قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن الاتفاق مع إيران واستئناف العلاقات الدبلوماسية معها "لا يعني التوصل إلى حل جميع الخلافات العالقة بين البلدين".
جاء ذلك في تصريحات للوزير لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، بعد 3 أيام من اتفاق الرياض وطهران في بكين على استئناف العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارتين في غضون شهرين، وعقد لقاء مع نظيره الإيراني حسين عبد اللهيان، في هذا الصدد.
وقال وزير خارجية السعودية، إن الاتفاق جاء "برعاية ووساطة الصين، بعد جولات عدة من المباحثات على مدى العامين الماضيين في كل من العراق وسلطنة عمان".
واستدرك قائلا: "وصولنا إلى هذا الاتفاق الذي سيفضي إلى استئناف العلاقات السياسية، لا يعني توصلنا لحل جميع الخلافات العالقة بين بلدينا، بل هو دليل على رغبتنا المشتركة بحلها عبر الحوار".
وحول زيارة طهران، قال ابن فرحان: "أتطلع إلى لقاء وزير خارجية إيران قريباً بناء على ما تم الاتفاق عليه، وسنعد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا خلال الشهرين المقبلين. ومن الطبيعي مستقبلاً أن نتبادل الزيارات".
وحول "التشكيك الأمريكي" في التزام إيران ببند احترام السيادة وعدم التدخل في شؤونها، أضاف: "من أهم مقتضيات فتح صفحة جديدة مع إيران الالتزام بما اتفق عليه بين الطرفين (..) وإنه ليحدونا الأمل بأن تشاركنا التطلعات ذاتها، والعمل معا في سبيل تحقيق ذلك".
وفي ما أثير في الغرب بأن الاتفاق "إنقاذ للنظام الإيراني في وقت حرج" داخليا وخارجيا له، قال: "لن أتحدث عن معظم ما تطرق له السؤال فهو شأن داخلي إيراني".
واستدرك: "لكن ما يمكنني قوله هو أن إيران دولة جارة يصب استقرارها وتنميتها في مصلحة استقرار المنطقة وتنميتها ككل. ونحن في السعودية لا نتمنى لها إلا الخير".
وبشأن الموقف من نووي إيران، تابع قائلا: "أما فيما يتعلق باستمرار إيران في تطوير قدراتها النووية، فإن ذلك بلا شك يقلقنا".
وأضاف: "ونكرر دعوتنا إلى خلو منطقة الخليج والشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وندعو إيران إلى الالتزام بتنفيذ التزاماتها النووية وسنستمر في العمل مع الحلفاء والأصدقاء في سبيل ضمان ذلك".
وبشأن القبول ببكين وسيطا، أضاف: "الصين تتمتع بعلاقات إيجابية مع الطرفين مما أسهم في تقريب وجهات النظر".
وجدد تأكيد السعودية في "الاستعداد لبذل المساعي الحميدة للوصول لحل سياسي ينهي الأزمة الروسية الأوكرانية" المندلعة منذ فبراير 2022.