إيمان الكعبي لـ«ديلي صباح»: القَطريات أبهرن العالم بـ "دعم كبير" من القيادة
- رقية تشليك, إسطنبول
- Mar 15, 2023
من وسط أحزانها على وفاة شقيقتها الصغرى (36 عاماً) تحدثت الإعلامية القطرية، إيمان الكعبي، في لقاء خاص لـ«ديلي صباح» عن ملفات عدة: الإعلام والثقافة ودعم القيادة القطرية للمرأة والدفع بها إلى صدارة المشهد في كل القطاعات والمجالات.
تثمن الإعلامية إيمان الكعبي (مديرة المركز الإعلامي القطري وإحدى الشخصيات النسائية المؤثرة) الدعم الكبير الذي تحظى به المرأة القطرية، خصوصاً، والكفاءات الشابة، عموماً، من صاحب السمو، أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
مواهب متعددة
إيمان الكعبي، متعددة المواهب، فهي كاتبة صحفية إذاعية إعلامية تعشق التصوير الفوتوغرافي، كما تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة من واقع المتابعين لحساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.
تولت إيمان الكعبي مناصب عليا في قطاع الإعلام (مدعومة بنشاطها الاجتماعي الواضح) بعدما أثبتت وجودها في المشهد الإعلامي وحققت التميز، خاصة في تقديم البرامج وتحرير الأخبار، حتى أصبحت سفيرة مؤسسة قطر الخيرية للتواصل الاجتماعي.
وحول تكليفها مديرة للمركز الإعلامي القطري، بقرار من وزير الثقافة، الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني (28 أكتوبر 2022) تقول: «سعادة الوزير من أكبر الداعمين لي، منذ أن كان رئيساً تنفيذياً للمؤسسة القطرية للإعلام، وعندما أصبح لاحقا وزيراً للثقافة».
دعم القيادات الدائم
تؤكد الإعلامية أن سعادة الوزير وراء كل نجاح تحققه، وذلك بفضل دعمه ومساندته، وتقديم النصيحة لها، وهو ما شكل لها أكبر حافز في مسيرتها الإعلامية، مضيفة: "أسعى مع زملائي لإثراء الساحة الإعلامية وخطط التدريب وغرس حُب الإعلام في الأجيال الجديدة".
وتشير إلى أن المركز الإعلامي القطري يعمل على تقديم تدريب إعلامي نوعي بطريقة إبداعية في المجالات الإعلامية والثقافية المختلفة، مستهدفاً بناء شباب قطري واعٍ إعلامياً، ومؤهل للإسهام بقوة في مسيرة التنمية التي تشهدها قطر.
وتشدد الكعبي على أن الساحة الإعلامية في حاجة للكوادر الوطنية المؤهلة على أسس علمية وثقافية، وقادرة على إدارة الأحداث ونقلها بمهنية واحترافية عالية، وأن المخزون الثقافي وإتقان المهارات والمظهر الجيد ضرورة لنجاح الإعلامي في نقل رسالته للمجتمع.
جيل جديد
وتشير مديرة المركز القطري للإعلام، إلى حرصها على المشاركة في جهود التدريب النظري والميداني حول الظهور الإعلامي، خلال البرنامج الصيفي «دروب إعلامية» بالمركز الإعلامي القطري، الذي ينظمه المركز بمشاركة مختلف الفئات العمرية.
وترى أن النتائج جيدة وأن المواهب الإعلامية تبشر بالخير، مما يدل على أنّ الساحة المحلية ستشهد نخبة مميزة من إعلاميي المستقبل، وهو ما يعزز دور المركز الإعلامي للشباب في تأهيل جيل من الشباب الواعٍي القادر على تقديم رسالة واضحة للعالم.
