أفرجت المملكة العربية السعودية أمس الاثنين عن مواطن أمريكي بعد اعتقال دام لأكثر من عام لنشره تغريدات انتقد فيها ولي العهد السعودي.
ولم يؤكد أي من المسؤولين السعوديين أو الأمريكيين على الفور إطلاق سراح سعد الماضي الذي أعلنه نجله، وهو مواطن أمريكي- سعودي، يقيم منذ سنوات في ولاية فلوريدا.
وكانت قد وردت أنباء الأسبوع الماضي عن إحراز تقدم نحو إطلاق سراح الماضي البالغ من العمر 72 عاما .
وقال نجله، إبراهيم الماضي، المقيم في الولايات المتحدة، إن والده عاد ليل الاثنين إلى منزل الأسرة في الرياض، مشيرا إلى أن المسؤولين السعوديين أسقطوا جميع التهم الموجهة إليه. لكن لم يتضح على الفور ما إذا كانت المملكة قد رفعت حظر السفر الذي فرضته في أعقاب الحكم بالسجن للسماح لماضي بالعودة إلى الولايات المتحدة.
جاء سجن الماضي بسبب تغريدات انتقد فيها انتهاكات حقوق الإنسان التي أدت إلى توتر العلاقات بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس جو بايدن، وكان من بينها مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول عام 2018 على يد عملاء تابعين للحكومة السعودية، إضافة إلى أحكام السجن وحظر السفر الذي فرضته السعودية بأوامر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحق نشطاء حقوقيين سعوديين ومعارضي ومنتقدي ولي العهد.
اتخذ كل من الأمير محمد وإدارة بايدن مؤخرا خطوات نحو تحسين العلاقات، حيث تربط الدولتان شراكة أمنية طويلة توفر بموجبها الولايات المتحدة الأمن للسعودية، بينما تحافظ المملكة على إمداد الأسواق العالمية بالنفط.
وكان القضاء السعودي قد أصدر العام الماضي حكما بسجن الماضي 16 عاما، قائلا إن تغريداته حول نظام الحكم في المملكة ترقى إلى مرتبة الأعمال الإرهابية.
وبينما سعى المسؤولون الأمريكيون لإطلاق سراحه، وبعد أن توجه بايدن إلى السعودية الصيف الماضي في محاولة لتحسين العلاقات مع الرياض، رفعت محكمة الاستئناف السعودية عقوبة سجن الماضي إلى 19 عاما.
ألقي القبض على الماضي، وهو مدير مشروعات متقاعد في الولايات المتحدة، عام 2021 عندما وصل إلى السعودية في زيارة لعائلته تستغرق أسبوعين. وقال نجله إنه بمجرد إلقاء القبض عليه، واجهته السلطات السعودية بتغريدات نشرها على مدى عدة سنوات من فلوريدا.
من بين تغريدات الماضي تغريدة تشير إلى توطيد الأمير محمد لسلطاته في المملكة، وأخرى تضمنت صورة كاريكاتورية للأمير، وتغريدة حول مقتل خاشقجي.
وقال عبد الله العوده، المدير السعودي لمنظمة مبادرة الحرية، ومقرها الولايات المتحدة تدافع عمن تعتبرهم معتقلين ظلما في الشرق الأوسط: "نشعر بالارتياح لإطلاق سراح سعد الماضي، لكنه ما كان ينبغي أن يمضي يوما واحدا خلف القضبان بسبب تغريدات بريئة".
