة بينها الصراع السوري، بينما يسجّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ العام 2011.
وإلى جانب لقاءاته السياسية وتوقيع اتفاقيات ثنائية في مجالات عدّة، يعتزم رئيسي زيارة مقامات دينية في ضواحي دمشق.
والزيارة هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً برغم الدعم الكبير، الاقتصادي والسياسي والعسكري الذي قدّمته طهران لدمشق ما ساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح النظام.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في طهران الإثنين إنّ "سوريا دخلت مرحلة إعادة الإعمار، والجمهورية الإسلامية في إيران (...) جاهزة لتكون مع الحكومة السورية في هذه المرحلة أيضاً"، كما كانت إلى جانبها "في القتال ضد الإرهاب" واعتبره "مثالاً ناجحاً على التعاون بين الدولتين".
ومنذ بدء الثورة الشعبية، أرسلت طهران مستشارين عسكريين لمساندة جيش النظام السوري كما استقدمت مجموعات من جنسيات أخرى موالية لإيران على رأسها حزب الله.
وتُستهدف المجموعات الموالية لطهران غالباً بضربات إسرائيلية منذ سنوات، فيما تكرّر إسرائيل، العدوّ اللدود لإيران، أنّها لن تسمح للأخيرة بترسيخ وجودها على مقربة منها.
- من السياسة الى الاقتصاد
وأوردت صحيفة "الوطن" أنّ الزيارة ستتضمن "توقيع عدد كبير من اتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تشمل مختلف أوجه التعاون، لا سيّما في مجالات الطاقة والكهرباء".
وأضافت أنّه ستجري على هامش الزيارة "مفاوضات حول خط ائتماني إيراني جديد لسوريا، يتمّ استثماره في قطاع الكهرباء" المتداعي، إذ تتجاوز ساعات التقنين الكهربائي في سوريا عشرين ساعة يومياً.
ومنذ بداية للنزاع، فتحت طهران خطاً ائتمانياً لتأمين احتياجات سوريا من النفط خصوصاً. ووقّع البلدان اتفاقات ثنائية في مجالات عدة خلال السنوات الماضية.
ويقول المحلّل السياسي السوري أسامة دنورة لفرانس برس إنّ "الجانب الإيراني طرح نفسه بقوة كمساهم في مرحلة إعادة الاعمار"، مرجّحاً أن "تحقّق الزيارة نتائج اقتصادية مهمة، وقد يتمّ التركيز على استراتيجيات اقتصادية بعيدة المدى".
وتخضع نظام دمشق بسبب قمعه للشعب السوري، وإيران بسبب برنامجها النووي، لعقوبات دولية قاسية تجعل كلّ التعاملات المالية والتحويلات المصرفية أمراً شبه مستحيل.
- هدوء سياسي
إضافة إلى الاتفاق السعودي-الإيراني، تأتي الزيارة على وقع وساطة روسية لإصلاح العلاقات بين دمشق وأنقرة التي تدعم من جهتها المعارضة السورية، كما تأتي بعد أيام من اجتماع استضافته موسكو بحضور إيران وجمع مسؤولين سوريين وأتراكاً.
ويرى دنورة أن الزيارة "أصبحت أكثر ملائمة بعد المصالحة السعودية-الإيرانية" التي اعتبر أنّها "تنعكس على كل بؤر التوتر التي لا تزال موجودة" في المنطقة، مرجّحاً أن يتمّ التطرق خلالها أيضاً الى ملفّ المصالحة السورية-التركية "والدفع به قدماً".
كما زار الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد دمشق في 18 أيلول/سبتمبر 2010، قبل ستة أشهر من اندلاع الثورة.