وعن مشاركتها في تدريب الفتيات خلال البرنامج على الظهور الإعلامي (نظريا وميدانيا) قالت إيمان الكعبي: نستهدف تأهيل فتيات في المجال الإعلامي، وتعريفهنّ بأسس العمل الصحفي نظرياً وميدانياً، وبأصول العمل الإعلامي وأخلاقياته وواجبات الإعلامي تجاهه.
المصدقية أولا
وتؤكد أن هذه البرامج تعلم المشاركات أساسيات الظهور الإعلامي، والمميزات التي لا بد أن يتحلى بها الإعلامي من المصداقية والشفافية واستقاء الخبر من مصدره الصحيح، والاهتمام بالمظهر وكيفية محاورة الضيف أمام الكاميرا واختيار الموضوعات الملائمة.
وتوضح أن الهدف من كل البرامج الإعلامية الموجهة للشباب هو تخريج جيل قادر على إدارة المستقبل، وأن يكون لهم حضور وتفاعل في الميدان، مستلهمة ً من خطابات القيادة الرشيدة كل الأخلاقيات التي لا بد أن يتمتع بها كل مواطن كما حثنا عليها صاحب السمو.
للإعلامية إيمان الكعبي رأي آخر في مواقع التواصل الاجتماعي، مفاده أن سلبيات هذه المواقع قد لا تُذكر إذا استخدمناها بالشكل الصحيح، في ضوء تعدد فوائدها، خاصة أن المستخدم يستطيع، حاليا، اختيار من يتابعهم من يريد القراء لهم، ومن يرغب في مشاهدتهم.
وزارة الثقافة
تشدد الإعلامية إيمان الكعبي على أن الفكر النقدي والحوار الثقافي هو الذي يجمعنا دائما تحت خيمة وزارة الثقافة، وأن الحداثة تنضبط بشروط تأسيسها وتتلون بلون التربة التي تُزرع فيها، كما أن الاجتهاد نسبي مثل نسبية الفكر البشري نفسه.
وتطالب في إطلالاتها الإعلامية بأهمية استمرار الحوار والجدل والتبادل المعرفي في منصات ثقافية ومعرفية وأكاديمية، لأن الفكر الإسلامي متطور ومنفتح على كل أصناف الحوار والمثاقفة والتغذية الراجعة بين الحضارات والثقافات.
من العام إلى الخاص، تقول إيمان الكعبي: «طموحي ليس له حدود.. والأمومة هي الداعم الأول لي في مسيرتي المهنية».. فهي أم لخمسة أطفال، ورغم مسؤولياتها الأسرية، هي حريصة على التحقق المهني- الاجتماعي، حتى تكون فخرا لأبنائها وأسرتها.
غرس الطموح
تشير الكعبي إلى أنها تحاول «غرس الطموح وعشق التفوق في حياة أبنائها الخمسة، وأن يكونوا على دراية كاملة بكيفية تحقيق أحلامهم والسعي وراء شغفهم، وشغف بناتها في ممارسة رياضة الفروسية، تحديدا».
كما تعبر عن سعادتها بالدور التطوعي الذي تقوم به مؤسسة قطر الخيرية: «العمل الخيري غير نظرتي للحياة وعلمني استشعار النعمة والمعاني السامية للإنسانية، كما أنه الدافع لتحقيق المزيد من النجاحات».
وتقول: «المناصب لا تقدم على طبق من ذهب، بل بالكفاح.. بدأت مسيرتي الإعلامية محررة في الإذاعة والتلفزيون، ثم رئيسة لقسم الأخبار ورئيسة قسم التواصل الاجتماعي، والآن مديرة للمركز القطري للإعلام، ومع كل موقع جديد، لا تتوقف طموحاتي المهنية، بل تزداد».
لا مستحيل
وأضافت: «طموحي لكل مرحلة، يتطلب تطوير الذات وإثقال الثقافة، وضرورة أن تكون الرؤية المستقبلية واضحة.. يجب أن تعرف الخطوة القادمة أين ستكون ويجب أن يعرفك الناس من خلال عملك على أرض الواقع وليس عن طريق عائلتك فقط».
