مقتل إسرائيليتين في الضفة الغربية بعد ساعات من غارات إسرائيلية على غزة ولبنان

الشرطة في مكان إطلاق النار في الضفة الغربية (رويترز)

قتلت إسرائيليتان أختان وأصيبت ثالثة، هي أمهما، بجروح خطيرة اليوم الجمعة في هجوم على مركبتهن في الضفة الغربية المحتلة، بعدما غارات إسرائيلية على جنوب لبنان وغزة في أحدث تصعيد للعنف في المنطقة.

وفيما قالت إسرائيل إنها شنت ضرباتها على غزة ردا على إطلاق عشرات الصواريخ على أراضيها من القطاع الفلسطيني ومن جنوب لبنان، أعلن متحدث باسم خدمة الإسعاف الإسرائيلية أن قُتلت امرأتان "في العشرينات من العمر وقُدمت الرعاية الطبية لامرأة في الاربعينات في حالة خطرة جدا". وقال بيان ان القتيلتين شقيقتان والجريحة هي والدتهما.

وأوضح أنهن "من مستوطنة إفرات" جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "تم إطلاق النار على سيارة عند مفرق الحمرا" في شمال غور الأردن وهي منطقة فيها تجمع استيطاني وتحتلها إسرائيل منذ 1967. وأضاف أن الجنود قاموا "بإغلاق المنطقة وبدأوا بملاحقة المنفذين".

وفي تعليق على الهجوم، قال الناطق باسم حماس حازم قاسم إن "المقاومة تضرب من جديد في الضفة الغربية، رداً على جرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى والعدوان على المعتكفين".

وقع هذا الهجوم بعد ضربات إسرائيلية على غزة ولبنان في تصعيد للعنف منذ الأربعاء بعد هدوء نسبي في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني منذ بداية شهر رمضان في 23 آذار/مارس. وهو يشكل تصعيدا غير مسبوق منذ 2006 على الجبهة اللبنانية الاسرائيلية.

وجاء التصعيد خلال عيد الفصح اليهودي وغداة صدامات عنيفة دارت في المسجد الأقصى بالقدس الشرقيّة المحتلّة بين مصلّين فلسطينيّين وقوّات الأمن الإسرائيليّة وتوعّدت في أعقابها فصائل فلسطينيّة بشنّ هجمات انتقاميّة.

- "ثمن باهظ"

أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في ختام اجتماع للحكومة الأمنيّة المصغّرة أن "ردنا سيجعل (الأعداء) يدفعون الثمن باهظا".

وكان أعلن أن نتنياهو سيجري تقييما للوضع في الساعات المقبلة. كما ذكرت وزارة الدفاع الاسرائيلية أن وزير الدفاع يوآف غالانت سيعقد اجتماعا لتقييم الوضع مع كبار المسؤولين في المؤسسة الامنية".

بدأت الغارات على قطاع غزة قبيل منتصف ليل الخميس الجمعة واستمرت ساعات.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنّه قصف ثلاث "منشآت" تابعة لحركة حماس في منطقة الرشيدية حيث يقع مخيم للاجئين الفلسطينيين قرب صور في جنوب لبنان. وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها إسرائيل استهداف الأراضي اللبنانية منذ نيسان/أبريل 2022.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن "أضرار جزئية" لحقت بمستشفى الدرة للأطفال في شرق مدينة غزة إثر الغارات الإسرائيلية منددة بقصف "غير مقبول". ولم يعلق الجيش الإسرائيلي ردا على أسئلة وكالة فرانس برس بهذا الشأن.

أكد مصدران في حماس والجهاد الإسلامي لفرانس برس أن الحركتين "ابلغتا مصر والوسطاء (قطر والأمم المتحدة) بأن الفصائل الفلسطينية ستواصل رد العدوان باطلاق الصواريخ اذا واصل الاحتلال العدوان والغارات الجوية او اعتداءاته على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى".

وتابع المصدران "اتفقت الغرفة المشتركة للفصائل أنه إذا توقف العدوان سوف توقف فصائل المقاومة اطلاق الصواريخ وأن المقاومة ملتزمة بقدر التزام الاحتلال".

من جهة أخرى، بدأ القصف على جنوب لبنان حوالى الساعة 01,00 ت غ.

