أصدر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء، قراراً أميرياً بتعيين الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيسا لمجلس الوزراء خلفا للشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني محافظاً في الوقت ذاته على حقيبة الخارجية.
وتولى الشيخ محمد بن عبد الرحمن عدة مناصب في الدولة، كما برز اسمه ضمن الدبلوماسية القطرية في الوساطات وحل النزاعات وتوليه ملف الأزمة الخليجية التي عصفت بالمنطقة عام 2017 حتي المصالحة عام 2021.
في ضوء ذلك، نستعرض أبرز المحطات المهنية في مسيرة الشيخ محمد بن عبد الرحمن، رئيس الوزراء الجديد في قطر.
** الحياة العملية
استهلّ الشيخ محمد بن عبد الرحمن حياته المهنية بالعمل باحثا اقتصاديا في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة عام 2003، حيث تدرّج في المناصب إلى أن تولى منصب مدير الشؤون الاقتصادية في الفترة من 2005 إلى 2009.
في عام 2009، عُين مديراً لمشروع دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما عين مديراً لإدارة شراكة القطاع الحكومي والقطاع الخاص بوزارة الأعمال والتجارة.
وفي العام نفسه، دشّن مؤسسة قطر للمشاريع، وهي مؤسسة تعمل على توفير الدعم الفني والمالي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وسعت سياسات الشيخ محمد بن عبد الرحمن إلى رعاية برامج التنويع الاقتصادي عبر جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى دولة قطر، وعبر الترويج للمشاريع التي تساهم في نمو اقتصاد الدولة.
وفي عام 2010، عٌين سكرتيراً للممثل الشخصي لأمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لشؤون المتابعة في الديوان الأميري، وفي العام نفسه، شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة قطر للتعدين.
وفي عام 2011، أصبح رئيساً للجنة التنفيذية لشركة تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما اختير رئيساً لمجلس إدارة شركة "أسباير-كتارا" للاستثمار، وحصل على درجة وكيل وزارة في العام 2012.
وشغل في 2013 منصب مساعد الوزير لشؤون التعاون الدولي بوزارة الخارجية، وركزت سياساته على الترويج للتعاون متعدد الجوانب إضافة إلى تطبيق سياسة دولة قطر في التنمية والمساعدات، فيما ترأس مجلس إدارة صندوق قطر للتنمية.
وفي العام 2014، قاد عملية إعادة هيكلة صندوق قطر للتنمية وروج لتوجيه الدعم باتجاه التعليم الابتدائي والثانوي، والصحة العالمية، والتنمية الاقتصادية.
في يناير/ كانون الثاني 2016 عُين وزيراً للخارجية، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.
في 4 نوفمبر 2018، عُين رئيساً لمجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار، وهو أيضاً عضو في المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار.
ويحمل رئيس وزراء قطر الجديد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني شهادة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الأعمال من جامعة قطر.
** وزارة الخارجية والدبلوماسية
في عهده كثف وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني جهود بلاده في دبلوماسية الوساطات التي ساهمت في إنهاء العديد من الصراعات.
وتبرز قطر كمركز لحل النزاعات الإقليمية والدولية عبر "دبلوماسية الوساطة"، من خلال جمع الفرقاء إلى طاولة المفاوضات وتذليل العقبات وتوقيع اتفاقيات تمهد لإنهاء الصراعات وإحلال السلام والاستقرار بما يخدم التنمية.
وكان آخرها في 8 أغسطس/ آب 2022 حيث وقّعت الحكومة العسكرية التشادية ومجموعات معارضة اتفاقية سلام في الدوحة تمهيدا لمصالحة وطنية شاملة، في أحدث حلقة من سلسلة وساطات قطرية ناجحة في ملفات عديدة.
ومن هذه الملفات: العلاقات بين الصومال وكينيا، والانتخابات الصومالية، والمحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة "طالبان" في أفغاانستان، و"تبو" و"طوارق" ليبيا، والحوار الأفغاني- الأفغاني، واتفاق دارفور السوداني، والمصالحة الفلسطينية، وجيبوتي وإريتريا، ولبنان.
وهنا أهم الوساطات التي جرت في عهد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن:
** سلام تشاد
في أغسطس/آب 2022 أي بعد خمسة أشهر من مفاوضات بمشاركة إقليمية ودولية، وقّع كل من رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي وممثلون عن المعارضة اتفاقية سلام بالدوحة الإثنين.
وتمهد الاتفاقية لبدء انعقاد الحوار الوطني في العاصمة التشادية إنجامينا، على أمل تحقيق مصالحة وطنية شاملة.
**مقديشو ونيروبي
في مايو/ أيار 2021، نجحت وساطة قطرية في رأب الصدع بين الصومال وكينيا بعد نحو ستة أشهر من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين؛ إثر اتهام مقديشو نيروبي بالتدخل في شؤونها الداخلية.
** انتخابات الصومال
بذلت قطر في 2021 جهودا مكثفة لمعالجة الخلافات بين القوى الصومالية بشأن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ووجَّه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني رسالة في هذا الشأن إلى الرئيس الصومالي آنذاك محمد عبد الله فرماجو.
وأثمرت مساعي الدوحة وعواصم أخرى اتفاقا بين الحكومة الفيدرالية ورؤساء الولايات قاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية أتاحت نقل السلطة في بلد يتعافى من تداعيات حرب أهلية اندلعت إثر انهيار الحكومة المركزية في 1991.
** واشنطن و"طالبان"
بعد تسع جولات من المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة "طالبان" الأفغانية في الدوحة، توصل الجانبان إلى اتفاق تاريخي في 29 فبراير/ شباط 2020.
ونص الاتفاق على أن تسحب واشنطن وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) قواتهم من أفغانستان خلال 14 شهرا، وهو ما أنهى حربا استمرت نحو عشرين عاما.
** مفاوضات الملف النووي الإيراني
استضافت العاصمة القطرية في 28 يونيو/حزيران 2022 مباحثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة أوروبية، تهدف إلى حلّ المسائل العالقة بين الجانبين التي تمنع الوصول إلى تفاهم على إعادة إحياء اتفاق عام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وشهدت الدوحة جولة المفاوضات هذه من أجل إنقاذ الاتفاق النووي، وذلك عقب جولات مفاوضات طويلة في العاصمة النمساوية فيينا.
** اتفاق الخرطوم وحركة "جيش تحرير السودان- الثورة الثانية"
استضافت الدوحة يوم 23 يناير 2017 توقيع اتفاق بين حكومة السودان وحركة "جيش تحرير السودان- الثورة الثانية"، بمناسبة استكمال عملية السلام في دارفور (غرب)، وفقا لوثيقة الدوحة.