شهد الاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية ترحيباً عربياً، السبت، لليوم الثاني، صاحبه تأييد لخطوة المملكة وآمال بتعزيز الاستقرار في المنطقة.
جاء ذلك في مواقف رسمية صادرة عن الإمارات ومصر وتونس واليمن وجيبوتي وليبيا، والجامعة العربية وحركة الجهاد الفلسطينة وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين اليمنية، غداة إعلان السعودية وإيران برعاية صينية الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية في غضون شهرين، أمس الجمعة.
والجمعة، صدرت مواقف رسمية بالترحيب من كل من تركيا وباكستان وإيران والسعودية وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين ومصر والأردن والعراق والجزائر ولبنان والسودان وفلسطين.
كما رحبت به كل من منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي ورابطة العالم الإسلامي وحركة "حماس" الفلسطينية والمجلس الانتقالي اليمني، وجماعة الحوثي حليفة إيران.
"استقرار المنطقة"
والسبت، أعرب وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، خلال اتصال هاتفي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عن ترحيب أبو ظبي بالاتفاق السعودي الإيراني، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية.
وأشار وزير خارجية الإمارات، إلى "أهمية هذه الخطوة ودورها في تحقيق الاستقرار بالمنطقة"، مؤكداً متانة العلاقات التاريخية بين الرياض وأبو ظبي.
بدوره، قال متحدث الرئاسة المصرية أحمد فهمي في بيان، إن بلاده "تثمن هذه الخطوة الهامة، والتوجه الذي انتهجته السعودية في هذا الصدد، من أجل إزالة مواضع التوتر في العلاقات على المستوى الإقليمي".
وأكد أن "مصر تتطلع إلى أن يكون لهذا التطور مردود إيجابي إزاء سياسات إيران الإقليمية والدولية، ويشكل فرصة سانحة لتأكيد توجهها نحو انتهاج سياسة تراعي الشواغل المشروعة لدول المنطقة".
من جانبها، رحبت تونس، في بيان لوزارة الخارجية بالاتفاق، آملة أن يساهم في تعزيز الاستقرار بالمنطقة.
في سياق متصل، أعربت الخارجية اليمنية، في بيان، عن أملها أن "يشكل الاتفاق مرحلة جديدة من العلاقات في المنطقة بدءا بكف إيران عن التدخل في الشؤون اليمنية، وألا تكون موافقتها (على الاتفاق) نتيجة للأوضاع الداخلية والضغوط الدولية".
وأضافت: "موقف الحكومة اليمنية يعتمد على أساس الأفعال والممارسات لا الأقوال والادعاءات (..) ولذلك ستستمر في التعامل الحذر تجاه النظام الإيراني حتى ترى تغيرا حقيقيا في سلوكه".
ومشيداً بخطوات المملكة، قال سفير جيبوتي بالرياض ضياء الدين بامخرمة، في تغريدة السبت: "المكانة القيادية للسعودية المستمدة من حكمة وبعد نظر قيادتها يجعلنا دائما على ثقة فيما تتخذه من خطوات سياسية إقليمية ودولية تراعي فيها مصالح شعبها وشعوب المنطقة".
آمال يمنية وفلسطينية
ولاحقاً، رحبت الخارجية الليبية، في بيان مساء السبت، بالاتفاق مشيرة إلى أنه "يخدم مصالح البلدين والمنطقة ويؤسس لإطلاق حوار عربي ـ إيراني يخفف من حدة التوتر في الشرق الأوسط والخليج العربي".
واعتبرت أن "هذا التقدم المحرز في علاقات البلدين يعكس التزام كافة الأطراف بتفضيل الحوار والطرق السلمية بديلاً عن اللجوء للعنف والمواجهة".
ورحبت الجامعة العربية، وفق تغريدة لأمينها العام أحمد أبو الغيط بالاتفاق، مشيرة إلى أنه "قد يساهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي".
كما رحبت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، في بيان بالاتفاق واعتبرته "خطوة مهمة وكبيرة في الاتجاه الصحيح".
بدوره، وصف عضو المكتب السياسي للحوثيين عبد الوهاب المحبشي، الاتفاق بأنه "إيجابي"، مؤكدا أنه "سيكون له انعكاس على الملف اليمني"، وفق تصريح لقناة الميادين الإخبارية، نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
ويعاني اليمن حربا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، وتصاعد النزاع منذ مارس/ آذار 2015، بعد تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
في سياق متصل، غرد نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم قائلا إن استئناف العلاقات بين طهران والرياض "فاتحةُ خيرات لشعبي البلدين ولشعوب المنطقة".
طهران: الاتفاق يحقق مصالح الشعوب
في سياق متصل، أعلنت الخارجية الإيرانية، مساء السبت، أن الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض يحقق مصالح الشعوب المسلمة ودول المنطقة.
جاء ذلك في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) وضحت فيه ما تسعى إليه إيران بالاتفاق مع السعودية.
وقالت في البيان إن "سياستها الخارجية اتخذت خطوة مهمة في سياق التطبيق العملي لعقيدة السياسة الخارجية المتوازنة والدبلوماسية الديناميكية والتفاعل الذكي وفي اتجاه تجسيد سياسة الجوار واستكمال الخطوات الفعالة السابقة".
وأضافت أنه "نتيجة لمفاوضات مكثفة وعملية، تم التوصل إلى اتفاق بكين لوضع العلاقات بين إيران والسعودية على مساره الطبيعي".
وأوضحت أنه من خلال هذا الاتفاق "أظهرت حكومة طهران أنها على طريق تأمين مصالح الشعب الإيراني وكذلك الشعوب المسلمة والأصدقاء والجيران في المنطقة، وكذلك استخدام الطاقات الإقليمية عازمة جديا لتحقيق وترسيخ السلام والاستقرار الشاملين، وتأمين المصالح المشتركة والجماعية لحكومات وشعوب المنطقة".
كما أعربت عن ثقتها في "الدور والآثار الإيجابية لهذا الاتفاق في تأمين المصالح المشتركة لشعبي إيران والسعودية وباقي شعوب المنطقة".
والجمعة، أعلنت السعودية وإيران استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.
وجاء الاتفاق السعودي الإيراني عقب استضافة بكين في "الفترة من 6 ـ 10 مارس الجاري مباحثات سعودية إيرانية "استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، وبالاتفاق مع قيادتي المملكة والجمهورية الإيرانية ورغبة منهما في حل الخلافات"، وفق بيان مشترك ثلاثي.
وفي يناير/ كانون الثاني 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد، احتجاجاً على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها "الإرهاب".