تصدر المترجمين الأتراك المشهد في جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في موسمها العاشر، إذ كانت اللغة التركية هي الرئيسية لهذه السنة، لكن اللافت لهذا العام أن عدد المترجمين الأتراك زاد أضعاف المشاركة عن الأعوام السابقة.
وحصل المشاركون على مبالغ مالية طائلة، حيث تبلغ قيمة الجائزة 2 مليون دولار أمريكي تقسم وفق الفئات المحددة.
من جهته عبر عميد كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية بجامعة بن خلدون التركية الدكتور برهان كورأوغلو، عن سعادته لحصوله على الجائزة، مشيداً بالإقبال الغير مسبوق من قبل الأتراك للمشاركة في الجائزة.
وقال كورأوغلو: "إن التواصل الحقيقي بين الثقافتين التركية والعربية يأتي عن طريق المترجمين، ومن الرائع أن لدينا تاريخ مشترك بين البلدين، وحاجز اللغة يكسر عن طريق الترجمة خاصة في العصر الحالي، وهذا جيد لأنه سيقرب الشعبيين الذين يمثلون العالم الإسلامي والتاريخ الطويل المشترك بينهما، وبفضل هذه الجائزة التي تختار كل 5 سنوات اللغة التركية كلغة رئيسية تشجع مئات المترجمين على بذل المزيد من الجهود لتقديم المزيد من الأعمال.
وفيما يخص الإقبال الكبير للأتراك على المشاركة في الجائزة، أكد كورأوغلو على أن كلا الشعبين التركي والعربي يتطلع للتعرف على الآخر ويسعى للاستفادة والتعلم من اللغة الأخرى.
ولفت إلى أن القيمة المادية للجائزة تجعل المترجم يفخر بنفسه وثقافته، ويسعى لنشرها، كما يشعر بالفرح عندما يجد أن التعب الذي عكف عليه لسنوات وصل إلى المؤسسات الكبرى وقدرته، ما يدفعه للعكوف وترجمة المزيد.
أما المترجم والباحث في قسم اللغة العربية بجامغة غازي التركية محمد حقي صوتشين، أوضح أنها ليست المرة الأولى له للحصول على مثل هذه الجوائز خاصة في تركيا، لكن بالنسبة لجائزة الشيخ حمد فهي عالمية وأكثر شيوعاً.
وأردف: "التشجيع المالي أيضاً ممتاز لأنه يشجع المترجم على ترجمة المزيد من اللغة العربية والتركية".
وفيما يخص حرص صوتشين على ترجمة الأشعار والمعلقات العربية الصعبة، قال: "ترجمة الشعر من أصعب أنواع الترجمة، ولأنني قارئ جيد للشعر العربي وظفت كل مهاراتي في ترجمته، كما أنني متمسك بالمضمون لكنني أنقله بطريقة شعرية يستطيع القارئ التركي من خلالها قراءته على أساس الشعر وليس نص نثري جاف".
صوتشين الذي بدأ أولى ترجماته عام 1998 بكتاب قنديل أم هاشم، أكد أنه يسعى لنشر الأدب العربي علىم نصات مختلفة كالأمسيات الشعرية والكتب والمجلات والمؤتمرات العالمية.
وشدد المترجم التركي على أن يهتم بالجانب الثقافي والشعري بين الشعبين التركي والعربي، لأن السياسة لا تحل كل شيء، مضيفاً: "أعتقد أن الأدب والثقافة أكثر تأثيراً من مقالات السياسية العديدة، كما أنهما طريق لكسر النمطية والأحكام المسبقة بين الشعبين".
من جانبه أكد رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ حمد الدكتور حسن النعمة أن التراث التركي سواء ما كتب خلال العهد العثماني أو ما سبقه من عصور أو ما بعدها يعكس مدى أهمية تركيا لدى العرب، سواء من جانب الحضارة والتاريخ وكذلك المصير المشترك.
ودعا النعمة المترجمين إلى ترجمة المزيد من الأعمال الأدبية والثقافية بين البلدين، معبراً عن سعادته بالتركيز في الأعوام الأخيرة على التراث التركي وترجمته للعربية.
قائلاً: "ينبغي على المنظمات الثقافية أن تبذل المزيد من الجهود بشكل يليق بالتراث التركي، فهناك كثير من الشعراء الاتراك البارزين وكتب الأدب يجب أن تنشر للقراء العرب وكذلك العكس".
وتعد جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي هي الأكبر على مستوى العالم، حيث أنها تسعى إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين أمم العالم وشعوبه، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح، كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي.