واشنطن تدفع تعويضات لجنود أمريكيين خدموا في العراق وتتجاهل أبناء البلد
- ديلي صباح ووكالات, إسطنبول
- Mar 20, 2023
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريراً، يفيد بأن واشنطن قررت صرف تعويضات لجنود أمريكيين بسبب الأضرار الصحية التي تعرضوا لها جراء حرق النفايات بطرق غير صحية في العراق، بينما لم تأبه واشنطن بالضرر الكبير الذي طال المواطنين العراقيين.
وأوضح التقرير أن القوات الأمريكية كانت تحرق النفايات، وكل ما يخلفه الجنود بالقرب من قواعدهم العسكرية، ما تسبب في تسميم الأجواء وإصابة عراقيين وأمريكيين بأضرار صحية جثيمة.
نفس الهواء
وذكر التقرير أن المحاربين القدامى الأمريكيين انتصروا في معركة قضائية طويلة لإجبار الحكومة على الاعتراف بتعرضهم لتأثيرات ضارة نتيجة حرق القمامة.
لكن لم يكن هناك أي جهد أمريكي لمعرفة التأثير نفسه على المواطنين العراقيين الذين استنشقوا نفس الهواء، إذ لم يتم تعويضهم أو حتى علاجهم.
ووفق الصحفية فقد ذكر مواطنون عراقيون أنهم أصيبوا بسرطان ومشاكل بالجهاز التنفسي خلال عملهم بقاعدة بلد العسكرية الأمريكية التي شهدت حرق النفايات أن العيش بمكان قريب لها.
وشدد الشهود على أنهم كانوا أطفال صفارا وبصحة جيدة عندما تعرضوا للمرض، وليس لديهم تاريخ عائلي لأمراض مماثلة، تلك الرواية دعمها خبراء درسوا التعرض لأبخرة حرائق النفايات، لافتين إلى أنهم لاحظوا ارتفاعا مقلقا في الأمراض المتناسقة مع الأمراض في السنين التي تلت الغزو الأمريكي.
قانون الميثاق الأمريكي
وبعد قرابة عقدين من الزمان على حادثة حرق القمامة بالعراق، قال التقرير إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وقع في أغسطس/آب الماضي تشريعا باسم "قانون الميثاق"، والذي يقر بوجود صلة محتملة بين التعرض للمواد السامة والحالات الطبية التي تهدد الحياة، ما أدى إلى زيادة الفوائد والخدمات بشكل كبير لأكثر من 200 ألف أمريكي يعتقدون أنهم عانو من أضرار دائمة بسبب الحرائق المكشوفة بالعراق.
أسوء موقع بيئي
ولفت تقرير "واشنطن بوست" أن حفرة الحرق بقاعدة بلد تعد الأكبر في العراق، إذ تبلغ مساحتها ما يقرب من 10 أفدنة، وبحلول عام 2008 حُرق ما يقرب من 150 طناً من النفايات بشكل يومي.
من جهته ذكر المقدم دارين إل كيرتس -في مذكرة داخلية للقوات المشتركة- والذي عمل كمهندس للبيئة الحيوية بالموقع، بأنه أسوء موقع بيئي شاهده على الإطلاق.
حرق دون خطة
وكانت الحفرة تحترق ليل نهار دون خطة من إدارىا لنفايات الصلبة، وأسندت وزارة الدفاع الأمريكية حل المشكلة إلى مقاولين أمريكيين ومحليين، عملوا على حفر الحفرة ثم سكبوا مخلفات القاعدة بداخلها، وأضافوا وقود الطائرات وأشلعوا فيها النيران.
وبحلول عام 2010 ، أثبتت دراسة أن ما يقرب من 7% من الجنود الأمريكيين الذي خدموا في العراق عادوا إلى بلادهم وهم يعانون من أمراض بالجهاز التنفسي.