وسمع دوي ثلاثة انفجارات على الأقلّ فجر الجمعة في منطقة صور بالتزامن مع إعلان إسرائيل قصف لبنان ردّاً على إطلاق وابل من الصواريخ الخميس باتّجاه أراضيها أوقعت جريحاً واحدا وتسببت بأضرار مادّية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها كانت "نيران فلسطينية وقد يكون من أطلَقَها حماس وقد يكون الجهاد الإسلامي" مستبعدا حزب الله اللبناني.

وذكر مصور من وكالة فرانس برس إن صاروخا سقط على سطح منزل يعود لمزارعين قرب مخيم الرشيدية (جنوب صور) القريب من المنطقة التي تم إطلاق الصواريخ منها نحو إسرائيل.

وصرح أبو أحمد أحد سكان المخيم لفرانس برس "سمعنا دوي انفجارات وسقطت قذيفتان على الأقل بالقرب من المخيم".

وأعلن الجيش اللبناني صباح الجمعة في بيان أنه عثر "في سهل مرجعيون (جنوب) على راجمة صواريخ بداخلها عدد من الصواريخ التي لم تنطلق، ويجري العمل على تفكيكها".

- "لا يريدان الحرب"

أكدت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) في بيان فجر الجمعة أن الطرفين "لا يريدان الحرب"، داعية إلى التهدئة.

ودعت القوة الدولية التي تنتشر في جنوب البلاد للفصل بين إسرائيل ولبنان إثر نزاعات عدة، "كل الأطراف إلى وقف اعمالها"، موضحة في بيان أن "الطرفين قالا إنهما لا يريدان الحرب".

وقالت وزارة الخارجية اللبنانية أن لبنان يريد الحفاظ على "الهدوء والاستقرار" في الجنوب داعية الأسرة الدولية إلى "الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد".

ودعت روسيا إسرائيل والفلسطينيين إلى وقف "تصعيد" العنف والتوصّل إلى تسوية.

وأكّدت فرنسا الجمعة "تمسّكها الراسخ بأمن إسرائيل وباستقرار لبنان وسيادته"، داعية إلى احتواء التصعيد.

من جهته دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "بشدة اعتداءات الان الصهيوني على مناطق في جنوب لبنان وقطاع غزة".

والجمعة قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم "لن تنفع عنتريات القادة الصهاينة في التهديد والتهويل فتوازن الردع قائم وحاضر".

وأكد قاسم أن محور المقاومة في حال تأهب، وذلك بعدما أعلن حزب الله الخميس دعمه "كلّ الخطوات" التي ستتّخذها الفصائل الفلسطينية ضدّ إسرائيل ردًّا على أعمال العنف في الأقصى.

وحذر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين في تصريحات وزعها الحزب "إذا كان الصهاينة يعتقدون أن بإمكانهم أن يدنسوا المسجد الأقصى عليهم أن يعرفوا أن السعي لتحقيق أهدافهم باستهداف المقدسات ... سوف يلهب المنطقة بأكملها".

وقال المحلل في جامعة لوميير ليون 2 فابريس بالانش إن "الفلسطينيين في جنوب لبنان لا يمكنهم أن يطلقوا طلقة بندقية واحدة من دون موافقة حزب الله".

وأشار إلى أن "إسرائيل بردّها على الفلسطينيين، لا تضرب حزب الله مباشرة في لبنان".

تزامن القصف من الجنوب اللبناني على شمال إسرائيل مع زيارة إلى لبنان لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيّة الذي أكد أن الفصائل الفلسطينية لن تقف "مكتوفة" إزاء "العدوان" الإسرائيلي على الأقصى.

وقد دانت حماس في بيان "بأشد العبارات العدوان الصهيوني السافر على لبنان"، محملة "الكيان الصهيوني وقيادته الفاشية كامل المسؤولية عن تداعيات هذا التصعيد الخطير".

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أنه "لن يسمح لمنظمة حماس الإرهابية بتنفيذ عمليات انطلاقا من لبنان" وأنه "يحمل الدولة اللبنانية مسؤولية كل عملية إطلاق نار (على اسرائيل) انطلاقا من أراضيها".

ولبنان واسرائيل في حالة حرب رسمياً.

فقد شهد لبنان صيف 2006 حرباً دامية بدأت بإقدام عناصر من حزب الله على خطف جنديين إسرائيليين. وقتل خلال الحرب 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و160 اسرائيلياً معظمهم جنود.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.