أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تستفيد من فترة تعليق العقوبات المؤقتة على سوريا لنقل الإمدادات والمعدات الصحية التي تحتاجها البلاد.
قالت المنظمة الأربعاء إنها تستغل الفرصة التي أتاحها تعليق العقوبات لتسليم بعض المعدات بسرعة لتحسين نظام الخدمات الصحية المتردي في سوريا.
كما دعت الأطراف المتحاربة في سوريا إلى اعتبار الزلزال فرصة لإنهاء النزاع المسلح، حسب قولها.
تسبب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7,8 درجات وضرب في السادس من شباط/فبراير بمقتل أكثر من 42 ألف شخص في تركيا وأكثر من 3600 في سوريا بينما قالت منظمة الصحة إن أكثر من 125 ألفا أصيبوا بجروح.
تخضع دمشق لعقوبات اقتصادية على أفراد وشركات تابعة للنظام منذ أكثر من عقد، وليس لها أي تأثير على دخول المساعدات فيما اعتبرها البعض أنها مسؤولة عن بطء وصولها بعد الزلزال.
وبعد الزلزال، رفعت الولايات المتحدة مؤقتا بعض العقوبات على أمل ضمان وصول المساعدات بأسرع ما يمكن للمتضررين، فيما يدعي النظام السوري أن مسؤولية عدم وصول الإغاثة والمساعدات لمنكوبي الزلزال في المناطق الخاضعة له أو خارجها هي تلك العقوبات.
وقال ريك برينان مدير قسم الطوارئ الإقليمي في منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في مؤتمر صحافي "منظمة الصحة العالمية تتحرك بسرعة كبيرة في الوقت الحالي مع شركائنا للاستفادة من هذا التعليق الموقت للعقوبات".
وقال من غازي عنتاب في جنوب تركيا بعد عودته من شمال سوريا "لقد بدأنا بالفعل في طلب المعدات والإمدادات ونعمل مع شركاء الأمم المتحدة على نهج جماعي للاستفادة من تعليق" العقوبات.
وأضاف أن الحاجة الى الأدوية واللقاحات كانت كبيرة وكذلك المعدات الحيوية مثل أجهزة الأشعة السينية والأدوات الجراحية.
وأوضح "سنتحرك بسرعة كبيرة لتأمين اللازم والاستفادة من هذه الفرصة المهمة".
حطت أربع طائرات محملة بالإمدادات إلى سوريا منذ وقوع الزلزال.
- "جهنم":
اندلع النزاع في سوريا عام 2011 بعد قمع بشار الأسد للاحتجاجات السلمية قبل أن يتصاعد وتنخرط فيه قوى أجنبية عديدة.
قُتل نحو نصف مليون شخص وأرغم النزاع نصف سكان سوريا قبل الحرب على ترك منازلهم.
دعا رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الأطراف المتحاربة لاعتبار الزلزال فرصة للحوار وإنهاء الحرب، على حد قوله.
وقال: "يعتقد السوريون في الواقع أن الزلزال أهون الشرين. إنه شر آخر ولكنه أهون شر مقارنة بسنوات الحرب الـ12 وليس فقط ذلك: النزوح والانهيار الاقتصادي".
وتابع "الجميع يدرك اي نوع من الجحيم يعيشه الشعب السوري".
وقال إن سبعة مستشفيات و145 منشأة صحية في سوريا تضررت في شمال غرب البلاد.
قال تيدروس "تدعو منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي لدعم الاستجابة وإعطاء الأمل لأولئك الذين فقدوا أعزاء ويعانون من الصدمة والخوف على المستقبل".