تؤكد إيمان الكعبي أنه «لا شيء مستحيل، وأن المرأة قادرة على تحقيق أهدافها والوصول إلى ما تريد، عبر تعزيز العلم والمعرفة وتطوير الذات وصقل الموهبة.. مسيرتي الإعلامية لم تكن سهلة على الإطلاق، لكن واصلت السعي وراء طموحي».
تقول: «منذ البداية كنت شغوفة بالميكروفون، لكن حينها لم أتمكن من ممارسة العمل الإعلامي، فعملت بتدريس اللغة العربية، قبل التحاقي بالصحافة، حتى وصلت إلى منصب مديرة المركز القطري للإعلام».
الدعم الرباعي
تعترف أنها «ليست استثناء»، وأن «المرأة القطرية تبوأت أعلى المناصب في الدولة.. تحظى المرأة بدعم القيادة.. بدأت المرأة في قطر النهضة منذ زمن الشيخ خليفة، إذ طور نظام التعليم في الدولة ومهد المرأة لتبوء المناصب وأن كانت محدودة في ذلك الوقت».
تضيف إيمان الكعبي: «ثم جاء الأمير الوالد، الشيخ حمد، فزاد الاهتمام، فأصبحت المرأة في عهده وزيرة، ولا يمكن أن ننسى جهود الشيخة موزة المسند التي قادت القطريات نحو التطور والعالمية في كل القطاعات والمجالات».
وتؤكد إيمان الكعبي أن «عهد أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، أعطى المرأة القطرية المزيد من الثقة والفرص، فأصبحت متواجدة في كل المناصب، كما أن المسؤولين بالدولة يرون مدى أهمية تبوء المرأة للمناصب، ومردود ذلك على المجتمع».
نظرة عجيبة
تعبر إيمان الكعبي عن دهشتها تجاه «النظرة الغربية العجيبة للمرأة الخليجية، رغم أن المرأة في بلادها معروفة بعلمها وحكمتها وفطنتها، إلى جانب وصولها لمناصب عليا في الدولة».
ولفتت إلى أن «بعض الدول الغربية لا تريد تغيير الفكرة عن المرأة الخليجية، ومحاولة إظهارها بأنها دائما مغلوبة على أمرها، ولم تحصل على حقوقها، على غير الحقيقة والواقع، يكفي ما قامت به المرأة القطرية خلال بطولة كاس العالم لكرة القدم/ مونديال قطر 2022».
وأوضحت إيمان الكعبي أنه «خلال المونديال، سطرت المرأة القطرية ملحمة في تمثيل بلدها أمام الجماهير الغربية والعربية القادمة من كل حدب وصوب، وأصبحت حديث وسائل الإعلام العالمية.. دائما كان للمرأة القطرية دور كبير في المجالات المختلفة».
مبادرات خاصة
وأضافت: «كأس العالم، كان فرصة لكي نثبت للعالم أن المرأة القطرية قادرة على خوض غمار التجارب، لاسيما الرياضية.. تبنت السيدات القطريات مبادرات خاصة بكأس العالم، خاصة: اكتشف هويتنا، بهدف لتعريف الجماهير الغربية بالعادات القطرية والدين الإسلامي».
وقالت إيمان الكعبي: «البيوت القطرية كانت مفتوحة لاستقبال الجماهير من مختلف أنحاء العالم، ما أظهر الكرم العربي، والسماحة وتقبل الآخر، مشددة على أن أبناء جلدتها غيروا فكرة الغرب عن الدين الإسلامي».
وترى أن «مونديال قطر أسهم في التأثير الإيجابي حيث شجع الغرب على التعرف على الثقافة العربية والإسلامية.. البطولة غيرت المفاهيم المغلوطة، ما يؤكد ما قاله أمير البلاد حول كأس العالم الخاص بأنه كأس لكل الدول العربية، تحتضنه قطر».